كلمة الرياض

الملك عبدالله في مرئيات المنطق

يوسف الكويليت
خطاب الملك عبدالله ظهر أمس أمام المثقفين العرب هو في الواقع جوهر منطقية المعالجة لأوضاع المجتمعات المستهدفة بالتسلط ليس في عالمنا العربي فقط ولكن على مستوى الزمالات العالمية حيث أوضح - حفظه الله - جزالة الخلل لدى الشعوب عندما تتحول هيئة الأمم المتحدة إلى موقع تنافس دولي بعيد عن الواقع وبعيد أيضاً عن الإدراك الإنساني لقسوة ما تعانيه مجتمعات عزلت لأكثر من ثلاثين عاماً بعيداً عن العدالة والنمو وتطوير القدرات بسبب إرغامها على قبول سلطة لا تخضع لأي مبررات قانونية ولا يتجدد نشاطها عبر أي محاولات تطوير..
الملك عبدالله وهو نموذج حضور قيادي فعال الأفكار والممارسات طرح آراء مستقلة حين تدين حالات العجز التي تعرقل نمو مجتمعات متدنية القدرات فهي تدين أيضاً ظاهرة الانقسام الدولي عندما تشطح روسيا ومعها الصين إلى محاولة حماية علاقة قتل بين جمهور ودولة.. إذاً فإن الوصول إلى نجاح مهمات إنقاذ لشعب يقع أفراده تحت وهج إرهاب دموي لا يلتزم بلغة حوار لكنه وعلانية يستخدم العنف كي يفرض بجبروت وجوده ضمان الاستمرار..
إن روسيا ليست بدولة ذات تأثير على الشرق الأوسط لكن موقفها فيه إهانة صارخة لمدلول ما تعنيه هيئة الأمم المتحدة
إن صعوبة التأثير على النظام هناك، يحتاج إلى تضييق عليه بمختلف الوسائل، ولعل فتح باب المساعدات المادية والعينية دولياً، وتعزيز دور المعارضة والتواصل مع الشعب ليس فقط بالأمور السياسية وإعلان الأصوات الجهورية، بل التعجيل بإرسال المعونات الغذائية والملابس والأدوية، وكل ما أراد النظام استخدامه سلاح إرهاب وحرمان من متطلبات الحياة ضد المواطنين..
فالاعتراف بالمجلس الوطني، يعني قطع العلاقات نهائياً مع السلطة، ويضع حلفاءها في مأزق سواء الصين وروسيا، أو الحليف الإيراني الذي سعى أن يكون سنداً مادياً وعسكرياً وبشرياً، والإيجابية الأخرى تعزيز دور مجلس الأمن اتخاذ خطوات ضاغطة ليس على سوريا، لكن من عارضوا اتخاذ إجراءات تتفق والبعد الإنساني في التضامن مع الشعب السوري..
قد لا يحدث اجماع عربي على اتخاذ خطوات جريئة ومؤلمة للنظام السوري، لكن تحقيق نسبة عربية عليا من الدول التي تتضاد مع موقف الأسد سوف تكون معززة للمجلس الوطني، وحتى الذين مازالوا مع النظام، لأن الحسابات ستتغير بما فيها القناعات من أنه قوي، وقادر على الصمود أمام تزايد النقمة عليه داخلياً وعربياً ودولياً..
اتخاذ قرارات حاسمة ومسؤولة ليس فقط سيدعم الشعب هناك والذي يعرف أن قوة نظامه يستمدها من ضعف الموقف العربي وانقسام المجتمع الدولي، بل إن النتائج ستكون كبيرة، وتؤكد قوة ومتانة الإرادة العربية وأهميتها..