عرض مشاركة واحدة
قديم 04/02/2007, 11:52 AM   #4
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 245
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
 المشاركات : 6,236 [ + ]
 التقييم :  10000
لوني المفضل : Brown
افتراضي القضية: لماذا هذا الإسراف في كل شيء؟** انيس منصور



القضية: لماذا هذا الإسراف في كل شيء؟

لكي تحكم على ظاهرة بأنها سيئة أو جيدة يجب أن تفهمها. ويكون الفهم مثل حيثيات الحكم في أية قضية.. وبعد ذلك تجيء المرافعة: أي المناقشة العلنية للخطأ والصواب. والمرافعة نوع من التفسير والتبرير والتنوير حتى إذا جاء حكم القاضي بعد ذلك، كان على أساس من الفهم العام لوجهات نظر كثيرة..

ونحن جميعا قضاة ومحامون ومتهمون وأبرياء ومجرمون. إننا نحن المحكمة بكل أركانها.. من القاضي حتى منادي المحكمة.. أما القضية المعروضة فهي لماذا هذا الإسراف في التدين.. وفي الجنس وفي تعاطي المخدرات في العالم كله؟! لماذا ايمان شديد وجنس عنيف وحشيش وحقن وهلوسة في معظم عواصم الدنيا؟! لا بد أن تكون هناك أسباب عامة واحدة. هذه الأسباب هي أن العالم كله في حالة حرب.. أو من حالة خوف من وقوع حرب شاملة. ولذلك فالاستعداد للحرب أو لمنع وقوع الحرب على أشده في الغرب والشرق.. والذين ليسوا في حالة حرب يستنكرون الحرب، ويلعنون الدول التي تدفع الإنسان إلى الموت.

وفي مواجهة الخوف من الموت ما الذي يفعله الانسان؟

انه يواجه الموت، اذا استطاع: قاتلا أو قتيلا.. بأن يتمسك بالحياة، ولذلك فنسبة الزواج ترتفع في ظروف الحرب. فالإنسان خوفا من الموت، يريد أن يخطف الحياة قبل أن يخطفه الموت من الحياة.. وكان الشاعر الروسي يفتشنكوا يحدثنا عن أنهم يوقظونه وهو طفل صغير ليرقص ويغني للجنود المسافرين الى الجبهة، فقد كان الجنود يتزوجون قبل سفرهم بساعات.. والاقبال على الحياة بالإسراف في كل ما هو ضروري لذيذ وبصورة عصبية، والجنس أعمق وأعنف هذه الصور.. فالمجلات عارية والأفلام والأغاني والاستغراق في الجنس هو نوع من سد الأذن والعين عن الخطر الذي هو الموت. فالجنس أسلوب من أساليب النسيان.. أو الهرب من مواجهة موقف أليم..

وكذلك المخدرات. انها وسيلة لخلق «جنة زائفة» يعيش فيها الانسان ساعة أو يوما أو عمرا بعيدا عن الحرب وويلات الحرب والخوف منها. فالمخدرات نوع من «السلام المزيف» في مواجهة الحرب الحقيقية!!

وأما الاتجاه الى الدين.. فهو نوع من الحب الى الله.. كطفل يتعلق بملابس أبيه. ويرمي نفسه على صدر أمه لعله يجد الراحة.. ويجد الملجأ الحصين.. ثم اننا كالأطفال أيضا.. نلقي بهمومنا على السماء ونطلب إليها أن تحل مشاكلنا نحن البشر..

انه ـ اذن ـ الخوف الذي يلقي بنا ويطوحنا لعلنا ننسى.. ننسى أن هناك مشكلة. وأن للمشكلة حلا.. ونحن في حاجة إلى الفهم في جميع الأحوال حتى لا نتهم أنفسنا دائما!


 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس