للعيد جماله وروعته في الماضي اما الوقت الحاضر فاقل من ذلك بكثير واصبح عيد مجاملات وعيد يفرح فيه الاطفال .. اما اعياد الماضي فكانت بحق وحقيقة اعياد تريح القلوب وتسعد الخواطر .. تحس بأن القرية تضج بالفرح ...
سأسرد منها ماكان يحدث في رباع على سبيل المثال فقد كانت اكثر القرى البارزة احتفاءا بالعيد وذلك لوجود العديد من الشعراء الكبار فيها أمثال
الشيخ جار الله الفقيه
الشيخ عبد الله الفقيه
الشيخ علي بن خماش
الشيخ سعيد بن خماش
الشيخ رهوان بن عطية
الشيخ عبد الله بن هجاد
الشيخ احمد اللساب ( دباج)
وقبلهم كان ابن ثامرة انا لا اعرفه وانما رأيت قبره رحمة الله عليه في مكان يقال له الحلة وسط رباع وكتب الشيخ عبد الله الفقيه على الشاهد ( هذا قبر محمد بن ثامرة ) وكانت الصلاة تقارب المتر ارتفاعا وكان عائشا مع هؤلاء الشعراء الذين ورد ذكرهم
فقد كانوا رحمة الله عليهم شيوخا وعارفين وشعارا كبار يشار اليهم بالبنان ..
كنا بعد صلاة العيد خارج القرية بعد ان يكتسي المكان بالبياض من الملابس الجديدة والكل يبدأ بالسلام على الآخر وفي بعض الاحيان ان لم يكن في كل الاحيان اغلبهم سفرية ( كانوا بالسفر ) ومن ثم يتم محاياتهم وتهنئتهم بالعيد ..
عندها يدق الزير وتقام العرضة ومن ثم يسيرون بعرضتهم تلك من مكانهم في مصلى العيد الى عند الفقيه ( إمام المسجد ) آنذاك الذي تعود عزومتهم كل عام فيأتون وقد امتلات الصحفات الكبار بما لذ وطاب وكل صحفة تعادل ثلاثة صحون كوازي كما هو الحال اليوم ورائحة السمن و المعرق تفك الراس .. بعدها يتم التفرق جماعات كل عشرة اشخاص مع بعض ويذهبون الى المنازل لاكمال الزيارة للبيوت بيت بيت ومن ثم يلاقون اصناف الاكل المختلفة حتى انه يجتمع في المجلس اكثر من عيد لعدة اسر يتم جمعه عند احدهم ( خبزة ومعرق وسمن وعسل ولبن ) ( رز ولحم بالوانه المختلفة الاصفر والابيض ) وعندما تغادر تصيح عاد عيدكم ثم يردون عليك بكل الفرح وعيدكم يعود .. وهكذا كنا نحن الاطفال نخبر بعضنا بعضا ان عيد فلان احسن من عيد فلان ولا نترك بيتا الا ونزوره وكل البيوت مشرعة أبوابها تنتظر المعيده .. كاننا كنا في مجاعة أو مربطين ولم نرى الاكل قط حتى أننا نصاب بالتخمة ويكفي اكلنا ليومين قادمين نتسدح بعدها كما الاموات .. صدقوني هذا ماكان يحصل .. وفي فترة مابعد العصر يدق الزير من جديد وتقام العرضة في احدى البلاد الكبيرة ( ركيب او مزرعة ) وكذلك النساء يلبسن اجمل الحلي ويذهبن الى البيت الذي سيقام فيه مراسم اللعب بالنسبة للنساء ..
يذهب البعض الى القرى الاخرى للمعايدة وكذلك يأتي الناس الى القرية للمعايدة ..
كانت ايام لا تنسى كأنها ماثلة أمامي . كانت المحبة سائدة بينهم . صافية صفاء الثلج .
|