رحم الله صاحب الخلق الجميل ، والمنطق العذب .. أبا مشعل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على خيرته من خلقه ، وأعظم من مشى بقدمين على الأرض ، ومن هو في القيامة أعظم أبناء آدم ، محمد وآله وصحبه أجمعين ..
لقد هز الفؤاد نبأ موت أبي مشعل ، محمد بن هجاد ، فألجمني الخبر حتى لم أعد أستطع البكاء ولا الكلام .. ماذا أقول ؟ وكنت قبل شهر أتحدث معه بالهاتف من خارج المملكة ، وكان يصر على أن يسأل عن دراستي في بريطانيا ، ويوصيني بوصايا ، شعرت أنها الوداع .
استعجم النطقُ حتى ما كأن دمي ** دمي .. ولا أن هذا القلبُ فيه دمُ !
يا أبا مشعل ! يا نبض الفؤاد ..
رحلت عن دنيانا .. وتركتنا خلفك نهباً للذنوب والمعاصي ، والقيل والقال ..
يا أبا مشعل .. عرفناك عظيماً كريماً شهماً ، سليم القلب واللسان ، صادق القول والفعل ، وعرفت فيك روح الشباب ، وهمة الملوك ..
يا أبا مشعل .. إني لأكتب إليك كلاماً لن تقرأه ، وإني لأكتب الآن بدم قلبي ، تسابقني دموعي ، ولن نرد قضاء الله سبحانه ، لكنها تسلية المصاب عند فقدِ الأحباب ..
يا أبا مشعل .. إني لأعلم أن الله تعالى يقول ( وما عند الله خير للأبرار) (آل عمران 198 )
وأرجو الله أن تكون من الأبرار ..
كثيراً ما ظنني الناس ابنك ؛ لتطابق الاسم .. وقدموا لك التهاني في مرات عديدة .. وقبلتها على أنك أبي ، وأنا أتشرف بأن أكون لك ابناً .. وكثيراً ما شددت من أزري ، وعاملتني كالأب .. يرعى ابنه الصغير ..
يا أبا مشعل .. هنيئاً لك .. فقد قدمت على رب رحيم .. يغفر الكثير من الزلل ، ويقبل القليل من العمل ، فمن أكرم من الله ؟!
عزائي لنفسي ..
ولخالي أبي أحمد .. محمد بن أحمد بن جعبان ..
ولمحبي مشهور ..
ولأهله .. وكلنا أهله .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
محبه
موسى بن محمد بن هجاد الزهراني
الدوحة . قطر
|