13/03/2005, 12:09 AM
|
#2
|
داعية إسلامي معروف وشخصية مميزة وعضو شرف منتديات رباع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 11137
|
تاريخ التسجيل : Jan 2005
|
العمر : 55
|
أخر زيارة : 18/06/2014 (02:23 PM)
|
المشاركات :
191 [
+
] |
التقييم : 60
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
ابشر
خالي العزيز .. وصلنا إلى أرض الوطن والحمد لله ..
هذه خطبة جمعة لي عن موضوع الاعتداء في الدعاء أرجو أن ينفع الله بها ..
الاعتداء في الدعاء
الجمعة, 06 رمضان, 1424
.. أما بعد :_
يتقلب الناس في دنياهم بين أيام الفرح والسرور, وأيام الشدة والبلاء, وتمر بهم سنون ينعمون فيها بطيب العيش, ورغد المعيشة, وتعصف بهم أخرى عجاف, يتجرعون فيها الغصص أو يكتوون بنار البُعد والحرمان.
وفي كلا الحالين لا يزال المؤمن بخير ما تعلق قلبه بربه ومولاه, وثمة عبادة هي صلة العبد بربه, وهي أنس قلبه, وراحة نفسه.
في زمان الحضارة والتقدم, في كل يوم يسمع العالم باختراع جديد, أو اكتشاف فريد في عالم الأسلحة, على تراب الأرض, أو في فضاء السماء الرحب, أو وسط أمواج البحر, وإن السلاح هو عتاد الأمم الذي تقاتل به أعداءها, فمقياس القوة والضعف في عُرف العالم اليوم بما تملك تلك الأمة أو الدولة من أسلحة أو عتاد.
ولكن ثمة سلاح لا تصنعه مصانع الغرب أو الشرق, إنه أقوى من كل سلاح مهما بلغت قوته ودقته, والعجيب في هذا السلاح أنه عزيز لا يملكه إلا صنف واحد من الناس, لا يملكه إلا أنتم, نعم, أنتم أيها المؤمنون الموحدون, إنه سلاح رباني, سلاح الأنبياء والأتقياء على مرّ العصور.
سلاح نجى الله به نوحًا عليه السلام فأغرق قومه بالطوفان, ونجى الله به موسى عليه السلام من الطاغية فرعون, نجى الله به صالحًا, وأهلك ثمود, وأذل عادًا وأظهر هودَ عليه السلام, وأعز محمدًا به في مواطن كثيرة.
سلاح حارب به رسول الله وأصحابه أعتى قوتين في ذلك الوقت: قوة الفرس, وقوة الروم, فانقلبوا صاغرين مبهورين، كيف استطاع أولئك العرب العزَّل أن يتفوقوا عليهم وهم من هم, في القوة والمنعة, ولا يزال ذلكم السلاح هو سيف الصالحين المخبتين مع تعاقب الأزمان وتغير الأحوال.
تلكم العبادة وذلك السلاح هو الدعاء.
اعلموا أيها المسلمون أن الدعاء عبادة عظيمة وسمة للعبودية يستدعي بها العبدُ من الله العناية ويستمد منه سبحانه المعونة ويستجلب الرحمة ويستدفع النقمة ويظهر الافتقار والذلة . عظَّم الله شأنه في كتابة الكريم .. وبين النبي صلى الله عليه وسلم منزلتَه من الدين القويم .. فأنظر إلى كتاب الله عز وجل يبدو لك من أسرار التنزيل عجب فإن الله سبحانه أفتتح كتابه الكريم بالدعاء في سورة الفاتحة " دعاء ثناء ( الحمد لله رب العالمين .. .. .. "
وأختتم سبحانه وتعالى كتابة الكريم بالدعاء في سورتي المعوذتين " دعاء مسألة" ثم التفتْ إلى علو منزلة الدعاء وسمو مرتبته في السنة المطهرة فقد ثبت من حديث أبي هريرة أن رسول صلى الله عليه وسلم قال" ليس شيء اكرم على الله من الدعاء " رواه الترمذي وغيره ..
