بسم الله الرحمن الرحيم
فى الرد على الأخت محبة الخير
بداية ، أشكرك على المداخلة و الإهتمام ، و ثانيا أعتذر لك و لأخى صقر الجنوب على تأخرى فى الإجابة ، حيث لم أدخل للمنتدى منذ يومين ، لإنشغالى قليلا ، فعذرا .
أما بالنسبة لأسئلتك ،،، فوالله ياأختاه لقد أصبت وترا بها ، و أخشى أن أنفتح فى الإجابة عليها فلا أنتهى ، فهى من القضايا التى تستفزنى عقلا و وجدانا ،،،،
فأما بالنسبة لمسألة الموضة ،، و العياذ بالله .
فأولا نوضح نشأة هذا الإتجاه و البواعث عليه ، فقد نشأ ما يسمى بالموضة ، فى نهايات القرن التاسع عشر بدايات القرن العشرين ، بداية فى فرنسا ، و طبعا كان من وراءها من هم وراء كل مصيبة فى العالم ( اليهود ) ، و كان لها هدفين : الأول هو حل مشكلة الكساد الإقتصادى فى مجال صناعة الملابس ، و الثانى السيطرة على جزء مهم من سلوكيات الأمة الإسلامية .
فأما عن الجانب الإقتصادى : فقد كانت هناك معادلة صعبة الحل و هى أن المستهلك لكى ما يقبل على شراء نوع من الملابس دون الآخر ، فيشترط فى هذا النوع ( الماركة ) أن يكون جيد الحامة ، شديد التحمل ، رخيص الثمن - هذا طرف المعادلة الأول ، و الطرف الثانى ( و فيه الإشكال ) هو أنه إذا توافرت هذه المواصفات فى المنتج فلن يضطر المستهلك إلى شراء غيرة لسنوات طويلة ،، مما يضعف حركة البيع التجارى للمنتجات .
و من هنا كان الإتجاه الى فكرة شيطانية تختمر فى رأس يهودى رأسمالى قذر مؤداها ، أنه يمكن توفير تلك المواصفات فى المنتج ، مع جذب المستهلك الى تغييرة كل عام أو أقل ( حسب حركة السوق ) عن طريق ربطه نفسيا و ذهنيا بما يسمى الموضة ، و تم الترويج لفكرة الموضة بطريق غير مباشر من خلال نجوم الأفلام السينيمائية و مشاهير المطربين ، حتى رسخ فى ذهن كل إنسان فى العالم بأسرة ، أنه يجب على المرء لكى يكون محترما بين أقرانة أن يكون متبعا لخطوط الموضة المعمول بها ، و إلا يكون مثار سخرية و إحتقار المحيطين به ، و كان دليلا على فقرة المالى ( فضيحة ) . فكان هذا نجاحا ساحقا لفكرة أدت إلى إستقرار صناعة الملابس فى العالم ، و ضمان إستمرار نشاط حركة السوق .
و أما الهدف السياسى و الدينى ( و لا يخلو أى عمل يهودى منهما ) فهو : اجتذاب عقول الأجيال الشابة من المسلمين ، و إبعادهم عن هويتهم و ثقافاتهم العربية الإسلامية ، و ربطهم بالفكر و الثقافة الغربية ، كخطوة هامة على طريق التفتيت بين الأجيال المسلمة ، و إعداد أجيال جديدة تتسم بالميوعة و عدم تحمل المسؤلية ، و يكون أهنمامها الرئيسى بالمظهر الخارجى ، فيتم إفراغهم من المضامين الإسلامية القويمة . ( و طبعا الهدف معروف )
المهم - و أعتذر على الإطالة ، فكان يجب التوضيح للإجابة عن السؤال الرئيسى - أن الشباب ، بل و أحيانا الكبار ، أصبحوا منجذبين تماما لمسألة الموضة هذه ، و لا عجب فى ذلك ، فإذا قلنا أن السينما فى العشرينيات مثلا - على عدم أنتشارها - كان لها هذا التأثير السحرى فى تغيير عقول الناس و ربطهم بالموضة ، فكيف يكون الأمر الآن مع إنتشار التليفزيون ، و الفضائيات ، و الإنترنت ، بل و حتى الهواتف أصبحت أدوات لمشاهدة الأغانى ، و كل هذه الوسائل تدور وجودا و عدما حول فلك الموضة ؟؟؟!!! أفلا يكون التأثير مضاعفا ؟؟؟!!!
و من المسؤول ؟؟ المسؤول هو جميعنا ، و لكن البداية من الوالدين ، فالتربية الإسلامية الصحيحة لابد و حتما أن تنشئ شبابا ينفر من هذه الحماقات و خاصة إن كان يفهم منشأها و الغرض منها ، و هذا دورنا كوالدين ، و قد أمرنا رسول الله ، صلى الله عليه و سلم بمخالفة الكفار و المشركين فى مظهرنا من كل جانب ، بداية من اللحية ، و حتى الثوب ، و لكن من من الشباب المتبع للموضة على علم بذلك الأمر ؟؟ و حتى لو علم ، فهل تم إعدادة فى الصغر على عقيدة كافية تؤهلة للتجرؤ على مخالفة أقرانة و عدم الأخذ بالموضة إمتثالا لأمر الله ؟؟؟؟ أشك .
كاتبى المفضل هو
توفيق الحكيم ، و أفضل ما قرأت له : يوميات نائب فى الأرياف
ديستوفسكى ، و أفضل ماقرأت له : الإخوة كارامازوف
تشارلز ديكنز ، و أفضل ما قرأت له : ذهب مع الريح
فلسفتى فى الحياة : سنة الله و رسولة ، و ما كان يحق لى أن أتفلسف بعدها
بالطبع أؤيد منع الإختلاط ( فى الإبتدائى قبل الجامعات ) و خاصة بعد إنتشار التكنولوجيا المدمرة للأخلاق بيد النشئ و الشباب ، و هذا شرع الله على أى الأحوال .
أرجوا أن أكون قد وفيت ، و أشكرك على أسئلتك القيمة ، و خاصة سؤال الموضة ، و الإختلاط ، فالأمرين بالفعل من أخطر مفاتيح تدمير إسلاميتنا ، و الله المستعان .
|