الموضوع
:
..! رسالة من القلب !..
عرض مشاركة واحدة
03/04/2012, 07:10 PM
#
2
عضو مجلس الإدارة مستشار المدير العام ومشرف المنتدى الاسلامي والمساريه
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
24238
تاريخ التسجيل :
Mar 2012
أخر زيارة :
22/05/2014 (09:05 PM)
المشاركات :
831 [
+
]
التقييم :
3113
الجنس ~
لوني المفضل :
Darkblue
كان القتل والتدمير والترويع ومحاولة إدخال البلاد في نفق مظلم من الفوضى وكأننا لم نستوعب ما سجله التاريخ الإسلامي من أحداث كان رائد مرتكبيها الإصلاح وشعارهم نصرة الدين وكأننا لم نحسن قراءة ما حصل في دول أخرى كالصومال والعراق وغيرهما.
إن منازعة السلطان في سلطانه أو سلوك منهج غير شرعي في مناصحته خدمة عظمى لأعداء الأمة المتربصين بها الدوائر وحين نقر الجرأة على ولي الأمر - من أي إنسان كان - فإننا لا نخدم الدين ولا نخدم الوطن ولا نخدم حتى مصالحنا الخاصة وإنما نخدم القوى العالمية الباغية التي تريد زعزعة أمن بلدان المسلمين وتفريق أهلها وتدمير نظمها حتى تمهد لها الطرق لاستغلالها ونهب خيراتها أو حتى احتلالها،
وهي لن تستطيع تحقيق ذلك إلا بإثارة الشحناء بين أبناء البلد الواحد وإذكاء نار الفتنة بينهم ولو برفع شعار الإصلاح أو الدعوة أو محاربة المنكرات أو التقدم أو رفع الظلم... إلخ،
فلنكن من ذلك على حذر،
ولنقطع الطريق على كل معتد اثيم من أي جنس أو لون،
ولنجتث جذور نبتة الفتنة في بلادنا ولنضع أيدينا في أيدي ولاة أمرنا صفاً واحداً ويداً واحدة لا نصدر إلا عن آرائهم ولا ندين بالسمع والطاعة إلا لهم،
وكوننا نخضع لولي أمر مسلم مهما كان من قصور خير من أن نخضع لكافر بغيض أو منتسب للإسلام زوراً وبهتاناً،
فكيف إذا كان لهذا الإمام المسلم من صحة الاعتقاد واتباع السلف ولهم من الأعمال الإسلامية الجليلة والجهود المباركة في الدفاع عن الدين وخدمة المسلمين ونصرة قضاياهم وإغاثة منكوبيهم ما هو محل الفخر والاعتزاز من كل منصف،
بل هو وإخوانه سلالة شجرة كريمة وأسرة عريقة لها فضل بعد الله في توحيد هذه البلاد،
وإخراجها من ظلمات الشرك والجهل والتمزق،
إلى نور التوحيد والعلم والوحدة والأمن.
ولنستحضر أنه في الوقت الذي يغرس بعض أبنائنا خنجره في ظهر أمته وخاصرة وطنه تزداد الحملات المسعورة ضد هذه البلاد وقيادتها تتهمهم بأنهم متطرفون وأصوليون وأن هذه الدولة دولة دينية متشددة فانظروا أيها العقلاء كيف تتلاقى المصالح وكيف يخدم بعض أبناء الإسلام من أبنائنا بحماقتهم وجهلهم أعداء الإسلام وكيف يخالفون الدين باسم نصرته كيف يسعون في الأرض فساداً بدعوى أنهم يريدون الإصلاح ألا ساء ما يحكمون ويقدرون ويقولون «
إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين
».
ثم إن لين الجانب،
ولطافة الفعل،
والأخذ بالسهل هو الرفق،
وأولى الناس حرصاً على الرفق كسباً للقلوب هم الدعاة،
وفي الحديث:
(
إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه
)،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(
إن الله يحب الرفق في الأمر كله
)،
ويدخل في عموم الرفق صور تجد العنف بادياً فيها،
منها الفظاظة والغلظة في التعامل مع المدعو من الناس،
بإكفهرار الوجه،
وتقطيب الجبين،
وتخشين القول..