وما هذه المرتبة العالية والمنزلة السامية _ والله أعلم _ إلا لأنه يجتمع فيه من أنواع التعبد مالا يجتمع في غيره هو يستدعي حضور القلب وعبادة الله بالتوجه والقصد والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والتعلق به كما أنه تستدعي عبادة اللسان بالتحميد والتمجيد والتقديس مع عبادة البدن بالأفكار والاستكانه بين يدي الله والتذلل له والتبري من الحول والقوة إلا به وإظهار الفاقة والحاجة إليه ؛ مستغيثاً به سبحانه دون سواه .. وغير ذلك من أنواع العبادة التي يشتمل عليه الدعاء .. فلِله ما أعظم شأن الدعاء وأعظم فضل الله ونعمته على عبادة فكم من بلاء رُد بسبب الدعاء ؛ وكم من بليةٍ ومحنةٍ رفعت بالدعاء وكم كُربٍ نفّست وكم غمةٍ كُشفت وكم خطيئة غُفرت وكم نعمةٍ استجلبت ونقمةٍ رفعت بسب الدعاء
انه سلاح المؤمن وحصنه الحصين الذي أعطية اتصل ومن ضيعه عُزِل .. فإذا بان لك عظمةُ نفع الدعاء وجليل ُ قدره فما بقي علية إلا ملازمة هذه العبادة الشريفة في الليل والنهار في البر والبحر في الحضر والسفر في الغنى والفقر في المرض والصحة في الرخاء والشدة في السر والعلانية .
فالدعاء وأيم الله وظيفة العمر لعيش العبد دائماً في حال الالتجاء والافتقار إلى خالقة و مولاه ..
أيها المسلمون : إن للدعاء شروطاً وآدابا ينبغي للداعي إن يتحلى بها حتى يكون دعاؤه مرجو القبول وجميع هذه الشروط والآداب اشتملت عليها الأيتان من سورة الأعراف وهما قوله تعالى
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ*وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)
اشتملت هاتان الآيتان على أحكام وآداب عظيمة ؛ سواء بطريق النص أو الإشارة كما ذكر ذلك أبن القيم في بدائع الفوائد وذكر قريبا من ذلك أبن تيميه في المجلد الخامس عشر من الفتاوى الصفحة العاشرة وما بعدها ..
وإليك بعضاً من هذه الشروط والآداب :
1_ أن يكون الداعي موحداً لله في ربوبيتة والاهيتة وأسمائه وصفاته ممتلئاً قلبهُ بالتوحيد وشجرة الإيمان . لا صوفياً مبتدعاً متعلقاً بعقيدة ابن عربي والحلاج وغيرهم ولا قبورياً يعفر وجهه على تراب القبور داعياً الموتى ممن شرفت ذواتهم أو قذرت من الجيف القذرة .. ولا أشعرياً نافياً لأسماء الله ومثبتاً لبعضها بمزاج عفن وعقلٍ أفطس .
2_ أن يعتقد أن الداعي أن الله هو القادرُ وحده لا أحد سواه على إجابة دعائه بجلب النفع أو دفع الضر .
3_ أن لا يستعجل الإجابة فأنه يدعو رباً كريماً فينبغي أن يصبر ويكون على ثقة بالله تعالى ولا يعجل فيحصل منه سوء ظن بالله تعالى فلا يستجاب له.. ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: (( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني )) الحديث رواه البخاري ومسلم..
4_ أن يتوجه إلى ربه بضراعة وابتهال لا بعجب و إدلال .
5_ أن لا يدعو بإثم ولا قطيعة رحم .
6_ أن يكون طيب المطعم والملبس والمسكن والمكسب أماراً بالمعروف نهاء عن المنكر مطبقاً لحدود القرآن قبل حروفه .
ومن الآداب أيضاً ::
1- أن يستفتح الدعاء بالحمد والثناء على الله بما هو أهله وخاصة باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سأل به أعطى ..
2- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .. في فاتحة الدعاء ووسطه وخاتمه فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للدعاء كالجناح يصعد بخالصه إلى عنان السماء وهذه أكمل المراتب والمرتبة الثانية : أن يصلي في أوله وآخره والثالثة أن يصلي فقط . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك )
3- أن تبدأ بنفسك إذا دعوت منفرداً لأن هذا هو فعله صلى الله عليه وسلم بل هذه طريقة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .. قال إبراهيم (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) (ابراهيم:41) وقال موسى عليه الصلاة والسلام ()قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (لأعراف:151)
فأما إن كان يدعو لقوم يومنؤن على دعائه فبصيغة الجمع لتشمل الجميع .
4_ الإكثار من قول يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام .
5_ أن يختم الداعي دعاءه باسم من أسماء الله الحسنى يناسب مطلوبه وهذا دأب الأنبياء .
