الموضوع
:
إلا أن أكون شيخا أزهريا!**انيس منصور
عرض مشاركة واحدة
#
1
15/03/2007, 02:19 AM
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
Awards Showcase
لوني المفضل
Brown
رقم العضوية :
245
تاريخ التسجيل :
Feb 2005
فترة الأقامة :
7439 يوم
أخر زيارة :
28/02/2014 (09:03 AM)
المشاركات :
6,236 [
+
]
التقييم :
10000
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
إلا أن أكون شيخا أزهريا!**انيس منصور
إلا أن أكون شيخا أزهريا!
لم يكن أبي جادا عندما قرر أن أكمل دراستي في الأزهر ما دمت قد حفظت القرآن الكريم في التاسعة من عمري. فأحد اعمامي استاذ للشريعة في الجامعة الازهرية. ويلقى احتراما عظيما من الناس وكلهم يقبلون يده ـ وأنا أيضا!
ولنفس هذه الاسباب جمعت أمي حاجياتها وتركت البيت، لأنها لا تريد أن أكون استاذا معمما مثل عمي وابن خالة لها. وكانت أحلام أمي أن اكون مثل قريبها ابراهيم باشا عبد الهادي الذي كان رئيسا للديوان الملكي ورئيسا للوزراء. على أي أساس راحت تحلم بهذا اليوم؟ لا يوجد اساس. ولكنها مؤمنة بأني سوف أكون شيئا هاما. على أي أساس؟ لا أساس، وانما هي أحلام أم تحب ابنها وترى فيه تعويضا عن كل متاعبها وهمومها.. ولذلك فلم يكن والدي جادا في ان اذهب الى الازهر. فأمي تسد هذا الطريق. وهو يعلم انها عنيدة جدا.
وكنت اذا ذهبت الى صلاة الجمعة كانت أمي تحذرني من البقاء طويلا في المسجد بعد الصلاة .. فهي تخشى أن (اندمج) في دور المشايخ. وكانت تمنعني من حفلات الذكر.. وهي عادة في الريف يذهب إليها الأطفال ويقلدون الكبار في الذكر.. وكان والدي صديقا لأحد أئمة أحد المساجد اسمه الشيخ (روحه). وكان الشيخ يتوسم خيرا في هذا الطفل ـ الذي هو أنا. فأنا حفظت الى جانب القرآن الكريم.. بردة البوصيري ونهج البردة لشوقي والهمزية النبوية. ولم يكن ذلك لشعور ديني عميق وإنما طفل ذاكرته قوية. ويحفظ الى جانب هذا الشعر الصوفي والديني قصائد في الغزل..
وفي يوم دعتني أمي للسفر معها وليس من عادتي أن أسأل أمي الى أين. ولكن جمعت ملابسها وسافرنا. وبقينا أياما في بيت جدي. وعدنا الى المنصورة. أما السبب فهو ان عددا من المشايخ سوف يجتمعون في بيتنا بمناسبة العيد الأضحى. وشجعتني أمي على ان أصادق عددا من الزملاء الأقباط. على الرغم من ان احدهما ابن قسيس ولكن هناك فارقا كبيرا بين القسيس والشيخ.. وعرفت فيما بعد لماذا تحرص أمي على ان اذهب الى بعض اصدقائي وأبيت عندهم. لماذا؟ لأن اقاربي من المشايخ يجيئون الى بيتنا. فوالدي هو عميد الأسرة وهو رجل صوفي.. شاعر صوفي جميل الصوت والصورة لطيف رقيق لابد أن يحبه الناس.. وأحبوه.
فقط عندما ذهبت الى الجامعة ودخلت قسم الفلسفة. لم تعد امي تعبأ كثيرا بمن يجيء من المشايخ ولا بما يقولون، وكانوا يتمنون ان اكون شيخا أزهريا. وقد أيقنت أمي ان هذه آمال تأخرت. فأنا في مجال آخر. وقد انتصرت بآرائها على والدي وأعمامي وخالاتي.. يرحمها الله لقد ماتت دون ان اكون رئيسا للوزراء. والله لو اعطيت هذه الفرصة لرفضتها فلا أحد يسعده ذلك.. او كان يسعده ذلك إلا أمي!
لم يكن أبي جادا عندما قرر أن أكمل دراستي في الأزهر ما دمت قد حفظت القرآن الكريم في التاسعة من عمري. فأحد اعمامي استاذ للشريعة في الجامعة الازهرية. ويلقى احتراما عظيما من الناس وكلهم يقبلون يده ـ وأنا أيضا!
