وكانت البداية عربة حنطور!

كانت البداية لواحد ملحد متعصب أو كان فوضويا، ففي سنة 1920 ذهب المواطن الأمريكي الإيطالي الأصل ماريوبودا بعربة الحنطور ووقف في شارع البورصة والبنوك في نيويورك حيث يخرج ألوف الموظفين. وكانت في العربة التي يجرها حصان كمية ضخمة من المواد المتفجرة. فأشعلها وامتلأت الدنيا نارا ودخانا وشظايا وضحايا. ووزع منشورات غريبة تقول: أطلقوا سراح السجناء وإلا قضيت عليكم جميعا. أما السجناء فهم اثنان من الفوضويين المتهمين بالسطو على مصنع للأحذية. ثم هرب إلى إيطاليا.. أما السجناء فقد نفذ فيهما الإعدام بعد سبع سنوات!

وكرر اليهود في سنة 1947 نفس التجربة المدمرة، فقامت جماعة (شتيرن) بتفجير عربة أمام مركز للشرطة العسكرية البريطانية في فلسطين فقتلوا أربعة وجرحوا 140..

وفي سنة 1970 ظهرت في سايجون في الأيام الأخيرة للحكم الفرنسي واستخدموا السيارات والعربات والدراجات المفخخة..

وكذلك المافيا الإيطالية في صقلية..

وفي لبنان سنة 1982 ذهب المواطن أحمد قصير إلى مركز للعسكريين اليهود فقتل 76 جنديا..

أما اليابانيون الانتحاريون (كاميكاز) فهم يركبون الطوربيد ويتوجهون نحو الهدف ويموتون به وفيه.. وكانوا يفضلون ذلك برا وبحرا وجوا. فهم أول من جعل الإنسان قنبلة يقوم القتيل بتسديدها وضبطها نحو الهدف ليموت بها وفيها!

وهو ما يفعله الفلسطينيون ضد إسرائيل ويفعله المتطرفون في بغداد ضد أنفسهم وضد الأمريكان..

وكلهم متطرفون في إيمانهم وعذابهم أيضا. وكلهم قد هانت عليهم الدنيا. وقرروا أن يتركوها. وقرروا أن يحققوا هدفا داميا. أما الملحدون فهو الغضب القاتل. وأما الإرهابي فهو غاضب قتيل لهم ولغيرهم. وأما المتهوسون فيرون أنهم إنما يدقون أبواب الجنة بعنف..

والعنف هو القنابل التي تدوي فتوقظ سيدنا رضوان من نومه السعيد في الجنة ـ هكذا يقال لهم ويصدقون؟!

لقد بدأ الانتحار بعربة حنطور وصار طوربيدا وصاروخا وطائرات ناطحة لناطحات السحاب!