نوال الشهري رسالةٌ..من مُواطِنة

بتاريخ أبريل 25, 2013 في كتاب أنحاء

يُحكى أنه مُنذ عشرين عاماً مضتْ.. لايزالُ هناكَ مركبٌ ضائِع يحمِلُ أرواحاً هائِمة.. وتقولُ الروايات بأنهم حوالى الـ٩٠٠٠ روح كُلهُن نِساء!! تتقاذفهُن أمواجٌ عاتية في خضم ثلاثةِ بحورٍ مُظلمةٍ هائجة!!
وما إن يهتدي ذاك المركبُ العتيقُ لمنارةٍ بعيدة على حافة برٍ آمن حتى تسحبهُم تلك الأمواجُ المظلمةُ الباردة لدوامةِ ضياعٍ جديدة!!
عشرون عاماً وكُل السُكان يسمعون صرخاتِ تلك الأرواحِ المظلومة وهي تنجرِفُ بعيداً نحو العتمةِ والمجهول.
هذِه ليستْ مُقدمة روايةٍ تراجيدية ياسادة، هذه قصةٌ واقعية حدثت ومازالت فصولُها المأساوية تتوالىٰ عاماً تِلو الآخر!!
أبطالُها خريجات الكلية المتوسطة الهائِمات في بِحار ثلاث وزارات، “وزارة التربية والتعليم..وزارة الخدمة المدنية..وزارة المالية” !!
تلك الوزارات اللتي تُعد شرايين الحياةِ الأساسية والتطور والتقدم لأي بلد هي ذاتُها من قتلت أحلامهُن وضيعت سنواتِ شبابهن!
كفانا وعوداً وعهوداً لم تصُنها تِلك الوزارات .. الملكُ يأمُر ويعطي وهم يظلِمون ويقترون!
ملَلنا اصبروا وانتظروا و (أموركم طيبة) فلم يعُد في العُمرِ بقية.
آمنّا بالله وسلَّمنا بأن الوقت الذي تستغرقه إجراءاتُ حلِّ القضية وضرورة الصبر والإنتظار ولكن أليس منكُم رجُلٌ رشيد يخرُج على الملأ فيُخبرنا بسير قضيتنا؟!!
ألا يحِقُ لقلوبٍ أضناها الألم عشرين عاماً أن تأخُذ الأمان من رجُلٍ مسؤول؟!
هلْ تتخيل نفسك عزيزي القاريء وأنت تنتظرُ وظيفةً مدة عشرين سنة؟!!
رُغم القهر وكُل ما تعرضنا لهُ من إقصاءٍ وتهميش .. مازلنا نتوسمُ فيكَ الخيرَ ياوزير التربية والتعليم فنحنُ أخواتُك بناتِ هذا الوطن .. ظلمَنا مسؤولٌ قبلك ولا أخالُكَ إلا مُنصِفاً لنا.
أنقذ بنات الوطن .. أنقِذ خريجات الكُلية المتوسطة.. رُد إلينا حقّنا يافيصلَ التعليم.. وسيُدوِن تاريخ التعليم في بلادي بياضَ صفحتِك وموقِفك المُشرِّف للأبد.