مكانة اللسان وخطورته

الحمد لله كثير النعم الذي اوجد الخلق من العدم وخلق البشر في احسن تقويم وصرف عنهم اشكالا والوانا من البلاء والنقم .
اما بعد :
للتنبيه الى خطورة للسان ، لاننا قد تمادينا في التساهل بأمرهوالغفلة عن صوته من الزلل ولنوطىء لذلك باشارة الى افضل نعمة اللسان لكل الجارحة التي امتن الله بها علينا ، وان ما يدل على عظم شانها ما قالة الله تعالى على موسى عليه الصلاة والسلام من قوله ( واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ) .
ويقول ( لا ينطق لساني ) وقوله عن اخيه هارون ( هو افصح مني لسانا ) ويقول تعالى ممتنا على عبده ( الم نجعل له عينين ولسان وشفتين ) وعندما نتامل مثلا حال المحروم من هذه النعمة الا وهو الا بكم فاننا ندرك عقليا عظيم هذه المنية الالهية ان النصوص القرانية والاحاديث الشريفة تدل على خطورة امر هذه الجارحة وفداحة الخسارة الناجمة عن التهاون في حفطها ولذلك جاء الامر بحفظ اللسان والتحذير من اطلاق العنان له يقول تعالى ( يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمين من لسانه ويده ) واحذر من الوعيد في مثل قولة عليه السلام ( ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها الى النار ابعد ما بين المشرق والمغرب )
وما احكم قول الشاعر :
يصاب الفتى من كثرة بلسانه ... وليس يصاب المرء من كثر الرجل
فعثرتة في القول تذهب راسه ... وكثرته بالرجال تبرا على مهل
ويقول الاخر :
احفظ لسانك ايها الانسان ..... لا يلدغنك انة ثعبان
كم من المقابر من قتيل لسانه .... كانت تهاب لقاءه الشجعان
وفي متن ابي داوود عن انس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لما عرج بي مررت بقوم لهم اظفار من نحاس ، يخشمون وجوههوصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقفون في اعراضهم )
واخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .