كان فيه واحد إسمه جمعان متزوج واحده إسمها سعديّة ، وفي يوم من الأيام لفى على جمعان ضيوف عِزاز عليه ، راح جمعان لسعديّة وقال لها ، يا مره قومي إعجني وسوّي لنا خبزة وهبي لنا معها قُـطـرة سمن ودلة قهوة .
سعديّة : إبشر من عيوني ، لكن أما السمن فما عاد ولا قُطرة .
جمعان : أفاااا وش الدِّبـرة .
سعديّة : وش رأيك أمي عندها بقرة والعُـلّـيـة حقـتها ما تخلى من السمن ( العُـلّـيـة هي غُرفة في أعلى الـبـيـوت القديمة توضع فيها الأغراض الخاصة والمهمة ) .
جمعان : إفلحي إلى عندها وخذي لنا من عندها شوية سمن ، هيّا انقزي كما الغزال .
سعديّة : لا والله يا جمعان ما أغدي عندها المرّه الأوله ردتـني بدلّـتـيه أبت تاهب لي قِشر .
جمعان : ها تدرين عندي طريقة بناخذ بها سمن من عند أمك .
سعديّة : ويذا هي الطريقة ؟
جمعان : خذي العُكّة وحطّـيها تحت حوكتك وإفلحي قيسك عند أمك وإذا وصلتي عندها إرفعي صوتك بالبكاء والشهيق وقولي ، يمّه جمعان ضربـنـيـه وطردنـيـه ، وأنا باجي وراك أسعى وإذا شفـتـيـني عدّي في عُلـيّـة أمك وإملي العُـكّة سمن من حلّـتها ، هااا قولي تم .
سعديّة : تم وإبشر من عيوني ما هِلاّ على شان لا تـنـفـضح من ضـيـفـانك .
خذت سعديّة العُكة والتحفت بحوكتها وعلى أمها تسعى ، ويوم عدّت من عتـبـة الباب وهي ترن بذاك الصوت والبكاء والشهيق ، وإن أمها تـقـفـز من قدّام البقرة التي كانت تلقّمها ، وش بك يا بـنـتـي خير إن شاء الله .
سعديّة : جمعان يمّه ضربني ونـتـش كُعـشـتي وطردني .
جمعان : جاء وصوته يلعلع من بعيد وهو يقول أنا أعاهدك بالله لآهب لك في ظهرك أماريه بذا المشعاب ، إنتي ياللي ما فيك خير ولا عندك حياء ، وحسب الخطة هربت سعديّة إلى العُـلّـيـة ، وأمها تهدّي في جمعان وتقول ، وش بك يا مخلوق عسى ما خلاف وش سوّت بك يوم تـضربها ، في هذه الأثـناء سعديّة تـبحث عن حلّة السمن داخل العُـلّية ، وهو يقول بـنـتـك ما فيها فايدة ما فيها خير .
سعديّة : تصـيح من داخل العُـلـيّـه : والله ( يا ولد قاسي كما الصفا ) ما أعود لك بيت ( تبغى تقول له السمن قاسي وش أسوي به ) .
جمعان : والله يا بـنـت كُـدّيـه بعود ، والله لو ما تُـخرجـيـن لآجي أجرك بـكعشـتـك ( قصده يقول لها خذي عود وكُـدّي بها السمن ) وفعلاً كـدّت السمن لـيـن أمتلت العُـكّـة ، بس طلع لها مشكلة جديدة ، فالعكة طلعت ما لها وِكَاء .
سعديّة : تصـيح من داخل العُـلّـيـة ، والله ( يا ولد عُكّـة بلا وِكَاء ) لو ما تروح عنا وتحيل ما أزيد أحل لك .
جمعان : يا بنت فـكّـي عقـاصك وأخرجي أحسن لك قبل لا أعدّي أمردغك في العُـلّـية ( قصده فـكّي ربطة شعرك وأربطي العُـكّـه به ) .
وبعد إنتهاء المهمة بنجاح خرجت سعديّة وهي تبكي وتشهق ومسكها جمعان بأيدها وجرّها مع الباب وهو يقول ، إمشي الله لا يبارك في ساعة خذتك فيها .
طبعاً راح جمعان وسعديّة لبـيـتهم وأحموا السمن وأبـتـل جمعان والضيفان ودهنوا شواربهم وأم سعديّة المسروقة معصّبة رأسها من كُـثـر ما بكت على حظ بـنـتـها لـيـن تـنـخّـشـت عـيـونها وهي مسكينة ما تدري أن بـنـتها أدّهنت وأبـتـلت هي وبعلها وضيفانهم من سمنها وباتوا يتضاحكون هههههههههه