رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
الحج بكسر الحاء وفتحها في اللغة: القصد .
وفي الشرع: عرف بتعريفات متقاربة
منها: ما ذكره ابن أبي هبيرة في الإفصاح من أنه: أفعال مخصوصة
في أماكن مخصوصة في زمان مخصوص .
وقوله: أفعال مخصوصة ، تشمل جميع ما يفعله المحرم وما يتجنبه ،
وقوله: في أماكن مخصوصة ، تشمل المسجد الحرام والمشاعر ،
وقوله: في زمان مخصوص ، أي وقت أداء أفعال الحج .
وعرفه فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بأنه: "التعبد لله عز وجل
بأداء المناسك على ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
هو أحد الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام
والأصل فى وجوبه: الكتاب والسنة والإجمال
أما الكتاب:
فقول الله تعالى: سورة آل عمران الآية 97 (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)
وأما السنة:
فقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس ..." ،
وذكر منها الحج . وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أيها الناس ،
قد فرض الله عليكم الحج فحجوا. فقال رجل: أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت
نعم لوجبت ولما استطعتم. ثم قال: ذروني ما تركتكم " . ، وأجمعت الأمة على وجوبه على المستطيع في العمر مرة واحدة
وقوله-صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ).
ورد في فضل الحج أحاديث كثيرة صحيحة ، منها:
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ فقال: " إيمان بالله ورسوله " قيل ثم ماذا؟
قال: " جهاد في سبيل الله " قيل: ثم ماذا؟ قال: " حج مبرور .
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه .
3 - وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله ، نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال: ولكن أفضل الجهاد حج مبرور .
والمبرور قيل: المقبول ، وقيل: الذي لا يخالطه شيء من الإثم ، وقيل: إن الأقوال التي ذكرت فيه متقاربة المعنى ،
وهي أنه الحج الذي وفيت أحكامه ، ووقع موقعا لما طلب
من المكلف على الوجه الأكمل .
شروط وجوب الحج خمسة ، هي:
الإسلام ، والعقل ، والبلوغ ، والحرية ، والاستطاعة وهي متفق عليها بين الفقهاء .
وللحج فضل كبير ، وثواب عظيم ، وفوائد كثيرة، والنفقة فيه ثوابها
مضاعف كالنفقة في سبيل الله وهو ركن من اركان الاسلام
وله منافع كثيرة: منافع دينية ، ومنافع دنيوية تستفيد منها مكة
وأهلها استجابة
لدعاء إبراهيم عليه السلام: { ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي
زرعٍ عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس
تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون }.
بلغنا الله واياكمالحج عاجلًا غير آجل
جُمِع ونُقل لكم لآهميته ...