31/03/2012, 02:06 PM
|
#7
|
المؤسس والمشـــرف العــــام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2
|
تاريخ التسجيل : Aug 2004
|
أخر زيارة : 30/07/2025 (06:02 AM)
|
المشاركات :
64,173 [
+
] |
التقييم : 16605
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Maroon
|
|
يكفي أن يقال «فيصل»ليقف العالم الإسلامي إجلالاً
الفيصل .. مواقف وانجازات
عبدالله عمر خياط يروي جانبا من فصول سيرة الملك الشهيد «1»
كان يكفي أن يقال «فيصل»ليقف العالم الإسلامي إجلالاً
كبزوغ الفجر على من كان ليله أظلم ، كان توحيد مدن المملكة العربية السعودية، بالنسبة لأبنائها الذين عاشوا حيناً من الدهر هوان الفزع والخوف على أموالهم، وأهليهم، وأنفسهم. مثلما كان الحجاج والمعتمرون غنيمة لقطاع الطرق الذين لا يبالون بارتكاب أية جريمة قتل في سبيل الحصول على ما يحمله الحاج والمعتمر من أموال ومتاع .. ولتحقيق ما يريدون لايتورّعون عن سفك الدماء لأجل الحُطام والامتعة. !!
ولذا فقد كان قيام الملك عبد العزيز آل سعود – طيب الله ثراه – بتوحيد هذا الكيان الكبير تحت مظلة الشريعة الإسلامية، نعمة منَّ الله بها على هذه البلاد وأهلها والحجاج والمعتمرين والزوار، وذلك بتوفير الأمن ، ونشر الأمان، وتوطيد الاستقرار، وتأمين سبل الحياة الكريمة للمواطن والمقيم، وتيسير أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة لكل وافد من كل فج عميق.
ولقد تحقـــق كل ذلك بفضل من الله، ثم بفضل السياسة الرشيدة للملك عبد العزيز واختياره النخبة من رجاله الأكفاء بتعيينهم أمراء للمناطق، واختص الحجاز بتعيين نائب له به هو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد العزيز إلى جانب توليه وزارة الخارجية التي كان أول وزير لها ، واستطاع الفيصل بحنكته وبعد نظره أن يصبح مهندس السياسة السعودية على امتداد تاريخه ، إذ ظل محتفظاً بمنصب وزارة الخارجية حتى آخر حياته رحمه الله.
ادارة شؤون الدولة
ولكن يظل منصب نائب الملك بالحجاز له دور هام في تاريخ الفيصل، حيث كان من موقعه هذا مسؤولاً عن إدارة دفة شؤون الدولة من خلال "النيابة" التي كان الحجاز مقر جميع مرافق الدولة التي يديرها أكفاء من أبنائه ، ففي النيابة كان - مع حفظ الألقاب -: إبراهيم السليمان، محمد عمر عرب، محمد عمر توفيق، محمود أبار، عبد الله كامل، عبد السلام الفارسي ، عبد القدوس الأنصاري ، ابراهيم توفيق، عبدالعزيز الرفاعي. وفي المالية: عبد الله السليمان، محمد سرور الصبان، حسين جستنية، أحمد موصلي، محمد حسن فقي، محمد حسين زيدان. وبالداخلية: محمد حابس، محمود أبار – الذي انتقل إليها من النيابة – أحمد محمد جمال، محمود جمال حريري، عبد الله الغاطي.. وفي الصحة: محمد عمر عرب – الذي انتقل إليها من النيابة رئيساً لديوانها -. وفي المعارف: مؤسسها السيد طاهر الدباغ ، محمد بن مانع، أحمد العربي. وفي الأوقاف: السيد عبد الوهاب نائب الحرم – الذي انتقل إليها من البلدية – التي تولاها بعد ذلك عباس قطان. وفي البريد: عبد الله كاظم، محمد سعيد العامودي، ابراهيم سلسلة، أحمد زيدان، محسون أفندي. وبالإذاعة: ابراهيم الشورى، ابراهيم فودة، محسن باروم، عبد الله منيعي، طاهر زمخشري. وبالحج: أحمد قنديل، هاشم زواوي. وبالأمن العام: مهدي بك المصلح، علي جميل، طلعت وفا، طه خصيفان، أحمد يغمور ، صالح عناني. وفي إدارة عين زبيدة: أحمد خليفة.
ولما كان الفيصل – رحمه الله – على رأس جميع هذه الإدارات بوصفه نائب الملك في الحجاز فقد حظي مجلس الشورى برعايته وكريم توجيهه من خلال ترؤسه لجلساته السنوية، ويذكر أن المجلس كان يضم أبرز رجالات الحجاز وعلى رأسهم: السيد صالح شطا رحمه الله.
وبذا كان يكفي أن يقال فيصل بن عبدالعزيز ليقف العالم الاسلامي اجلالاً لشخصه وتقديراً لدوره في خدمة الحرمين الشريفين وأهلها وقاصديها من الحجاج والمعتمرين، وهذا ما يجعلني أجزم أنه لو اجتمع معاصرو الملك فيصل من الكتاب والشعراء والمفكرين لتسجيل مسيرة حياته ورصد منجزاته وكتابة تاريخه، لما استطاعوا أن يوفوه حقه، فكما ذكر صاحب السموالملكي الأمير تركي الفيصل في ما نشرته له عكاظ بتاريخ الأحد 1429/4/21هـ وهو يتحدث عن معرض "شاهد وشهيد" الذي يحكي تاريخ الملك فيصل: إنه منذ نعومة أظفاره – رحمه الله – وهو يكلف من قبـــل والده العظيم الملك المؤسس عبد العزيز – رحمه الله – في مهام تكوين هذه الدولة، وساهم مع اخوانه والرجال الآخرين في تكوين هذا الكيان الكبير.. وعلى سبيل المثال كان عمره 12 سنة عندما شارك في أول معركة حربية تقع حول منطقة حائل مع أخيه الملك سعود، وتبع ذلك مشاركته في معارك أخرى تتعلق بتوحيد المملكة، ثم كلف في سن 13 عاماً في تمثيل الملك عبد العزيز في مجريات معاهدة السلام بعد الحرب العالمية ، وذلك بزيارة بريطانيا بدعوة من الملك جورج الخامس ملك بريطانيا في ذلك الحين ، ثم بالذهاب لباريس التي كانت تعقد فيها مباحثات تلك المعاهدة.
