عرض مشاركة واحدة
قديم 22/11/2006, 12:55 AM   #5
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 245
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
 المشاركات : 6,236 [ + ]
 التقييم :  10000
لوني المفضل : Brown
افتراضي .. وهكذا انتهت مغامرة الجيشا! انيس منصور الشرق الاوسط



..
وهكذا انتهت مغامرة الجيشا!

كانت في دماغي أفكار كثيرة ملونة مضطربة. ولكن لم اشأ ان اسبق الاحداث. وانتظرت. وذهبت وحدي في الموعد المحدد. نحن الان في مدينة كيوتو العاصمة القديمة لليابان ومهد مدارس بنات الجيشا. هذه الافكار من خيالنا او مما قرأنا عن بنات الجيشا. ذهبت.. وخلعت حذائي على الباب. ولبست القبقاب. وخلعت الجاكتة ولبست الكيمونو.. وهو بالطو.. أو روب قصير الاكمام قصير الذيل.. وأشارت احدى بنات الجيشا وقد انحنى ظهرها تماما ان ادخل. ودخلت. وانحنت واشارت ان أجلس. وجلست. ولكن من الصعب ان اجلس على الارض كما تجلس هى. ولكن جلست وعيني على الباب وانتظرت. وانفتح الباب.. وجاءت واحدة تمشي بخطوات قصيرة وسريعة.. اما الخطوات قصيرة لان الكيمونو الذي ترتديه ضيق. وجعل حركتها خطوات قصيرة سريعة. والكيمونو ترتديه الفتاة اليابانية لكى تخفي الاعوجاج في ساقيها. وساقاها معوجتان لان امها اعتادت ان تحملها على ظهرها منفرجتي الساقين.. وبعد الاحتلال الامريكي لليابان لم تعد المرأة اليابانية تحمل اطفالها على ظهرها. فهي تعمل. واستقامت سيقان البنات والبنين.. وظهر الميني جيب يكشف الجمال الياباني الجديد..

نظرت الى الجيشا وجهها ابيض بطلاء من الجير او من الجبس وحاجباها مرسومان بالفحم وعيناها حمراوان من الخارج.. ونظراتها من تحت لتحت. واحنت رأسها طويلا. وهي لا تعرف أية لغة. وانا لا اعرف الا كلمة: شكرا ووداعا. وبس.

وطال انتظاري. وطال صمتها. ولا حس ولا خبر في كل البيت. كأنني الوحيد.. الزبون.. او الضيف الوحيد.. ومش عارف اعمل ايه.. ومددت لها يدي. فمدت يدها. واحنت رأسها خجلا وحياء وأدبا.. ومش عارف اعمل ايه.. واخيرا انفتح الباب وجاءت واحدة مع صينية شاي اخضر. وقدمت الشاي الاخضر الشديد المرارة. وشربت.. وصمت طويل.. ولم اعرف ان كان مثل هذا اللقاء يستغرق ساعة او ساعتين.. لم يقل لي احد.. وانفتح الباب وجاءت من تأخذ اكواب الشاي.. وأغلقت الباب وراءها والباب كأنه شفتان أطبقتا على صمت وفي نعومة تامة..

وجاءت الفرصة لاستخدام الكلمة اليابانية الوحيدة: ارجاتو ـ اي شكرا. ولم اقصد أن تكون هذه نهاية اللقاء. وانما احاول ان استدرجها الى اي كلام. وعند سماعها للكلمة نهضت وانحنت لتقول: دوه تسي ماتسا ـ اي عفوا..

ويجب الا امر على هذه الكلمة بسرعة. فصوت الجيشا هو صورة طبق الاصل من صرصار الحشر في حلق ضفدعة تطلب النجدة!

وحاولت ان اسحب كلمة (اريجاتو) ولكنها كانت قد سبقتني الى الباب الخارجي وقد انحنت على حذائي ووضعته في قدمي وانتهت بذلك مغامرة فتاة الجيشا ومعها كل الافكار والخيالات التي لا أساس لها!




 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس