بلير و"الحكم الآلهي" على غزو العراق





اهتمت الصحف البريطانية الصادرة صباح السبت بالتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وقال فيها إن الله سيكون الحكم الأخير على قراره شن الحرب على العراق قبل نحو ثلاثة أعوام.
وصرح بلير انه يتخذ قراراته بناء على ضميره المحكوم بالإيمان المسيحي وهو ما اعتبرته الصحف البريطانية أوضح إشارة حول تأثير قناعاته الدينية على السياسة محذرة من أن هذه التصريحات تغامر بإثارة غضب الرأي العام العربي.
صحيفة التلجراف نقلت عن بلير قوله إن الله والتاريخ سوف يحكمان على ما إذا كان قد تصرف بالشكل الملائم حين شن الحرب على العراق.
وقال انه يتخذ قراراته بناء على ضميره الذي يحكمه الإيمان المسيحي.
واعتبرت الصحيفة هذه التصريحات "أوضح اعتراف منه حول تأثير قناعاته الدينية على أفعاله كرئيس للوزراء وخصوصا القرارات المتعلقة بالحياة والموت في أعمال عسكرية".
لكن الصحيفة أشارت إلى أن بلير لم يصل إلى الحد الذي ذهب إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي نقل عنه القول إن قرار غزو العراق جاء "بتكليف من الله".
وأضافت الصحيفة انه برغم أن بلير يتردد على الكنيسة بانتظام فانه كان ممتنعاً عن الحديث حول العلاقة بين الدين والسياسة خوفا من أن يتم تصنيفه في نفس خانة بوش.
وأشار بلير في تصريحاته التي وردت في إطار مقابلة تلفزيونية تبث الليلة، إلى أن غزو العراق كان أصعب قرار واجهه منذ وصوله إلى السلطة في العام 1997.
لكن بلير رفض التعليق عما إذا كان قد صلّى قبل اتخاذ قرار الحرب. "الغضب العربي"
الموضوع نفسه احتل غلاف صحيفة الاندبندنت التي اعتبرت أن تصريحات بلير "تنطوي على خطر إشعال غضب الرأي العام في العالم العربي حيث يستعمل وصف "الصليبي" لإدانة السياسيين المسيحيين الذين يتطفلون على قضايا الشرق الأوسط".
وقالت الصحيفة إن بلير خالف بتصريحاته النصائح المتكررة التي أسداها له مستشاروه حول ضرورة عدم خلط الدين بالسياسة لأسباب داخلية أهمها خطر إثارة حفيظة الرأي العام البريطاني الذي يتأثر سلبا بالسياسيين الذين يظهرون في صورة من يلقي عليه مواعظ دينية.
(BBC)
منقول للفايدة