16/06/2020, 04:13 AM
|
#33
|
المؤسس والمشـــرف العــــام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2
|
تاريخ التسجيل : Aug 2004
|
أخر زيارة : 30/07/2025 (06:02 AM)
|
المشاركات :
64,173 [
+
] |
التقييم : 16605
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Maroon
|
|
رغم أن المعارك التي خاضتها الدولة السعودية لا تحصى ,, لكني حقيقة أخترت الكلام عن معركة ( وادي بسل ) بالذات لأن هذه المعركة دليل واضح على توحد قلوب الجزيريين العرب تحت راية ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) أجتمعوا لرفع راية الدين والدفاع عن حياض التوحيد بدون أي هدف مادي واضح . هذه المعركة جذرت في أبناء الجزيرة أهمية أن يكون هناك وطن شاسع يحويهم ويحققون فيه سيادتهم بعيدا عن أوامر الباب العالي أو فرمانات فرنسا وأوامر الدوق فلان أو السير علان كما أرتضت بعض الدول !! وهذا يدل على عزة نفوس الجزيريين
حقيقة هالني مدى التضحيات التي ضحوها أبناء الجزيرة في هذه المعركة وفي غيرها من المعارك ..
فعلى سبيل المثال حينما بحثت في معركة حصار المدينة ضد قوات التحالف التي تقودها تركيا ,, وجدت أن الحماية التي تحرس المدينة كانت من الجنود النجديين والجنود الجنوبيين من أبناء المناطق الجنوبية من السعودية .. ما الذي أجبر النجديين على قطع مسافة أكثر من 600 كلم بعيدا عن ديارهم وأهاليهم ليحاربوا الأتراك وكذلك ما الذي أجبر الجنوبيين على قطع مسافة 1000 كلم للقتال في المدينة ضد الأتراك بعيدا عن ديارهم وأهاليهم ومناطقهم الطبيعية الجميلة ! ولولا أن فتحت البوابة على أيدي بعض المستوطنين حديثا في المدينة في خيانة واضحة لما أستطاع الأتراك دخول المدينة خاصة أنهم منيوا بهزيمة عنيفة في الصفراء !! كادت تقضي على حملة التحالف لولا الدعم البريطاني السخي الذي وصلهم عبر ميناء ينبع!
في أغسطس من عام 1834
وحينما ضغط الأتراك على الدولة السعودية الثانية في الرياض وجهزوا جيش كامل لفرض أحد أفراد أل سعود على بقية الأسرة حتى تحدث فتنة داخل الأسرة ,, تجردت حملة من القبائل الجنوبية ( قبائل عسير وزهران ) لغزو الجيش التركي في اليمن تخفيفا عن أشقائهم في نجد .. وفعلا أكتسحوا اليمن وهزموا الجيش التركي والقبائل اليمنية التي حاربت معها وسطروا بطولات لا توصف .. وتعمقوا في مدن المخا واللحيه والحديده عاصمة الاقليم العثماني في الساحل اليمني[/COLOR]
وأقتحموا القلعة العثمانية في الحديدة وهزموا الجيش التركي فيها وضموها لمناطق نفوذهم . الرحالة موريس تاميزيه فصل هذه المعارك في كتابه "رحله في بلاد عسير" وكتب كلاما كثيرا وأشاد بالجيش الجنوبي وأعجب بشجاعته وجسارته وأختراقه الصعاب وهزيمته للجيش التركي و للقبائل اليمنية رغم قلة عدده وعتاده .. وحتى الأنجليز أفاضوا في وصف هذه الغزوة ورسموا في خرائطهم المناطق التي سيطر عليها الجيش الجنوبي ووثقوهاا في خرائطهم

لكن ما حصل هو أن الجيش التركي الذي كان يتجهز لغزو نجد تحول هدفه لضرب معاقل المقاومة السعودية في جبال الباحة
وعسير ,, لذلك أضطر الجيش الجنوبي للإنسحاب من اليمن ومقابلة الجيش التركي في سهول تهامة مقابل جبال الباحة وحصلت
معركة ضخمة بين الأتراك والجنوبيين , من شدة المعركة لم يخرج أحد منتصرا منها ,, رغم أن الجيش التركي كان تعداده يزيد