ولنفس هذه الاسباب جمعت أمي حاجياتها وتركت البيت، لأنها لا تريد أن أكون استاذا معمما مثل عمي وابن خالة لها. وكانت أحلام أمي أن اكون مثل قريبها ابراهيم باشا عبد الهادي الذي كان رئيسا للديوان الملكي ورئيسا للوزراء. على أي أساس راحت تحلم بهذا اليوم؟ لا يوجد اساس. ولكنها مؤمنة بأني سوف أكون شيئا هاما. على أي أساس؟ لا أساس، وانما هي أحلام أم تحب ابنها وترى فيه تعويضا عن كل متاعبها وهمومها.. ولذلك فلم يكن والدي جادا في ان اذهب الى الازهر. فأمي تسد هذا الطريق. وهو يعلم انها عنيدة جدا.
وكنت اذا ذهبت الى صلاة الجمعة كانت أمي تحذرني من البقاء طويلا في المسجد بعد الصلاة .. فهي تخشى أن (اندمج) في دور المشايخ. وكانت تمنعني من حفلات الذكر.. وهي عادة في الريف يذهب إليها الأطفال ويقلدون الكبار في الذكر.. وكان والدي صديقا لأحد أئمة أحد المساجد اسمه الشيخ (روحه). وكان الشيخ يتوسم خيرا في هذا الطفل ـ الذي هو أنا. فأنا حفظت الى جانب القرآن الكريم.. بردة البوصيري ونهج البردة لشوقي والهمزية النبوية. ولم يكن ذلك لشعور ديني عميق وإنما طفل ذاكرته قوية. ويحفظ الى جانب هذا الشعر الصوفي والديني قصائد في الغزل..
وفي يوم دعتني أمي للسفر معها وليس من عادتي أن أسأل أمي الى أين. ولكن جمعت ملابسها وسافرنا. وبقينا أياما في بيت جدي. وعدنا الى المنصورة. أما السبب فهو ان عددا من المشايخ سوف يجتمعون في بيتنا بمناسبة العيد الأضحى. وشجعتني أمي على ان أصادق عددا من الزملاء الأقباط. على الرغم من ان احدهما ابن قسيس ولكن هناك فارقا كبيرا بين القسيس والشيخ.. وعرفت فيما بعد لماذا تحرص أمي على ان اذهب الى بعض اصدقائي وأبيت عندهم. لماذا؟ لأن اقاربي من المشايخ يجيئون الى بيتنا. فوالدي هو عميد الأسرة وهو رجل صوفي.. شاعر صوفي جميل الصوت والصورة لطيف رقيق لابد أن يحبه الناس.. وأحبوه.
فقط عندما ذهبت الى الجامعة ودخلت قسم الفلسفة. لم تعد امي تعبأ كثيرا بمن يجيء من المشايخ ولا بما يقولون، وكانوا يتمنون ان اكون شيخا أزهريا. وقد أيقنت أمي ان هذه آمال تأخرت. فأنا في مجال آخر. وقد انتصرت بآرائها على والدي وأعمامي وخالاتي.. يرحمها الله لقد ماتت دون ان اكون رئيسا للوزراء. والله لو اعطيت هذه الفرصة لرفضتها فلا أحد يسعده ذلك.. او كان يسعده ذلك إلا أمي!
اخر 5 مواضيع التي كتبها مشهور
المواضيع
المنتدى
اخر مشاركة
عدد الردود
عدد المشاهدات
تاريخ اخر مشاركة
صور: وزير النقل يباشر ميدانياً التحقّق من مسبّبات...
محـليــــــــات
0
12596
21/12/2013
01:19 AM
صور: رجال الحرس الوطني ينفذون حرباً إفتراضية أمام...
محـليــــــــات
0
8965
21/12/2013
12:42 AM
راتب الزوجة … أهو للزوجة وحدها؟
منتدى حواء
1
11154
21/12/2013
12:19 AM
عن ماذا تبحث الفتاه في شريك حياتها ؟
منتدى العرائيس
0
13480
21/12/2013
12:13 AM
تركي الفيصل ينفي لقاءه بمسولين اسرايلين في موناكو
منتدى الاحداث السياسية والجريمة
0
8754
20/12/2013
11:12 PM
زيارات الملف الشخصي :
525
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.84 يوميا
مشهور
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى مشهور
البحث عن كل مشاركات مشهور