6_ الدعاء بصوت منخفض خفي كما قال تعالى(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَة) وقد ذكر الله عبداً صالحاً ورضي بفعله وهو زكريا(إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً) قال الحسن (:ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت ) .
7_ ومن الآداب أن يتحرى العبد الأوقات والأحوال التي حري أن يستجاب له فيها كالسحر وبين الأذان والإقامة وفي آخر التشهد وفي السجود وفي حال الصيام ويوم عرفه وآخر ساعة في الجمعة وليلة القدر وعند التقاء الصفوف في الجهاد وعند نزول المطر وفي حال السفر وغير ذلك .
8_ ومن الآداب رفع اليدين حال الدعاء .
ومن أراد أن يستجيب الله له في الشدة فليكثر الدعاء في الرخاء أخرج الطبراني والحاكم وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((من سره أن يستجاب له عند الكرب والشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء))
9_ ومن الآداب الجزم وعزم المسألة طامعاً فى كرم الله وفضله مع تكرار الدعاء ثلاثاً كما في حديث أبن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم ( كان يعجبه أن يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثاً) رواة أبو داود وغيره .
واعلم يا عبد الله أن الداعي لا يخسر شيئاً وأقلهَّا أنه يتعبد الله مع ما حصل له من كرة المناجاة ومع ذلك فإن الداعي لن يحرم إحدى ثلاث أم أن تعجل إجابة دعائه أو يُدفع عنه من السوء مثلها أو يدخر الله له في الآخرة خيراً مما سأل . فأنعم بها عبادة هذه بعض ثمارها وقوله تعالى (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) عَقب قوله (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَة) دليل على أن من لم يدعه تضرعاً وخفيه فهو من المعتدين الذين لا يحبهم .. 10.هـ الفتاوي 15/24
فاللهم أعطنا ولا تحرمنا وكن لنا ولا تكن علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وانصرنا على من بغى علينا واجعلنا اللهم لك شاكرين ذاكرين أواهين منيبين . نحب بحبك من أحبك ... اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا واجعلنا في هذا الشهر عندك من المقبولين ..
الثانية
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين أهدنا الصراط المستقيم .. وأشهد أن لا إله ألا الله وحدة لا شريك له ؛ إلهُ الأولين والآخِرين وملجأ السائلين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام المتقين وقدوة الداعين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ..
أيها المسلمون :
كما أن الدعاء عباده عظيمة يتقرب العبد من ربه فإنه قد يشوبه ما يجعله موجباً لمقت الله عز وجل وعقابه قال تعالى (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)فهذه الآية تضمنت الأمر بالوصفين المذكورين ؛ التضرع والخفية ؛ كما تضمنت النهي عن الاعتداء في الدعاء .
وحقيقة الاعتداء هو مجاوزة الحد ؛ ولما كان هذا الأمر يكثر وقوعه أعني الاعتداء في الدعاء خاصة في رمضان فإنه ينبغي التنبيه على بعض الأمور التي هي من الاعتداء في الدعاء خاصة في دعاء القنوت.
والاعتداء في الدعاء تارة يكون في الأداء والطريقة وتارة يكون في الألفاظ والمعاني .. وهي كثيرة جداً ولكن أشير إلى ما هو واقع من الاعتداء في الدعاء في القنوت خاصة
1_ التفصيل في الدعاء وتكثير الكلام الذي لا حاجة له والتطويل في تشقيق العبارات والتكلف في ذكر التفاصيل . كأن يدعو ربه أن يرحمه إذا وضع في اللحد تحت التراب والثرى وأن يرحمه إذا جاء الدود وأن يرحمه إذا سالت العيون وبليت اللحوم وأن يرحمه إذا تولى الأصحاب واستوحش منه الأحباب وقسم ماله وترك دنياه أو يدعو على عدوه أن يخرس الله لسانه ويصم آذانه؛ ويشل يده وأن يسلبه عقلة ويجدع أنفه أو يستعيذ بالله من النار وأوديتها وسلاسلها و أغلالها وقيودها وعقاربها وحياتها وتوابيتها وحميمها وزقومها فكل هذا التفصيل من الاعتداء في الدعاء
والدليل أن أبن سعد عن ابن سعد »ابن ابي وقاص« أنه قال: سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها، وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، وكذا وكذا، فقال: يابُني: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: »سيكون قوم يعتدون في الدعاء« فإياك أن تـكـــون منهم، إن أُعطيت الجنة أُعطيتها وما فيها، وإن أعذتَ من النار أُعذت منها وما فيها من الشر" رواه أبو داود وهو صحيح
وروى أبو داود أيضا أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: »اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بُني، سل الله الجـنـــــة، وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: »إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء"
ولا شك أن هذا التفصيل مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء فقد كان يتخير من الدعاء أجمعه كما أخرج أبو داود من حديث عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم "يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك "
· ومنها أن يقصد السجع في الدعاء ويتكلف ذلك :
والسجع موالاة الكلام على رويٍ واحد قال البخاري في صحيحة باب ما يكره من السجع في الدعاء ثم ذكر أثراً عن ابن عباس أنه قال لعكرمة " فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لا يفـعلون إلا ذلك الاجتناب ).
