عرض مشاركة واحدة
قديم 10/01/2007, 01:29 AM   #2
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 245
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
 المشاركات : 6,236 [ + ]
 التقييم :  10000
لوني المفضل : Brown
افتراضي كل صوتها في عبارة : صباح الخير!**انيس منصور



كل صوتها في عبارة : صباح الخير!

إحدى قريباتي عملت أخيرا موظفة. وأهلها سعداء بذلك وهي أكثر سعادة.. ولم تكن تعرف هي مواهبها الخاصة. ولكن في هذا العمل الجديد اكتشفت أنها ليست موظفة فقط، وإنما هي إحدى وكالات الأنباء.. فبسرعة غريبة عرفت الكثير عن كل الموظفين الزملاء والرؤساء: من هو الأعزب ومن هو المتزوج لأول مرة ولثاني مرة.. ومن الذي عنده تليفون سري في البيت أو في المكتب.. ومن الذي حضر ومن الذي غاب..

ومعنى ذلك أنها لم تضيع وقتها في القراءة. وإنما شغلته بالكلام، ولا بد أن يكون كلامها على شكل أسئلة.. وإلا فكيف استطاعت أن تعرف كل هذه الإجابات.. وهي لا تتحرك من مكانها.. وليس معقولا أن يجيء الناس إليها.. إذن فالتليفون هو «الساعي» الدائخ بينها وبين جميع الموظفين.. والتليفون عمومي ـ أي يجب إن يكون مشغولا بالعمل ولصالح العمل..

وعندما تزوج أحد أقاربها لم تجد وسيلة للتزويغ من العمل للمشاركة في الليالي الملاح.. ثم مات أحد أقاربها.. ولم تتمكن من تقديم واجب العزاء.. وإنما جاء الموظفون يواسون الموظفة الجديدة من باب الواجب أو الشكليات أو تضييع الوقت أو حب الاستطلاع.. ولم تكن أيديهم خالية، فقد ألقوا في يديها معلومات جديدة عن النظام والعمل والحضور والانصراف والاعتذار والغياب.. وفن التزويغ وادعاء الانشغال.. وفن التوقيع عند الانصراف وفن التوقيع من غير انصراف.. أي وهي موجودة في بيتها.. ومن الذي يتولى ذلك بالنيابة عنها.. أو تتولاه هي بالنيابة عن غيرها.. ومن الذي يفعل ذلك بانتظام، وكم تدفع ولمن.. لم يعد هناك خوف من شيء.. أو خوف على شيء..

وعرفت الموظفة الجديدة أيضا لعبة الإجازات المرضية والعرضية، والإجازات الشخصية.. وعرفت الأماكن التي يمكن أن تنتقل إليها بكلمة من قريب أو صديق.. وأين هي الغرف ذات الشبابيك البحرية والغرف التي يمكن النوم فيها على المكتب بدون أن يدري أحد.. والغرف التي تتجمع فيها الفتيات وفي أيديهن التريكو أو مجلات الأطفال بدون أن يسمعن كلمة واحدة من احد. ولما سألتها عن العمل الذي تؤديه أجابت: ولا حاجة!! ولما طلبت إليها أن توضح أكثر. قالت: ولا حاجة.. صباح الخير.. صباح الخير.. وفي هذه العبارة أضع كل نشاطي وحيويتي. وبعد ذلك أستطيع أن أنام حتى الثانية مساء!! وعلى الرغم من أنها لا تعمل ولا توجد لديها فرصة عمل.. فإنها قد عرفت بالدقة كل الظروف والقواعد والحيل التي تجعلها لا تعمل إطلاقا.. مع أن عملها ليس إلا: صباح الخير.. حتى هذه يمكن أن تأخذ منها إجازة!

ومثلها عشرات الألوف!



إحدى قريباتي عملت أخيرا موظفة. وأهلها سعداء بذلك وهي أكثر سعادة.. ولم تكن تعرف هي مواهبها الخاصة. ولكن في هذا العمل الجديد اكتشفت أنها ليست موظفة فقط، وإنما هي إحدى وكالات الأنباء.. فبسرعة غريبة عرفت الكثير عن كل الموظفين الزملاء والرؤساء: من هو الأعزب ومن هو المتزوج لأول مرة ولثاني مرة.. ومن الذي عنده تليفون سري في البيت أو في المكتب.. ومن الذي حضر ومن الذي غاب..

ومعنى ذلك أنها لم تضيع وقتها في القراءة. وإنما شغلته بالكلام، ولا بد أن يكون كلامها على شكل أسئلة.. وإلا فكيف استطاعت أن تعرف كل هذه الإجابات.. وهي لا تتحرك من مكانها.. وليس معقولا أن يجيء الناس إليها.. إذن فالتليفون هو «الساعي» الدائخ بينها وبين جميع الموظفين.. والتليفون عمومي ـ أي يجب إن يكون مشغولا بالعمل ولصالح العمل..

وعندما تزوج أحد أقاربها لم تجد وسيلة للتزويغ من العمل للمشاركة في الليالي الملاح.. ثم مات أحد أقاربها.. ولم تتمكن من تقديم واجب العزاء.. وإنما جاء الموظفون يواسون الموظفة الجديدة من باب الواجب أو الشكليات أو تضييع الوقت أو حب الاستطلاع.. ولم تكن أيديهم خالية، فقد ألقوا في يديها معلومات جديدة عن النظام والعمل والحضور والانصراف والاعتذار والغياب.. وفن التزويغ وادعاء الانشغال.. وفن التوقيع عند الانصراف وفن التوقيع من غير انصراف.. أي وهي موجودة في بيتها.. ومن الذي يتولى ذلك بالنيابة عنها.. أو تتولاه هي بالنيابة عن غيرها.. ومن الذي يفعل ذلك بانتظام، وكم تدفع ولمن.. لم يعد هناك خوف من شيء.. أو خوف على شيء..

وعرفت الموظفة الجديدة أيضا لعبة الإجازات المرضية والعرضية، والإجازات الشخصية.. وعرفت الأماكن التي يمكن أن تنتقل إليها بكلمة من قريب أو صديق.. وأين هي الغرف ذات الشبابيك البحرية والغرف التي يمكن النوم فيها على المكتب بدون أن يدري أحد.. والغرف التي تتجمع فيها الفتيات وفي أيديهن التريكو أو مجلات الأطفال بدون أن يسمعن كلمة واحدة من احد. ولما سألتها عن العمل الذي تؤديه أجابت: ولا حاجة!! ولما طلبت إليها أن توضح أكثر. قالت: ولا حاجة.. صباح الخير.. صباح الخير.. وفي هذه العبارة أضع كل نشاطي وحيويتي. وبعد ذلك أستطيع أن أنام حتى الثانية مساء!! وعلى الرغم من أنها لا تعمل ولا توجد لديها فرصة عمل.. فإنها قد عرفت بالدقة كل الظروف والقواعد والحيل التي تجعلها لا تعمل إطلاقا.. مع أن عملها ليس إلا: صباح الخير.. حتى هذه يمكن أن تأخذ منها إجازة!

ومثلها عشرات الألوف!


 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس