اجتماع الاستراتيجيّة الثّقافيّة وملتقى الباحة الرّوائي
اسرة الاربعاء
حدثان مهمّان ينتظمان المشهد الثّقافي السّعودي، فجدّة قد أعدّت عدّتها لوضع مسودّة مشروع الاستراتيجيّة الثّقافيّة من خلال الاجتماع الذي ينطلق بها اليوم بدعوة من وزارة الثّقافة والإعلام لمجالس إدارات الأندية الأدبيّة وجمعيّة الثّقافة والفنون بفروعها المختلفة، واللّجان النّسائيّة الفاعلة فيهما، والهيئة الاستشاريّة الثّقافيّة. هذا الاجتماع الذي يفتتحه معالي وزير الثّقافة والإعلام وضع في أجندته الرّئيسة مهمّة إنجاز جملة من القضايا الحيويّة؛ ماثلة في تحديد المبادئ والمنطلقات الاستراتيجيّة في المجال الثّقافي، ومناقشة حقوق المثقّف ودوره في التنمية، مع بحث لواقع المؤسّسات الثّقافيّة ومستقبلها، والأندية الأدبيّة ودورها في المرحلة المقبلة بعد تجديد مجالس إداراتها، وكذلك جمعيّة الثّقافة والفنون، وواقع المكتبات العامّة وكيفية الارتقاء بها وتفعيلها لتلعب الدّور المنوط بها، ولن يغفل الاجتماع كذلك مناقشة واقع الصّناعات الثّقافيّة من كتب ودوريّات ومجلّات، وحال الفنون التّشكيليّة، وما إلى ذلك من مجمل النّشاط الثّقافي وعلاقتها الدّاخليّة والخارجيّة.
ولا يجد منا مثل هذا الاجتماع إلا كلّ تثمين وتعضيد؛ كونه يضع القضايا الثّقافيّة على طاولة النّقاش المفتوح، ويمنح الأفكار والمقترحات فرصة التّلاقح والظّهور بحثًا عن أمثل الطُّرق لتحقيق الغاية من تقديم نشاط ثقافي يملك القدرة على إظهار واقع المملكة الثّقافي على الوجه المُرضي والمقنع، ويبقى أملنا كبيرا في مقترحات ومشاركات المجتمعين أن تكون بحجم هذا الاجتماع، انتظارًا لاستراتيجيّة فاعلة وممكنة التّنزّل إلى أرض الواقع نشاطًا ملحوظًا وملموسًا وليس أمنيات على الورق.
وفي الجانب الآخر نجد نادي الباحة الثقافي الأدبي قد أكمل أهبته لانطلاق فعاليّات ملتقاه الثّقافي الثّاني يوم السّبت المقبل 19 شعبان 1428هـ وإلى 22 من الشّهر نفسه؛ متناولاً (الرّواية والتّحوّلات الاجتماعيّة في المملكة)، وحسنًا فعلت إدارة أدبي الباحة باختيارها هذا الموضوع الحيوي في ظلّ الاهتمام الكبير بالرّواية محليًّا وعالميًّا، وصدور مجموعة كبيرة من الرّوايات التي أثارت لغطًا وجدالاً كبيرين، من واقع استسهال بعضهم لفنّ الرّواية وإصدار مطبوعات حملت صفة الرّواية وما هي بذلك، وبعضها حاول توسّل الظّهور من زاوية القفز من حاجز الثّوابت والمُسلّمات.. وأيًّا ما كان الأمر فإنّنا نتوسّم في هذا الملتقى أن يكون - بأوراقه المقدّمة - إضافة فاعلة ومؤثّرة في تقويم وتفعيل دور الرّواية في المشهد الإبداعي السّعودي.
|