أجمل توصيف لأحد الألمعيين لما آل إليه وضع بلدهم بعد ثورة غير محسوبة قوله «نحن كمن فرط في ضرع البقرة وتعلق في ذيل الحمار» ومن أكثر أمثال العرب مطابقة للواقع «امسك بعيرك لا يجيك أبعر منه» ويحكى أن فتنة وقعت ذات حماقة على شيخ قبيلة وجاء ربيع الفتنة بشيخ أحمق بدأ أول يوم عمل بضرب أمه ضربا مبرحا أمام الملأ، وعندما سأله أحدهم: لماذا تضرب أمك يا شيخ؟ أجاب: لأبث الرعب في القبيلة وأشعرهم بالحسم والحزم وأني عند إدارتي لشؤون القبيلة ما أعرف أمي، وربما فطن شاعرنا أبو جعيدي بحدسه لفتن الثورات فقال (بو جعيدي قال من يوم شاه إيران مات، ما حصل علم ثبات، الخميني يعلن الحرب ويحب الفراق، بين شعبه والعراق، الله لا يسقي زمان ظهر فيه الخميني، والله يقطع دولة إيران وتعصابها). كنت أتحدث مع طبيب صديق عن ثورات ما سمي بالربيع العربي وسألني: ما رأيك بالربيع العربي؟ قلت بخبرة محدودة : كل الشعاراتيين العرب كانوا ينادون الشعوب إلى الثورة منذ الستينات ويحكمون على بلدنا بالفشل والانهيار والعجز، علما بأن المملكة تمد يدها بالخير والفضل للجميع، وأضفت أنه يصدق على السعودية مع بعض الثوريين العرب أنها مثل التمر في صحفة اللئام مأكول ومذموم، ومنهم من يأتي حتى اليوم ضيفا علينا يأكل ويشرب ويأخذ المعلوم و لكنه لا يكتب كلمة حق عن أبرز مثال للبذل والعطاء في خدمة وتوسعة الحرمين الشريفين مثلا ، وتوصلت مع الصديق إلى سؤال «لماذا وقعت الثورات في بلدان المنظرين الذين كانوا يريدون إثارة الفتنة في بلادنا وتمزيق شملنا ولم تحدث عندنا؟» ، كان الجواب باتفاق أن لدى شعبنا من الوعي وإدراك عواقب الأمور ما يؤهله للحفاظ على دولة كفلت له الأمن والرخاء المعيشي وصون الكرامة و «بير تشرب منها رأس السنة لا ترمي فيها بحجر».. وسلامتكم.