قال الحافظ ولا يرد على ذلك ما وقع في الأحاديث الصحيحة .. لأنه يصدر من غير قصد إليه ولأجل هذا يجيء في غاية الانسجام كقوله -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد: »اللهم منزل الكتاب، سريع الحـســـاب، هازم الأحزاب« وكقوله -صلى الله عليه وسلم- : »صدق وعده، وأعز جنده« الحديث، وكـقـوله: »أعوذ بك من عين لا تدمع، ونفس لا تشبع، وقلب لا يخشع« وكلها صحيحة أ .هـ
* رفع الصوت فوق الحاجة..
فإذا كان الإنسان بمفرده فالأصل في ذلك الأسرار بالمناجاة كما قال تعالى (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ) ولكن إذا كان معه من يؤمن على دعائه فإنه يرفع صوته على قدر الحاجة ويؤمن من خلفه على دعائه دون صياح ورفع زائد عن القدر المحتاج إليه وقد فسر بعض السلف قوله تعالى(َإِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) بالذين يرفعون أصواتهم رفعاً زائداً عن الحاجة ..
قال ابن المنيّر ( وترى كثيراً من أهل زمانك يعتمدون الصراخ والصياح في الدعاء ؛ خصوصاً في الجوامع حتى يعظم اللغط ويشتد ويهتز الداعي بالناس ؛ وربما حصلت للعوام رقة لا تحصل مع خفي الصوت ورعاية سمت الوقار وسلوك السنة الثابتة بالأثار ) إلى أن قال( فما أكثر التباس الباطل بالحق على عقول كثير من الخلق ا .هـ
وقال شيخ الإسلام أبن تيميه من فوائد أخفاء الدعاء : أنه اعظم في الأدب والتعظيم لأن الملوك لا ترفع الأصوات عندهم ، ومن رفع صوته لديهم مقتوه ولله المثل الأعلى ا.هـ
*التغني والتلحين والتمطيط قال المنُاوي "قال الكمال أبن الهمام (ما تعارفه الناس في هذه الأزمان من التمطيط والمبالغة في الصياح والاشتغال بتحريرات النغم إظهاراً للصناعة النغمية لا إقامة للعبودية فإنه لا تقتضي الإجابة بل هو من مقتضيات الرد . إلى أن قال ( ولا أرى تحرير النغم في الدعاء يصدر ممن يفهم الدعاء والسؤال فإنه لو قدر في الشاهد .. أي الواقع سائلُ حاجة من ملك أدى سؤاله وطلبه بتحرير النغم فيه من الخفض والرفع والتطريب والترجيع كالتغني ؛ نُسب البتة إلى قصد السخرية واللعب اذ مقام طلب الحاجة ؛ التضرعُ لا التغني ما استبان أن ذاك من مقتضيات الخيبة والحرمان ا.هـ
وقد قال الشيخ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء حفظة الله ، أن التلحين والتطريب والتغني والتقعر والتمطيط في أداء الدعاء منكر عظيم ينافي الضراعة والابتهال والعبودية وداعية للرياء والإعجاب وتكثير جمع المعجبين به وقد أنكر أهل العلم على من يفعل ذلك في القديم والحديث فعلى من وفقه الله تعالى وصار أماماً للناس في الصلوات وقنت في الوتر أن يجتهد في تصحيح النية وأن يلقي الدعاء بصوته المعتاد بضراعة وابتهال متخلصاً مما ذكر مجتنباً هذه التكلفات الصارفة لقلبه عن التعلق بربه ا.هـ بحروفه من كتاب تصحيح الدعاء وهو كتاب نافع ماتع أنصح بقراءته ..
