الامام زين العابدين بن علي وهشام بن عبد الملك
عندما حجّ هشام بن عبد الملك في زمن خلافة أبيه عبد الملك توجه للطواف بالبيتالحرام وحاول أنْ يصلإلى الحجر الأسود ليستلمه فلم يستطع لشدة الزحامفَنُصب له كرسي وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه جمع من الاعيان والشعراء ومن بينهم الشاعر الفرزدق فبينما هوكذلك إذ أقبل الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فطاف بالبيتفلمّا انتهى إلى الحجر الأسود تنحّى له الناس حتّى استلم الحجر، فقال رجل من أهلالشام لهشام بن عبد الملك: مَن هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة فتملكت الغيرة من هشام وقال لاأعرفه
واجاب الفرزدق على ذلك الشامي انا اعرفه وخاطب هشام بقصيدة طويلة منها:
________________________________________
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... و البيت يعرفه و الحل و الحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم ... هذا التقى النقي الطاهر العلم
هذا ابن فاطمةٍ إن كنت جاهله ... بجده أنبياء الله قد ختموا
و ليس قولك : من هذا ؟ بضائره ... العرب تعرف من أنكرت و العجم
كلتا يديه غياثٌ عم نفعهما ... يستوكفان و لا يعروهما عدم
سهل الخليقة لا تخش بوادره ... يزينه اثنان حسن الخلق و الشيم
حمال أثقال أقوامٍ إذا افتدحوا ... حلو الشمائل تحلو عنده نعم
ما قال : لا ، قط إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاءه نعم
الى اخر القصيدة فغضب هشام بن عبد الملك الفرزدق وامر بحبسه..
|