العقول العربيّة المهاجرة

تركوا أوطانهم ، رغم شدة الحاجة لهم، إلاّ أن تلك الدول لم تبحث عنهم ولم تعيرهم أي اهتمام ، لاشك أن البعض من تلك العقول تريد تحسين المستوى المعيشي لأسرها ، والبعض منهم يعرف أن مجاله هناك ولم يجد له مكان في بلدة المنشأ، والبعض يتحايل عليه من هناك ويخرج من بلده لتفوقه العلمي ، والبعض الآخر يهاجر مرغما كما حدث لعلماء العراق ، والبعض الآخر تحت وطأة المال وشحه رحل . نحن كدول عربية لسنا مستعدين لنفعل هذا ، أتدرون لماذا . لأننا لا نريد التطوير أصلا، يكفينا التخصصات التي بها نسد الاحتياج المحلي وأمّا تلك التخصصات الأخرى فهم أولى بها . لو نظرنا بنظرة ثاقبة لعدد الجامعات لدينا فهي تعد على الأصابع ومعظمها متختص بالعلوم الإنسانية ، أما ما يتعلق بالتكنولوجيا فهي محدودة ولأهداف خاصة ، والعمل مبرمج بحيث لا يتعدى المطلوب ( سياسة دول ) لا نريد أكثر من هذا . العالم يتسارع ويتطور وكل يوم نسمع بالمزيد من التطور العلمي والبحوث العلمية في مجالات شتى ، لعل في المستقبل القريب أو البعيد أن تعمل تلك الدول على استقطاب تلك العقول لكي تعمل على تطوير بلدانها . وجامعة الدول العربية ينبغي عليها عمل إحصائية لتلك الأعداد التي هاجرت ،ومن ثم شحذ هممهم ليعملوا في أوطانهم بدلا من كونهم بيد العدو يستفيد منهم . نحن بأشد الحاجة لهم والبحوث العلمية التي ينهمكون فيها هناك ، الدول العربية لديها مقدرة ما لية وبإمكانها تحديث مراكز علمية وحتى استشاريه يمكن الرجوع إليها لتستفيد بلدان عربيّة أخرى من تلك المراكز الاستشارية . هناك إحصائية حصلت عليها لكنّ من كتبها اتهمها بعدم الدقة . وهي توضح الأعداد المهاجرة من البلدان العربية إلى أوروبا
وجود (284) استاذا جامعيا في مجال العلوم الهندسية والتطبيقية
(179) أستاذاً في مجال العلوم الحياتية والزراعية
(152) أستاذاً في مجال الصحة
(225) استاذا في العلوم التطبيقية والرياضيات
(136) استاذاً في مجال العلوم الإدارية وبالطبع فإن تلك الإحصائيات ربما لا تكون دقيقة بما فيه الكفاية إلا ان المعلومات المتوفرة تشير إلى نسبة العقول العربية المشاركة في التقدم العلمي والتربوي والتكنلوجي في الدول المتقدمة تصل إلى 2% من مجموع المتميزين فيها. وفي احصائية حديثة وجد ان عدد المتخصصين المصريين من اساتذة الجامعات المهاجرين إلى الدول الغربية يربو على
(650) متخصصاً وجميعهم في العلوم التطبيقية والتكنولوجية تقريباً.
رغم قناعتي أن الأعداد تفوق هذا بكثير . والله المستعان .