![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() ![]() يا مرضى العالم اضحكوا
لم تعد العمليات الجراحية امرا ذا جلل. لا يشعر بها المريض وقلما يموت فيها. ألمها الوحيد فاتورة الطبيب. ولكن مشاكلها تأتي بعد نجاحها. تأتي في طليعتها مشكلة الامساك والغازات. هذا ما اكتشفته بعد العملية التي اجريت لي قبل اشهر. «كلا يا دكتور. لا وجع ولا غثيان ولا دوران. كل ما اريده الآن هو ان تريحني من هذه المشكلة». فيما انطلق الطبيب يكتب الوصفة المناسبة، حلقت ذاكرتي الى الوراء فتذكرت جواب عبد العزيز القصاب عندما زاره نوري السعيد في المستشفى ورآه في هذا الحال. سعى الى تطييب خاطره بعرض منصب وزاري عليه حالما يخرج من المستشفى فأجابه رئيس مجلس الاعيان: «ابو صباح، انا الآن عندي (الضـ...ـة) تسوى كل حكومتك!». عادت الممرضة بالفتائل والمسهل والحقنة، ولكن ايا منها لم يحل مشكلتي. نصحوني بشرب السوائل، ولكن كل ما فعلته السوائل هو ان زادت من انتفاخ بطني. اصبحت الحياة في نظري شيئا لا يستحق الحياة حقا. طافت افكاري السوداء وراء كل مشاكل الانسان والتشبث بالعيش. طفقت اردد كلمات المعري، «هذا جناه أبي علي وما جنيت على احد». تذكرت مارتن لوثر وكيف قاده الامساك المزمن الى حركة الاصلاح الديني. ولكن ما شأني انا؟ هل سأقوم انا ايضا بحركة اصلاح ديني؟ اعوذ بالله! كلمة واحدة ويذبحني الأصوليون من الوريد للوريد. مارتن لوثر الماني وطرح الاصلاح للاوربيين والناس الفهمانين، واين نحن من كل ذلك؟ بكل صراحة الامساك الذي انتابني اسخف اصناف الامساك، غير منتج، ولا مثمر ولا يخدم أي قضية انسانية. تراكمت هذه الافكار السوداء في ذهني بتراكم الاثقال في بطني. واخيرا هربت من الغيوم السوداء الى اشراقات الفكاهة. كان بين ما تلقيته من هدايا العواد، مجموعة بنغوين للفكاهة المعاصرة. قرأت منها القصة الظريفة لنيبول. ما انتهيت منها الا وقد نسيت هذه العلة المقرفة في نصفي الاسفل. واسلمت شفتي لابتسامة وديعة رخية. انتقلت بعدها الى قصة وودهاوس «جيف في الربيع». تحولت الابتسامة الى قهقهة مكبوتة. سرعان ما اصبحت مسموعة ومدوية. وعندما وصلت قصة مايكل فراين «ازمنة هوية» وجدت كامل جذعي اعتبارا من الترقوة الى الحوض يدور ويتلوى كبطن راقصة شرقية. صاحبت ذلك اصوات متوالية من القرقرة والغرغرة إذ بدأت الغازات والارياح المحبوسة تجوب امعائي يمينا وشمالا منذرة بالويل والثبور. مضيت بالقراءة حتى وصلت مقالة «عام عصير الليمون». وعندها لم اتمالك نفسي من النط والشط على السرير. ومعي راحت الغازات تزأر وتخرخر، تزبد وترعد. «الحقوا يا ناس» قلت وانا اسرع الى المرحاض، حيث سجلت نهاية الأزمة بدوي مسموع. بادرتني الممرضة: «المسهل عمل عمله؟» قلت لا. ولكنها مجموعة الفكاهة المعاصرة. ما الامساك الا كسل في الامعاء. وما من علاج خير من تحريكها طبيعيا. وما من محرك للبطن خير من نوبة ضحك جيدة. خذوا نصيحتي واشتروا كتبي الفكاهية! ![]() |
![]() |
|||||
المواضيع | المنتدى | اخر مشاركة | عدد الردود | عدد المشاهدات | تاريخ اخر مشاركة |
![]() |
محـليــــــــات | 0 | 11999 | 21/12/2013 01:19 AM | |
![]() |
محـليــــــــات | 0 | 8359 | 21/12/2013 12:42 AM | |
![]() |
منتدى حواء | 1 | 10499 | 21/12/2013 12:19 AM | |
![]() |
منتدى العرائيس | 0 | 12821 | 21/12/2013 12:13 AM | |
![]() |
منتدى الاحداث السياسية والجريمة | 0 | 8118 | 20/12/2013 11:12 PM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
|
|
![]() الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية ) |
|||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |