وحـي الحـرف وهو في تآبوته ينتظر نظرتك الأخـيرة
جـثث هي الحـروف بلآ عـينيك
رويدا رويداً تخـطو نحـو الفنآء
نظرآتك وحـدهآ تلملم بقآيآ المطر من بعـد الرحـيل
تشكّل مزهرية دون ورود
وحدها تلتقط برودة بلآط الملآمح
نظرآتك الأخيرة في تآبوت حـرفي تحـترق واقفة على نعـشه
صرآخ وحـيد يأبى الرحـيل
صرآخ وحـيد لآ يهتم لجـنآزة البوح
يثمل الحـرف من أعماقي الملتهبة برمآد الروح
عـبثي يسرق من هوآجـسي خـوف رحـيلك
يمزق بالضباب أجـنحتي
و أنآ أصرخ بصمت :
أيتها الأيام الغبيّة لحـظآتك غـربة
أيتها النسمآت التي تحـرك أورآق سنيني بشهية
وأنت أيتها البسمآت تيهي في الظلمة
أيتهآ الحـروف انزفـي بلآ روية
أنت أيتها الخـطوات مسافاتك
إشتآقي لعيون ودعـتك ذآت أمسية
وابقِ يا حـرف تندب أحـرفك .
أنوثة تلف الورد تكلله كالندى وذكورة الشوك
يا ترى أيهما أجمل:
أنوثة الورد أم ذكورة الشوك؟
السكون يعـود أدرآجه وقد خمدت أنفآس الصراخ
أغلق أعـمآقي و أختمهآ بشمع الحـزن
وأركز بنظراتي على تآبوت حـرفي وهو ينتظر الترآب
تاركآ تفآصيل روحه تعـبث بهآ النظرآت
نظرآتك الأخـيرة يأخـذهآ في طريق الرحـيل
نظرآتك الاخـيرة تتصفح ذكريآت حـرف بصمت
نظرآتك الأخـيرة
وتغـفو الكلمآت على سرير من ذآكرتي الأرقة أبدآ