وفاة الرئيس السابق يلتسن الذي وضع روسيا

قادها خلال سنوات استقلالها الأولى التي سادتها الفوضى
بوريس يلتسن الذي دفن الاتحاد السوفيتي



موسكو-وكالات

اعلن الكرملين الاثنين 23-4-2007 ان الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن الذي دفن الاتحاد السوفيتي وقاد روسيا خلال سنوات استقلالها الاولى التي سادتها الفوضى توفي.

وقالت المتحدثة باسم الكرملين بالهاتف "بوريس يلتسن توفي في موسكو اليوم." وذكرت وسائل الاعلام الروسية ان يلتسن (76 عاما) توفي نتيجة فشل في وظائف القلب بعد سنوات لازمته فيها مشاكل في القلب تطلبت اجراء عدد من العمليات الجراحية الرئيسية.

وكان الكثير من الروس في البداية يعتبرون يلتسن بطلا لتفكيكه الحكم الشيوعي. لكن علاجه للاقتصاد "بالصدمة" ألقى بالملايين في وهدة الفقر وكانت اعوامه الاخيرة في الحكم تتسم بالفوضى وفي غمرة تقارير عن الاغراق في الخمر وبالقتال الدموي في الشيشان.

واشاد ميخائيل جورباتشوف اخر رئيس سوفيتي الذي اجبره يلتسن فعليا على ترك منصبه بانجازاته واشار الى مواطن ضعفه.

وقال جورباتشوف "اتقدم باحر العزاء الى عائلة الفقيد الذي حملت اكتافه احداثا كبرى كانت لخير البلاد واخطاء خطيرة ايضا." وقال جورباتشوف الذي كانت علاقاته مريرة مع يلتسن في حياته "انه مصير مأساوي."

وفي واشنطن وصف متحدث باسم مجلس الامن القومي بالبيت الابيض يلتسن بانه كان "شخصية تاريخية خلال زمن من التغييرات العظيمة والتحديات التي واجهتها روسيا."

وقال المتحدث جوردون جوندرو "نقدم تعازينا الى ارملة يلتسن والى عائلته والى شعب روسيا."

وحكم يلتسن روسيا بين عام 1991 واخر يوم في عام 1999 عندما سلم السلطة الى فلاديمير بوتين. وسجل ميزة كونه اول زعيم روسي يتنحى طواعية.

ويزعم كثير من زملاء يلتسن في الحركة الديمقراطية ان بوتين خان التراث الذي تركه يلتسن بتفكيكه للديمقراطية لكن يلتسن فور تقاعده لم يعد اطلاقا الى ساحة السياسة العلنية.




وضع روسيا على طريق الإصلاحات

ويلتسين سيذكر في التاريخ على انه الرجل الذي طرد الشيوعيين من السلطة في اغسطس/اب 1991 ووضع روسيا على طريق الاصلاحات قبل ان يسلم منصبه لـ"تلميذه" فلاديمير بوتين بسبب مرضه وتراجع شعبيته.

وولد بوريس يلتسين في 1 فبراير/شباط 1931 ونشأ في عائلة مزارعين في بوتكا قرب اكاتيرنبرغ (سفيردلوفسك سابقا, الاورال). ودرس الهندسة وبدأ مسيرته السياسية في سن 37 عاما حين اصبح رئيس الحزب الشيوعي المحلي.

وعام 1981, صعد نجمه السياسي مع تعيينه في اللجنة المركزية للحزب. وبعدما لفت انظار ميخائيل غورباتشيف اصبح عام 1985 السكرتير الاول للحزب الشيوعي في موسكو. لكن العلاقات بين الرجلين تدهورت واقصي يلتسين من المكتب السياسي ومن مهامه الوزارية وارغم على الابتعاد عن السياسية بين 1987 و 1989.

ونجح في العودة الى الساحة السياسية عبر انتخابه عام 1989 نائبا عن موسكو في مجلس السوفيات الاعلى ثم نائبا عن سفيردلوفسك في برلمان اتحاد روسيا عام 1990. ثم تولى رئاسة الحركة الديموقراطية في مواجهة ميخائيل غورباتشيف المتمسك بالامبراطورية السوفياتية.

وازدادت شعبيته حين استقال من الحزب الشيوعي خلال مؤتمره الثامن والعشرين والاخير عام 1990 حين كان رئيسا لبرلمان روسيا. وفي يونيو/حزيران 1991 انتخب رئيسا بنسبة 57,38% من الاصوات.

وبعد شهرين على كونه اول رئيس لاتحاد روسيا, وصل مجده الى اوجه خلال الانقلاب الفاشل في اغسطس/اب 1991 حيث بدأ وكأنه منقذ الديموقراطية في البلاد.

لكن الهجوم على البرلمان المحافظ في خريف 1993 ثم القمع العنيف للحركة الانفصالية الشيشانية اثرا على صورة الرئيس الذي اصبحت قدراته موضع شك بسبب ادمانه الكحول ومشاكله الصحية.

ونجح في تولي الرئاسة مجددا لولاية ثانية في يوليو/تموز 1996 لكنه خضع اثر ذلك لعملية في القلب.

وانتهت الازمة المالية في صيف 1998 باضعافه, حيث استقال بوريس يلتسين قبل انتهاء ولايته مثيرا مفاجأة كبرى في 31 ديسمبر/كانون الاول 1999.