21/03/2006, 07:10 PM
|
|
الهاويه..لظى..الجحيم
بسم الله الرحمن الرحيم ..
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعداءهم ..
.. الهاويه – لظى – الجحيم ..
.. الهاويه ..
قال تعالى ( وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ . فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ . نَارٌ حَامِيَةٌ ) " القارعة8-11"
الهاويه من الهوى : يهوي به لقعر جهنم , يحتوي إليها كما تحتضن الأم وليدها .
.. لظى ..
قال تعالى ( كَلَّا إِنَّهَا لَظَى . نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى . تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى . وَجَمَعَ فَأَوْعَى ) " المعارج 15-18"
تملك الإدراك والشعور وكل من يريد الخروج منها تدعوه إليها .
نزاعة للشوى : تشوي وتنزع الأعضاء قطعة قطعة .
.. الجحيم ..
قال تعالى ( فَأَمَّا مَن طَغَى . وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ) " النازعات 37-39"
يدخل الجحيم من يؤثر الحياة الدنيا على الآخرة .
في هذا الطابق الأدمغة تغلي من شدة حرارته .
في هذه الطوابق الثلاثة ( الهاوية- لظى- الجحيم) يتصفون من يدخلون إليها بالطغيان على الأمر الإلهي ( استكبار على الأحكام الإلهية) .
الطغيان من الصفات البارزة للشيطان ( قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ) "الأعراف 18 "
كيف يتحكّم الشيطان على بني آدم ؟
في الحقيقة الشيطان لا يستطيع التحكم في الإنسان .
دوره هو التزيين والوعود الكاذبة .
التزيين :
من الناحية الفطرية الإنسان لا يميل إلى القبيح , لكن الشيطان يزيّن له العمل القبيح . أي عمل الشيطان هو وضع الغشاوة على الإنسان .
قال تعالى ( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ) "النمل24"
الوعود الكاذبة :
قال تعالى ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ) "النساء120"
ما عمل سيطرة الشيطان على الإنسان ؟
الشيطان كوجود مستقل نعم , لكن من ناحية التحكّم في الإنسان لا يستطيع . يحتاج مساعدة هوى النفس من الإنسان (النفس هي تلك الحقيقة التي يعبّر عنها الإنسان بأنا) .
التعبير القرآني للنفس :
النفس الأمارة ( إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ ) " يوسف53"
النفس اللوامة ( لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) " القيامة 1-2"
النفس المطمئنة ( يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضيه فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )
قال موسى بن عمران عليه السلام لإبليس : أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن أدم استحوذت عليه ؛ قال: إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله ، وصغر في عينه ذنبه
قال رسول الله (ص) لأصحابه ( ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب قالوا بلى يا رسول الله قال الصوم يسود وجهه و الصدقة تكسر ظهره و الحب في الله و المؤازرة على العمل الصالح تقطع دابره و الاستغفار يقطع وتينه )
انتهينا من ذكر الأبواب السبعة للنار .
بقي مسألة ثانية : هناك 25 ذنب من الكبائر توجد دخول نار جهنم لم نتكلم عنها جميعها .
من بينها : الصد عن سبيل الله , حب الدنيا , الفرار من الزحف , قتل الأبرياء , ترك الصلاة , أكل الربا , الإسراف والتبذير , تعدّي حدود الله .....
سؤال : هل مرتكب الكبائر يخلد في نار القيامة أم من المعذبّين ؟ ( السؤال إن خرج من الدنيا بدون توبة) .
اختلفت الفرق الإسلامية :
الوعيدية وفرقة من الخوارج تقول : مرتكب الكبيرة كافر ويخلد في نار جهنم .
المعتزلة والامامية تقول :مرتكب الكبيرة لا يخلد في النار بل يعذّب فترة ثم يخرج منها .
الشيخ الصدوق والشيخ الحلي : هناك اتفاق بين المسلمين أن مرتكب الكبيرة لا يخلد بل يعذّّب فترة .
الشيخ الصدوق : الذنوب الخمسة وعشرين المذكور فيها الخلود في النار لو كان ارتكابه للذنب من جهة الإلحاد ( آثار ارتكابه لها الكفر والجحود ) .
الدليل القرآني :
( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ) " النساء48"
الدليل الروائي :
عن الكاظم عليه السلام ( لا يخلد الله في النار إلا أهل الكفر والجحود وأهل الضلال والشرك )
الدليل العقلي :
هذا إنسان موحّد آمَن ثم ارتكب كبيرة ولم يتب وخرج من الدنيا .
يحتاج لأجر وجزاء لأنه كان مؤمن , ويستحق دخول النار لأنه ارتكب كبيرة .
لدينا ثلاث خيارات :
يدخل الجنة مقابل إيمانه ثم يدخل النار لارتكابه الكبيرة : خيار مرفوض لأن الجنة جنة الخلد من دخلها لا يخرج منها .
نجمعهما معا أي يتنعّم ويتعذّب : منطقيا محال .
يدخل النار يتعذّب ثم يخرج للجنة : هذا هو الدليل العقلي .
نصل لنتيجة للعلامة الحلي :
الكفار ومن ينكر أحد ضروريات الإسلام عمداً ثم المسلمون من غير الشيعة إذا تمّت عليهم الحجة أحقانية ولاية أمير المؤمنين عليه السلام في الدنيا وناصبوا عمدا خلدّوا في النار , إلا الفئة الذين لم يصل لهم الحق نتيجة التضليل والإعلام المزيّف .
الشيعة يدخلون النار وببركة الولاية لا يخلدّون فيها .
صورة الخروج من النار :
1-يخرج من النار بعد انتهاء المدة المحددّة للعقاب .
2-فئة عندهم فترة محدودة وقبل انتهاء هذه الفترة يأتيهم الخروج .
واقعا لو الإنسان يفكّر الشيعة عندهم أربعة عشر معصوم , المهم أن نقوّي ارتباطنا بهم في الدنيا حتى ينفعونا في ذلك اليوم أكثر , نربط أرواحنا بهم أكثر .
كيف يدخلون الجنة وعليهم آثار العذاب ؟
ترشدهم الملائكة لعين على باب الجنة يغتسلون فيها .
في الحديث ( إن قوما يحرقون في النار حتى إذا صاروا حمما أدركتهم الشفاعة قال : فينطلق بهم إلى نهر يخرج من رشح أهل الجنة فيغتسلون فيه فتنبت لحومهم ودماؤهم وتذهب عنهم قشف النار ) .
-----
نسأل الله أن يحفظنا ويوفقنا دنيا وآخرة ويزيدنا علما على علم .. وأن يفك رقابنا من النار ..
وفقكم الله لما يحب ويرضى
نسألكم خالص الدعاء ولكم مثله
|