ومعروف أن الملك عبد العزيز – رحمه الله – كان قد أوفد الأمير فيصل بوصفه وزيراً للخارجية في أول رحلة له إلى روسيا الذي كانت أول دولة اعترفت بقيام المملكة.
السيف لجدة
هذه الملامح من تاريخ الملك فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله – شدني القلم إليها وأنا بصدد الحديث عما سمعت.. وشهدت من المواقف التي عاصرتها منذ وعيت مجريات الأحداث.. وخلال تشرفي بمقابلة الملك فيصل بالنيابة، أو مرافقة جلالته – رحمه الله – في رحلاته الخاصة ومؤتمرات القمة ضمن الوفد الاعلامي.. وكل ذلك بالقياس لما يعرفه الآخرون الذين عاصروا جلالته – رحمه الله – ليس إلا قطرة في بحر.. ومع ذلك فإن من القطر تسيل الأودية.
في صبيحة ثاني أيام عيد الفطر المبارك خرجت الطائف بمن فيها من مصطافين ليشهدوا الاحتفال الكبير في ساحة "قروة" بمناسبة اسبوع "السماوه" لمولد الأمير سعود الفيصل عام 1360هـ والذي ألقيت خلاله القصائد وتسابق الخيالة ، وقد اصطحبني واخوتي والدي رحمه الله إلى تلك الساحة.. فكان أن رأيت للمرة الأولى الأمير فيصل بن عبد العزيز وأنا ابن ثلاث سنوات.
ومرت الأيام.. ودارت الأعوام التي أمضيت بعضها في الدراسة.. ثم الالتحاق بالشرطة ، ثم العمل بالصحافة التي يسرت لي ثانية فرصة التشرف بلقاء سمو الأمير فيصل خلال المهرجان الذي أقامه أهالي جدة عصر يوم السبت 1382/11/16هـ وشهده جمع حافل من أبناء مختلف مدن المملكة، وقد اصطفوا في الساحة المواجهة للفندق والمعروفة بميدان البيعة حيث أُفتتح المهرجان بآي من الذكر الحكيم ، فكلمة للمشرف على تنظيم المهرجـــــان معالي الحاج محمد عبد الله علي رضا، تلاه فضيلة الشيخ محمد الحركان ، ثم أطل الفيصل على الجماهير حيث ارتجل – رحمه الله - كلمة كان مما قال فيها:
"أيها الاخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسرني في هذه اللحظة المباركة أن أعبر لكم عن عظيم امتناني وعن صادق شعوري بما يبدو على هذه الوجوه الكريمة من محبة واخلاص وليس الاخلاص والمحبة لفيصل وانما المحبة والاخلاص للشعب الذي يمثله فيصل.
أيها الاخوة الكرام: يندر في التاريخ أن تمر مثل هذه اللحظات العزيزة ليلتقي الحاكم بالمحكوم.. والحاكم بالمحكوم هو اصطلاح اصطلحت عليه الأمم وان لم يكن من طبيعتنا ولا من سجيتنا فنحن هنا أيها الاخوة لا نعتبر أنفسنا حاكماً ومحكوماً وانما نعتبر أنفسنا اخوة متعاونين متساندين لتأدية ما أوجبه الله علينا من حفاظ على ديننا وكرامتنا وخدمة لوطننا وأبناء شعبنا وبناء هذا الوطن العزيز بناءً راسخ الأركان، قوي البنيان لا تهزه العواصف ولا الرياح ولا يضره ما يتعرض له من هجمات أو محاولات والله سبحانه وتعالى مؤيدكم وناصركم مهما أراد المكابرون والمجاهرون.
أيها الاخوة الكرام: انه لشــــــــرف عظيم بأن أتقبل من حضرة الحاج محمد عبد الله علي رضا الرمز الذي تقدم به وان كان في حد ذاته صغيراً ولكنه في معناه أعتبره كبيراً يدل على ما انطوت عليه هذه النفوس الكريمة من مشاعر طيبة ومن كرم محتد ومن عزة نفس وكرامة وانه ليسعدني في هذه اللحظة أن أرجو من الأخ محمد عبد الله علي رضا أن يتقبل باسم مدينة جدة هدية متواضعة لا تعبر عن قيمة مادية ولكنها تعبر عن قيمة معنوية وهو سيف أهديه لمدينة جدة.
أيها الاخوة الكرام: لقد اخترت أن أهدي لمدينة جدة سيفاً لأن السيف هو رمز الفصل بين الحق والباطل".
ثم تحدث بعد ذلك – رحمه الله – عن ما تقوم به الحكومة من مشاريع وأعمال لخدمة الوطن وما تسعى إليه من أهداف لوحدة الأمة الاسلامية والعربية..
وفي طريقه لمغادرة المهرجان اقتحمت المجموعة التي تحيط به وسلمت عليه في الوقت الذي كان معالي الشيخ محمد رضا يحاول أن يبعدني عن الطريق بكلتا يديه
|
|
|