عرض مشاركة واحدة
قديم 13/01/2007, 01:10 AM   #2
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 245
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
 المشاركات : 6,236 [ + ]
 التقييم :  10000
لوني المفضل : Brown
افتراضي .. والآن جاء دور الصومال **سمير عطالله



.. والآن جاء دور الصومال

كان كل ما تحتاجه وصول القاذفات الأمريكية فوصلت. وحل كل شيء، وما علينا بعد الغارة على قرية هايو في الجنوب سوى ان ننتظر: اولا: عودة اشلاء الصومال الى التوحد. ثانيا: نهاية الميليشيات التى فرقته اربا منذ عقدين وشردت أهله وزادت صحاريه وبالا. ثالثا: تعميم الازدهار والتقدم في بلد يرفض بكل إباء الخروج من ظلام القرون الاولى.

لم تتعلم أمريكا ان مشاكل الارض لا تحل من الجو، مهما كانت دقة القاذفة وتطورها الالكتروني، ولا تعلمت ان السياسة الدولية اوائل القرن العشرين لم تعد مثل السياسة الدولية اوائل القرن الثامن عشر، عندما كان المدفع البريطاني المحمول على السفن، يتكفل بإفزاع الناس بمجرد ان يطلق على الميناء، ولا ادركت انه تحفر القاذفة حفرة في الارض، يسارع الاعداء الى حفر الانفاق والخنادق تحت الارض.

لم يكن ممكنا ترك الصومال لحالة الحرب والنهب الدائمة التي يقبع فيها، فقد تولت زمر العابثين والقتلة محو كل أثر لاثار الدولة، وهي دولة لم تقم، بل قام مكانها ديكتاتورية ألحق بها الفساد وغطت جمهورية سياد بري نفسها بشعارات ثورية خلابة فيما كانت تتقاضى المال من الدول التي تدعي محاربتها. لكن سياد بري استطاع ، على الاقل، الحفاظ على شكل الوحدة في بلد تولى تجميعه الاستعمار البريطاني والاستعمار الايطالي، وكان الصومال في زمن سياد بري يحقق شيئا ولو ضئيلا من النمو واحيانا من بعض التقدم. لكن كل شيء انهار مع ذهابه، لأن الديكتاتور يعمل من اجل خلود نفسه لا من أجل بقاء بلده. وكان يمكن ان تترك أمريكا الصومال الى حاله المزرية عقودا أخرى، لولا وصول «المحاكم» الى مقديشو كما وصل «الطالبان» من قبل الى كابل، ومهما بدا الصومال بعيدا فهو أقرب الى مواقع الاستراتيجية الدولية، مما يبدو على الخريطة، وكما خيضت حرب «القرن الأفريقي» بين الأمريكيين والسوفييت من قبل في هذه المنطقة، تخوض أمريكا الآن المواجهة مع «الأشباح» الكامنة في الغابات الأفريقية والطالعة الى صحاريها.

فالخوف الحقيقي ليس على الصومال، التي أهملها الجميع، بل من الصوملة التي قد تمتد عبر الحدود. في المرة الأولى، عام 1992، لملمت أمريكا اطراف ثوبها المحترق، وخرجت من مقديشو. لكن الأمم المتحدة التي جاءت معها ما لبثت ان تركت البلد لحملة الكلاشينكوفات، كان يفترض إرسال قوة حقيقية تشرف على إعادة تأسيس الدولة وإقامة المؤسسات، من دون التدخل في خصوصيات الشخصية الصومالية او تقاليدها.

لكن العالم كان يتفرج على صور الميليشيات الفلتانة في شوارع مقديشو، ثم يدير وجهه الى الناحية الاخرى. وكما أفاقت أمريكا في أفغانستان لترى ان حلفاءها تحولوا الى طالبان، افاقت في الصومال لترى كم أن الأرض بعيدة عن الجو، ولم تصدق، انها تكرر التجربة بدل البحث عن حل حقيقي ودائم.


 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس