المرأة التي (نحلت قلبي)

كنت مسترخياً في جلستي أمام التلفزيون ومغمضا عينيَّ ومستغرقا بالتفكير بما يعاقب عليه (بوليس الآداب)، وفجأة انتبهت ـ أو على الأصح، خرق طبلة أذني ـ المذيع الذي كان يتكلم على الهواء مباشرة من مكة المكرمة، وهو يصف روعة الحرم المكي الممتلئ بعدد المصلين.. وكل هذا مقبول ومستحب وعلى العين والرأس، غير أن حماسة المذيع الزائدة عن الحد هي التي أثارت فضولي وجعلتني افتح عينيَّ واقطع حبل أفكاري، وأنصت لذلك المذيع الجهبذ وهو يصف أعداد (المعتمرين) لبيت الله الحرام قائلاً بصوت متهدج يحسد عليه: إنني أشاهد في هذه اللحظة أعدادهم في صحن الحرم الشريف وقد بلغت (ملايين الملايين) ـ انتبهوا ـ انه لم يقل آحاد ولا مئات ولا حتى آلاف الملايين، ولكن (ملايين الملايين)!! ـ والمشكلة انه كرر هذه الإحصائية أربع مرّات على التوالي، ومعنى ذلك انه متأكد منها ومصر عليها، طبعاً كلكم تعرفون أن عدد سكان العالم كلهم بمن فيهم (أنا).. لا يزيدون عن ستة آلاف مليون.

وهذا إن دل على شيء، فماذا يدل عليه؟! ـ لا تعليق ـ

***

في مدينة الطائف، طلق احدهم زوجته.

قد يسألني أحدكم قائلاً: وفيها إيه، ما هي الإثارة في مثل هذا الخبر الطبيعي؟! فهناك آلاف الطلاقات التي تحصل في مثل هذه الساعة في جميع أنحاء العالم!

السؤال صحيح، والمنطق كذلك صحيح.

ولكن الذي ترتب على ذلك الطلاق هو (الطامة الكبرى) التي لن (تترقع). إذ ترتب عليه أن كل الرجال من أقارب وأسرة تلك المرأة أو من بعض من ينتمي لقبيلتها اجتمعوا وتكاتفوا وتآزروا وقرروا تطليق أي زوجة من زوجاتهم لها صلة قرابة مع ذلك الزوج.

وفعلاً وبليلة واحدة (وبقلب رجل واحد) جرى تطليق (ست زوجات) دفعة واحدة، ولهن أكثر من (14) ولداً وبنتاً وحفيداً.

وهكذا (تؤخذ الدنيا غلابا)، ولاّ بلاش.

***

يقولون: إن المرأة الإسرائيلية هي أكثر نساء العالم إنفاقاً في شراء (الباروكات).

وان المرأة الاسترالية هي أكثر النساء عشقاً للثرثرة بالتلفون.

ولكن ماذا نقول نحن عن المرأة العربية؟! أي باختصار: هي أكثر في إيه؟!

هل تسمحون لي أن أقول بالنيابة عنكم هي أكثر في إيه؟!

شكرا على ثقتكم.

أقول لكم بعد التوكل والاستعانة بالله: إنها أكثر نساء الأنس والجن، في (نحلة قلبي).. وكمان في (حاجة ثانية)، انكسف وما اقدر أقولها.