19/02/2007, 07:30 PM
|
#7
|
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 245
|
تاريخ التسجيل : Feb 2005
|
أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
|
المشاركات :
6,236 [
+
] |
التقييم : 10000
|
|
لوني المفضل : Brown
|
|
صقــــــر الجنــــــــــــوب
صقــــــر الجنــــــــــــوب
--------------------------------------------------------------------------------
صقر الجنوب
أخي العزيز صقر الجنوب وفقك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سرني كثيرا أن أتلقى الدعوة من صقر من صقور الجنوب، وما أحب الصقور إلى قلبي، فالصقر هو الطائر الذي إن رفرف في السماء خفقت مع ضربات أجنحته شغاف قلبي، وإذا حط فوق الأرض كان بيني وبينه نجوى المحب لحبيبه ، والمتيم بمن يهوى ويعشق .
لم أفكر حتى الآن في إصدار كتاب يجمع شتات أعمالي، فلست محترفاً لتلك المهنة، فأنا مازلت من الهواة، وعندما تسنح الفرصة ، قد أغير رأيي وأجلس إلى ورقي وأقلامي وأشق الصمت بكلمات تسمع الصم وتشد أبصار من به عمى، أسأل الله أن يمتعنا ويمتعكم بالبصر والبصيرة.
ويطيب لي أن أسرد لك في سطور قليلة ما يشفي غليلك عن غليل.
في ماضي الزمان، فيما قبل الإسلام، كان لكل قوم حمى ، والحمى هو مكان كالمحمية يمنع على غيرهم النزول بأرضه أو الاستمتاع بما ينمو فيه من عشب وحطب، وغليل هذا هو ذلك الحمى ، أخذته القبيلة بحد السيف ، وحمته بصدور أبنائها الصناديد، والحياة في تلك الأيام كانت تقتضي الشجاعة والقوة ووحدة القبيلة في وجه الطامعين والمعتدين، وهي شبيهة بما تقرؤون في الملاحم.
والملحمة رواية من الأدب الشعبي ، تتميز بطولها وتحكي فروسية فارس مثل أبو زيد الهلالي أو عنترة بن شداد وغيرهما ، وقبيلتكم لها من الأمجاد الممتدة جذورها في أعماق التاريخ ما يعجز القلم عن تسجيله على صحائف العمر، منها ما انتقلت إلينا أخباره عبر الأجيال، ومنها ما دفن مع الراحلين تولاهم الله بواسع رحمته ومغفرته.
وفيما يلي أحدثك عن غليل أو كما كان يسميه الآباء "غليل البدوي" ، فالحديث ذو شجون.
هل تعلم يا صقر الجنوب أنني ممن قضى فيه ليلة عن والدي وكان رفيقي الأخ حسن بن أحمد بن بخيت ونحن صبية، وتعرف معنى صبية، وهم من دون سن الحلم، وغليل يعتبر من أكبر الأحمية في المنطقة الجنوبية على حد علمي، ينافس حمى عيسان في الفرعه.
له قصة حكاها لي والدي سعيد رحمه الله عن جده ناصر بن حسن ( رفيق درب الشاعر المشهور محمد بن ثامره الذي رباع أخواله، وأحبهم وعاش بينهم ومات بينهم في بيت جدي ناصر بن حسن وقبره للآن في حلة الفاكهة، فهم أخواله المقربين جداً) قال إن غليل يعود لأسرة بدوية وسمي باسمهم ، وقد كان لهم ثأر لدى إحدى القرى ولم ينجدهم أحد فالتجئوا لرباع وكانوا عند حسن ظنهم، واشترطت عليهم رباع الجبلين وما بينهما "المضحاه" وبروا بوعدهم لرباع فأصبح غليل حمى وقد أطلق البدو على حد علمي على رباع رجال المسارية.
وكان يُحمى من كل لحمة من القرية، وفيه حصن ينام فيه الحماة ليلاً، وكان الجماعة يفتحون هذا الحمى مرة أو مرتين في السنة للاحتطاب والاعتلاف في تلك العصور المظلمة.
ونحمد المولى عز وجل على هذا الحكم الرشيد الذي أنار طريقنا وأمدنا بأحدث ما وصلت إليه الحضارة والعلم من حولنا من رقي وتطور، وأصبح غليل وحيدا، فقد رباع وحماته، ومن الغريب أنني مررت بالمضحاة قبل ما يقرب السبعة أعوام، ومع حفيف الأشجار ونسمات الجنوب عدت بذاكرتي للوراء أعواما وأعواماً، وبين شطآن الأمس واليوم أحسست بحنين غليل لمؤانستي له، واجتررت ذكريات الصبا، وكأنه يرنو إلى الماضي، وما أكثر الحنين إليه، وأنا من حماته ومن قرية افتخرت به وفخر بها، وكأنما لسان حاله يقول:
بعدتم وأنتم أقرب الناس عندنا وغبتم وأنتم في الفؤاد حضور
فوالله ما مال الفؤاد لغــــيركم وإني على طول الزمان صبور
وعدت أدراجي ولسان حالي يقول:
ما يدوم إلا الله يرث الأرض ومن عليها.
|
|
|