ملتقى الباحة يطرح سؤال التآلف بين «الرواية والسيرة» في المملكة
علي صمان (الباحة)
ناقشت جلسات ملتقى الرواية وتحولات الحياة في المملكة التي ينظمها نادي الباحة الأدبي أمس الأول عدة أوراق عمل منها، الرواية السعودية واستراتيجيات المقارنة للدكتور صالح زياد الذي أشار الى أن الورقة تحلل جانباً أساسياً في قراءة الرواية السعودية، يتمثل في المقارنة الثنائية التي تنفذ إلى القيمة، والمعنى، والتصنيف، والوظيفة، بقياس مكان الرواية إلى مكان الواقع، وقضيتها إلى قضاياه، وفعلها إلى فعله، من دون أن تكف عن استحضار أطراف أخرى للمقارنة تنجلي بها ألوان من المديح والهجاء تجاه النصوص الروائية باعتبارات مختلفة.
«الرواية وعقد السيرة الذاتية» كانت ورقة الدكتور صالح بن معيض الغامدي تحدث فيها عن الصلة الملتبسة بين الرواية والسيرة الذاتية في الأدب السعودي، وتناول هذه القضية من منظور التلقي ، وما يطرح حولها من أسئلة، مثل هل لدينا حقا ما يسمى برواية السيرة الذاتية؟ أو السيرة الذاتية الروائية؟ وهل يمكن أن يتآلف عقدا الرواية والسيرة في عمل سردي واحد ؟ وهل يمكن أن يقرأ العمل السردي الواحد بعقدين قرائيين مختلفين؟.
وفي ورقة سماهر الضامن التي كانت تحت عنوان «بناء ذاكرة الأنثى في الرواية النسائية السعودية»، لفتت الى أن السنوات الأخيرة الماضية شهدت تصاعداً لافتاً لوتيرة الإنتاج الروائي النسائي المحلي، وتحولاً ملحوظاً في الممارسات السردية لهذا المنتج، سواء على مستوى التقنيات والآليات التي يعتمدها في تشكيل خطابه، أم على مستوى الأسئلة التي يطرحها والتيمات التي يشتغل بها. حيث تشكلت مؤخراً العديد من تجاربه مسكونة بهاجس التجديد، ومشحونة بخطاب مغاير لما هو سائد ومألوف.
«معتقدات القراء السعوديين الشائعة عن الرواية»، كانت ورقة علي الشدوي الذي قال فيها أن تجربة القراءة بشكل عام ، وقراءة الرواية بشكل خاص ، تُعد الآن ممارسة شائعة ومألوفة في مجتمعنا ، إلا أنها مجهولة إلى حد كبير ؛ بسبب ما يبدو من الوهلة الأولى أن القراءة عملية تمارس بشكل طبيعي ، وأن لا شيء جديدا يمكن أن يضاف أو يقال عنها ، وبين أن الدراسات الأدبية ، عرضت مسألة القراءة من منظورات مختلفة : المنظور الأول يتعلق بتنوع واختلافات القراء ، والمنظور الثاني يتعلق بصورة القارئ كما هي في نصوص محددة ، أما المنظور الثالث فيتعلق بمنطق القراءة غير أن هناك منطقة تحتاج إلى اكتشافات أعمق ومن منظور القراء ، لكن ليس من زاوية تنوعهم التاريخي والاجتماعي والجمعي والفردي ، بل من زاوية معتقداتهم القرائية.
بدوره تناول الناقد الدكتور سلطان القحطاني في ورقته، «الرواية السعودية في أطوار أربعة» اشار فيها الى أن الرواية السعودية مرت بأربع مراحل قسمت حسب التحول والرؤية الاجتماعية والبناء الروائي.
وفي ورقة احمد الدوحي التي كانت بعنوان ( التكوين ) قال: صعب جدا أن يتحدث كاتب عن تجربته ونحن على الأرض ، فما بالكم بقراءة وجه السماء الخفيضة على رؤوس الجبال، هاجس وربما حلم هلامي صغير، حينما تهب السماء إنسانها في لحظات صفاء ، القدرة لإعادة تشكيل العالم والقرية بلا شك كانت مهد الذاكرة حفرت بها أولى ملامح نصي ، وأزعم أني ذهبت في غواية هذا الحلم في سن مبكرة ، وقدري أن أعيش في مكان آخر وأحيى حياة وتحولات أخرى قبل تشكيل هذا الحلم في صورة كاملة، وشكل لي ذلك الانقطاع أفق آخر ومحطة شاسعة أخرى لأسئلة ألهو بها بين الحلم وتراكم الواقع تباينت بين القسوة والجهامة والسخرية المضنية حد العبث الموجع.
وناقشت منى الغامدي بعض النماذج الروائية النسائية السعودية عن الطريقة التي عبرت المرأة السعودية الكاتبة عن ذاتها وفقا لعلاقتها مع الآخر (الرجل ــــــــ المجتمع المحلي ـــــــ المجتمع الخارجي)؟ وكيف تجلى هذا الآخر في كتاباتها ؟ وما مدى تأثيره على رؤيتها للواقع ، وكيف انعكس ذلك على البنية الفنية للرواية من حيث صنع الحبكة وطبيعة الأحداث ومدى تعقيدها أو بساطتها.
|