كيف تبنى الأوطان ؟

كيف تبنى الأوطان


في المملكة العربية السعودية , كنزٌ لايقدر بثمن , قد نراهن أن جميع شعوب الارض تتمنى هذا الكنز , ولعلكم لن تترددوا أبدا بالقول أن كنزنا هو ملكٌ عادل , الحمد لله على هذه النعمة , وفي كل عام تحتفل المملكة بلبس حلتها الخضراء احتفالا بيومها الوطني لكنه احتفال ليس كباقي الدول , لأنه احتفال مملكة قامت بحد السيف دستورها القرآن وديدنها الوسطية ولله الحمد (هذا في الاصل كمنهج وسطي) , كل ما نرجوه أن نكون كما أراد الله لنا أن نكون كمسلمين , وأن نجدد في هذا اليوم مفهوم الوسطية , فالفرحة المتعقلة تبهج القلب , والشعور الوطني له لذة وطعم لا يعرف روعته الا لمن يعش تراب وطنه حتى النخاع , لذلك علينا جميعا ان نحتفل بلا اسراف في الفرحة وأن لا نتزمت بنبذ الفرحة واعتبارها مضيعة للوقت ,


لكن السؤال كيف نبني هذا الوطن ؟ انه ولاشك سؤال كبير بحجم المحيطات والبحور لكن قد نركز على البناء ككلمة لعلها تكون بداية الدرب , فالبناء يبدأ بالتعاضد لا بالخلاف والحوار لغة الرقي لا الاختلاف ,


وقد ابتلينا في بلادنا مؤخرا بالصراعات الفكرية حتى اشغلتنا عن اولوياتنا , ليتنا ننتهج التيار الكوني الذي جعله الله دستروا لنا كما اسلفت بالوسطية التي وصفنا بها كأمة في محكم التنزيل ,


نعم في وطننا فساد لكن ملكنا أشهر سيفه بمحاربته , نعم لدينا الكثير من السلبيات ولكن علينا أن نتكاتف لحلها بدلا من تقاذف المسئولية تجاهها , نعم لدينا مشاكل لكن علينا أن نعترف بها أولا كي نحلها , وهكذا تمضي الاوطان قدما نحو التطور والتقدم والعدل والرقي والتعايش بسلاسة وحب ,


نحمد الله أن لدينا مليكا لايبخل على شعبه بشيء بل هو كريمٌ حتى مع باقي المسلمين في شتى البقاع , اذن أين الخلل؟ لمَ لا تترجم رؤية وجهود ملك على أرض الواقع ؟ لعل الجواب واضح بأن شخصا ما قصر في أداء مهمته لذا وجب التعاون في ايضاح القصور لتسيير الامور ولعلها مهمة كل مواطن ومسئول ووزير ورجل اعمال بل وحتى مهمة كل مقيم على أرض الحرمين الشريفين , هذا ما نتمناه وكل عام والوطن بخير ...



الكاتب

بسام فتيني

المزيد...