والناس لا تصبر على معاشرة أولئك،
وإن كثرت فضائلهم،
ورجيت فواضلهم،
بل يتفرقون ويذهبون ولنا في سيدنا القدوة رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتداء،
ففي قصة الأعرابي الذي بال في المسجد جهلاً منه،
فنهره أصحابه،
فنهاهم النبي صلي الله عليه وسلم عنه،
فلما قضى بوله دعاه وقال له:
(
إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن
)،
قال النووي رحمه الله تعالى:
(
وفيه الرفق بالجاهل، وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيف ولا ايذاء
).
ومنها التشديد على المدعوين مع ظهور المشقة بوضع العزائم في محال الرخص،
كمن قتلوا صاحب الشجة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن يرفق بأمته ويرحمها،
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(
اللهم من رفق بأمتي فأرفق به، ومن شق عليهم فشق عليه
)،
وفي الحديث:
(
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
)،
وفي الصحيحين:
(
إنما يرحم الله من عباده الرحماء
).
ومن أمثلة مخالفة الرفق بالمدعوين مسألة الفتوى بخلاف ما عليه العمل في البلد،
فقد كان من دأب السلف الصالح أن لا يخرج الشخص عن الفتوى التي يسير عليها أهل البلد الذي يدعو فيه إلى الله،
وبخاصة إذا كانت تلك الفتوى مؤيدة من قبل الحاكم،
أو صدرت بموجبها أمور لها ارتباط بحياة الناس،
ومن الغالب على مثل هذه الفتاوى أن تكون مراعية لحال المجتمع من جوانبه السياسية والاجتماعية والدينية،
فمما يسبب المشقة على المدعوين أن يكون الداعي إلى الله منفرداً برأيه عن رأي العلماء فيأتي برأي مخالف لعمل البلد فيغلب على رأيه الشدة والنظرة الفردية فهذه من المشقة التي ينبغي أن يحذر منها الداعي إلى الله.
فكونوا أيها الدعاة ميسرين غير معسرين،
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(
يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا
).
فلئن كنت أيها الداعية تملك ناصية البيان وزمام الحجة فإن أزِمَّة القلوب بين يدي علام الغيوب والنفوس لها حظوظ ورغبات والشيطان ينزع وليس كل أحد قادر على طرح حظوظ نفسه ودفع نزعات الشيطان، وللفهم في الاستيعاب حظه في التفاوت بين المتلقين،
فعليك إذن أن تهتم بما يعين على تحقيق الاستجابة ويبعث في النفوس القبول من خلال العناية بمفاتيح القلوب،
فعليك مراعاة أحوال المدعويين والفروق الفردية بينهم ومداركهم وبيئاتهم وعاداتهم وطرائق تفكيرهم،
والاجتهاد في أن يكون الخطاب في غاية الحسن كما قال تعالى:
«
وقولوا للناس حسناً
»،
والناصح الحصيف يبتعد عن ما يصد من قبول الحق من لفظ أو فعل أو إشارة أو انفعال،
والحرص على إعطاء انطباع ايجابي لدى المتلقي بالابتسامة الصادقة التي تختصر المسافات (
وتبسمك في وجه أخيك صدقة
)،
وإفشاء السلام،
والرفق واللين والتؤدة والحلم والأناة والرزانة واحترام عقول المتلقين ومراعاة مشاعرهم،
وأخيراً توقير أهل العلم ومحبتهم وإجلالهم وعدم التوهين من أقوالهم وتوجيهاتهم.
http://www.alriyadh.com/2012/03/20/article719987.html
أتمنى لكم الفائدة
والسلام عليكم
فترة الأقامة :
4900 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
0
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.17 يوميا
أبو أنــس
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أبو أنــس
البحث عن كل مشاركات أبو أنــس