17/01/2007, 10:49 PM
|
#2
|
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 245
|
تاريخ التسجيل : Feb 2005
|
أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
|
المشاركات :
6,236 [
+
] |
التقييم : 10000
|
|
لوني المفضل : Brown
|
|
كيف «تصوغ» مدمرا **سمير عطالله
كيف «تصوغ» مدمرا
متى بدأ انهيار الاتحاد السوفياتي؟ لا يزال السؤال يطرح حول الحدث الذي زلزل القرن الماضي وأدى إلى تغير وجه أوروبا ومعالم العالم. ويرى كثيرون أن الاتحاد لم ينهر مع ميخائيل غورباتشوف بل بدأ انهياره مع نيكيتا خروشوف، عام 1956، عندما وقف في المؤتمر العشرين يروي للعالم ماذا حدث من جرائم أيام سلفه جوزف ستالين. ولي في هذا الأمر رأي متواضع وبسيط، وليس مطالعة فكرية أو دراسة نظرية. أنا اعتقد أن تفكك الاتحاد السوفياتي بدأ مع وصول ستالين إلى الكرملين. فلنتصور مثلا، لو أن خروشوف هو الذي سبقه. أو يوري اندروبوف. أو أيضا ميخائيل غورباتشوف. فلنتصور لو أن الملايين لم يرسلوا إلى سيبيريا ليموتوا في الأشغال الشاقة، أو أن ملايين آخرين لم يموتوا في السجون الباردة والمجاعة وساحات الإعدام.
كان من المستحيل بعد التجربة الستالينية، التي تركت ذلك الكم من المرارة في نفوس الناس، أن يستمر الاتحاد السوفياتي وهو يرفع الشعارات نفسها، ولو انه أخفى صور ستالين وتماثيل لينين فيما بعد. لقد حاول أن يجعل من نفسه إلهاً لا حاكماً. في عام 1936 جاء في «البرافدا» الآتي: «آه ستالين العظيم، آه زعيم الشعب، أنت الذي خلقت الإنسان، أنت الذي نشرت البشر في الأرض، أنت الذي أعدت شباب القرون، أنت يا من جعل الربيع يزهر». أو الآتي من مجموعة صدرت عام 1946: «ها هو ستالين هنا في الكرملين، إن حضوره يلامسنا في كل خطوة يخطوها. إننا نمشي فوق حجارة ربما يكون قد وطأها أخيرا. فلنركع على ركبنا ونقبل هذه الآثار المقدسة».
لقد جعله كتَّاب الدعاية الرسمية «أعظم العباقرة العسكريين» و«أبا الفنون والعلوم» و«قائد ومعلّم الإنسانية جمعاء». من ترى يصنع الديكتاتور، هو نفسه أم الذين حوله؟ لقد كان ستالين الشيوعي، وأدولف هتلر النازي، ألدَّ الأعداء، وعندما وصل جيش ستالين إلى برلين كان هتلر قد أطلق النار على صدغه. ولكن صناعة الشخصية الهتلرية لم تختلف إطلاقا عن صناعة الشخصية الستالينية: نفس المسار ونفس التعابير ونفس الحملة لتأكيد «ألوهية» الحاكم بدون أي تردد.
لا يمكن للفوهرر أن يكون إنساناً مثل سواه، أو حتى «سوبرمان» متفوقا على الجنس البشري. انه فوق ذلك بكثير ولكن هل يعقل أن يحدث هذا في دولة متقدمة مثل ألمانيا وبين شعب متقدم مثل الألمان؟ يبدو أن ذلك ممكن عندما تجتمع الأزمات الاقتصادية بالأزمات السياسية بمراحل اليأس. فعندما بدأ الرسام النمساوي الفاشل أدولف هتلر يطرح نفسه كمنقذ كان التضخم الذي ضرب البلاد قد جعل ثمن قطعة السجق العادية 4 مليارات مارك. وهو رقم لا معنى له. لكنه علامة من علامات الكارثة التي أودت إلى ما هو أكبر بكثير، إلى هتلر أو ستالين، أو بعض الزعماء العرب الذين منعوا رمي الصحيفة لأن اسم الرئيس الخارق مكتوب فيها.
|
|
|