وهناك بعض التنبيهات التي ينبغي التنبيه في دعاء القنوت وإن كانت قد لا تعد من الاعتداء وهي :_
1_ اجتناب الأدعية المخترعة التي لا أصل لها وفيها إغراب في صيغتها وسمعها ؛ وتُكلفها حتى أن الإمام ليتكلف حفظها ويتصيدها تصيداً ولذا يكثر غلطه في إلقائها ومع ذلك تراه ملتزما بها ويتخذها شعاراً وكأنما أحياء سنة هجرها الأنام .
ومن التنبيهات:_
أن يجتنب الإمام التزام أدعية وردت في روايات لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم منها ما يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأبي هريرة يدعو في صلاته ويقول : " يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون إلى أن قال يعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار ..) وهو حديث ضعيف مع ما في إطلاقه من مخالفة منهج أهل السنة في رؤية الله عز وجل في الآخرة ..
ومن ذلك " قولهم يا من أظهر الجميل وستر القبيح يا من لا يؤاخذ بالجريرة إلى قوله أسألك أن لا تشوي خلقي بالنار ولو أخذ العبد بالصحيح الثابت لكان أبر وابرك وأسهل وأيسر وأقرب لإجابة .
ومن التنبيهات: أن يجتنب الإمام التطويل بالدعاء ، بما يشق على المأمومين ويزيد أضعافاً على الدعاء الوارد فيحصل من المشقة واستنكار القلوب وفتور المأمومين ما الله به عليم علماً بأنه لا يطيل عليهم في القراءة بل أن بعض أدعية القنوت يجاوز الساعة إلا ربعاً وهذا غير مبالغ فيه بل هو موجود في بعض الأشرطة فيا سبحان الله أنظر كيف يلبس الشيطان على بعض الناس لا يتحملون أن يسمعوا كلام الله عشر دقائق ثم ترى بعضهم يزاحم على حضور ذلك القنوت الذي يقارب الساعة كاملة ..
وفي الختام : عباد الله أعلموا أن ديننا هدى وليس بهوى أعلموا أن ديننا كتاب وسنة لا عواطف وأهواء وأعلموا أن هداّية الناس لا تكون إلا بحملهم على كتاب الله عز وجل وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم لا بحمل الكتاب والسنة على رغبات الناس وأهوائهم فعلينا أن نلتزم الكتاب والسنة وندعو الناس إليهما فمن استجاب فالحمد لله ومن أبا فعليه ما حمل وعلينا ما حملنا والحمد لله أنه لم يكلفنا هدايتهم بل كلفنا دعوتهم؛ فندعوهم بالكلمة الطيبة والابتسامة واللين أما أن تميع السنن وترتكب البدع لا جل الدعوة وترغيب الناس فلا وألف لا وأن من يهتدي بهذه الطريقة لا يستمر وأن استمر فلا ينفع والواقع شاهد بهذا …
، اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا ووفقنا فيه للعمل الصالح الذي يرضيك عنا ، وجعلنا اللهم ممن صام نهاره وقام ليله إيمانا واحتسابا ، اللهم ويسر لنا فيه عمرة تعدل حجة مع رسولك .
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ..
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك محمد .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم ادفع عنا البلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، ، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
اللهم اهد شباب المسلمين وبنات المسلمين .. اللهم ردهم إليك رداً جميلاً .. اللهم من أراد لنساء المسلمين التبرج والسفور والاختلاط والفجور اللهم اقصم ظهره وشتت أمره ومزق شمله واجعله عبرة للمعتبر وافضحه على رؤوس الأشهاد وجعل مصيره جهنم وبئس المهاد ..
اللهم انصر إخواننا المستضعفين في فلسطين، اللهم انصر إخواننا المستضعفين في فلسطين، اللهم انصرهم على اليهود الغاصبين ؛اللهم إن اليهود قد طغوا وبغوا وأسرفوا وأفسدوا واعتدوا وأنت الله لا إله إلا أنت القوي العزيز، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم وألق الرعب في قلوبهم واجعلهم غنيمة للمسلمين، وعبرة للمعتبرين، يا رب العالمين.
اللهم وانصر إخواننا المستضعفين في الشيشان، اللهم وانصرهم في كشمير، اللهم وانصرهم في كل مكان يا رب العالمين.
اللهم رد عنا كيد النصارى واليهود يا رب العالمين . اللهم تب علينا إنك التواب الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل ابراهيم ...[/align] [/grade][/size]
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة موسى محمد هجاد الزهراني ; 13/03/2005 الساعة 12:14 AM
|