عن ال20 ألف مقاتل ! مدعوم بسفن وصلت للقنفذة لغزو السهول الغربية لبلاد زهران والجيش الجنوبي منهك من السفر
والمعارك في الأراضي اليمنية.... لكن رغم فداحة المعركة مع الأتراك والخسائر التي حصلت في صفوف الجنوبيين إلا أن
الهدف الأساسي من الحرب تحقق وهو ( إبعاد الجيش التركي عن مقر ومحضن الدولة السعودية
حتى لا تسقط كما سقطت الدولة السعودية الأولى )
غزو اليمن كان عملية إنتحارية بمعنى الكلمة للقبائل الجنوبية خاصة في ظل وجود الأتراك في الحجاز شمالا . لكن هذا يبين مقدار التلاحم بين أبناء المنطقتين وحرص أبناء الجنوب على الحفاظ على المنطقة الحاضنة للدولة السعودية ( نجد ) . حتى لا يتكرر سيناريو سقوط الدولة السعودية الأولى ,,,
التضحيات التي قدمها الجزيريين حيرت الكتاب والمؤرخين والمستشرقين . حتى بوركهارت كتب مستعجبا من إصرار محمد علي والعثمانيين على حرب هؤلاء المقاتلين الأشداء
يقول ( إن جزيرة العرب، هي أول ميدان لحروب مصر الخارجية في عهد محمد علي، وكانت الحرب فيها من أشق الحروب التي خاضت غمارها وأطولها مدى ومن أكثرها ضحايا ومتاعب، حردت مصر في خلالها حملات عدة كلفتها الضحايا الكثيرة في الأرواح والأموال، ولقى فيها الجنود الشدائد والأهوال في قطع المراحل البعيدة المترامية بين الفيافي والقفار، ونالتهم المتاعب والأوصاب، من وعورة الطرق، وشدة القيظ، وتضطرم به الأرض والسماء، إلى قلة المؤونة وندرة المياه وفقدانها في معظم الجهات، إلى محاربة عدو مستبسل بذلك النفس والنفيس دفاعا عن وطنه.
تحملت مصر في الحرب الوهابية خسائر جسيمة، وأن فداحة تلك الخسائر لتدعونا أن نتساءل عن السر في اهتمام محمد علي باشا بخوض غمار تلك الحرب الضروس، وبذل ما اقتضته من الجهود والضحايا، واحتمال أعبائها سنوات عدة متوالية بلا هوادة ومن غير أن يتردد في متابعتها أو يثنيه عنها ما أصاب الجيش في بعض أدوارها من الهزائم والمهالك، بل كان كلما أخفقت حملة جرد الأخرى حتى بلغ النصر والظفر ) إنتهى ,
نفس السيناريو طبقه الجيش الجنوبي مرة أخرى عام 1871 وأكتسح اليمن وسيطر على الحديدة في محاولة لإبعاد النفوذ التركي نهائيا عن جنوب الدولة السعودية لكي يكون التركيز على إنهاء الوجود التركي في الحجاز بدلا من فكي الكماشة التي عملها الأتراك بحق الدولة السعودية وتطويقهم إياها من جميع الجهات !
لكن هذه المره فقد تم افتتاح قناة السويس 1869 فأتت سفن الاسطول التركي من البحر المتوسط
محمله بالجنود والعتاد التركي رست السفن في موانئ اليمن وأستطاعت إعادة السيطرة على الحديدة وتراجعت الجيوش الجنوبية لبعد خطوط الإمداد عن أرض المعركة ,,,,,,,,,
حقيقة لو تتعمق في التاريخ يا أخ بوصلة ستجد العجاب من تضحيات أبناء الجزيرة كافة لخدمة وطنهم ودينهم والدولة التي وحدتهم وجعلت لهم كيان ووزن بين أمم العالم ,,,,,, هذه الحروب وهذا الإستبسال من قبل أبناء الجزيرة ألهم و شجع اليونانيين على الثورة بدورهم لكنهم منيوا بهزائم ضخمة على يد محمد علي باشا نفسه ولم يستطيعوا الصمود أمامه رغم فارق الدعم الهائل لليونانيين الذين أصطف الأوروبيين كلهم خلف ثورتهم بعكس أبناء الجزيرة الذين تكالبت عليهم امم الأرض لأنهم ببساطة أختاروا نصرة دين الحق ,,
|
|
|