معلمات المناطق النائية: ملف ومحاور !

معلمات المناطق النائية: ملف ومحاور !



وتظل مشكلة المعلمات المعينات في المناطق النائية مشكلة قائمة، ويزداد الامر صعوبة مع بداية كل عام، فيا ترى ما الحاجة بنا إلى ايفاد معلمات من مدن في الغرب مثلاً ليقمن بالتعليم في مناطق نائية في أقصى الشرق مثلاً او العكس هل هذا لنقص في الكوادر المؤهلة أم هو لندرة التخصصات لا بل إنني على يقين ان العرض أكثر من الطلب وان المناطق مهما نأت فإنه يوجد بها أو قريباً منها العديد من المعلمات المؤهلات سيما مع تسيير التعليم الجامعي في اغلب المناطق وبكافة التخصصات، اذاً بدلاً من التوزيع الآلي المعتمد إلى إدخال الشواغر والاسماء دون باقي الاعتبارات فلماذا لا نجعل شواغر كل منطقة لمن هم أولى من غيرهم؟ اننا لو فعلنا ذلك لتلافينا العديد من السلبيات التي منها اشغال المسؤولين بكثرة الشفاعات والمحاولات العديدة لارضاء المعلمات ولو على حساب تجاوز الانظمة؟ نعم تلك الحلول التي سعت إليها الوزارة ومنها ما أعلن مع بداية هذا العام من تخفيض اليوم الدراسي كلها تقريباً روعي بها جانب المعلمة، أو قل إرضاء المعلمات على حساب الطالبات والمنهج وقد رأيت الأخ الكريم عبدالعزيز السيد من الابواء كما في العدد (15490) قد لامس الحقيقة حينما قال: إن الوزارة قد تركت الحل الامثل وهو التعاقد على بند محو الأمية مع معلمات مؤهلات.. وعدلت إلى حل كتخفيض دوام اليوم الدراسي الأول سعياً وراء إرضاء معلمات يردن الجمع بين السكن في المدينة القصية ورفاهيتها مع الاحتفاظ بمهنة التدريس، أقول لا يخفى على المسؤولين ان هذه المشكلة ذات جوانب متعددة كلها تحتم إيجاد حل ناجح لها فمن الناحية الشرعية معلوم موقف الشريعة من سفر المرأة بدون محرم ولا أحد يقول إن امرأة تقطع في اليوم الواحد ذهاباً واياباً ما يقرب من (500) كم انها ليست مسافرة، سيما وقد اضطر الكثير من المعلمات ان تخرج من بيتها قبل صلاة الفجر ولم تعد إلا بعد العصر لتدرك الدوام فكم جر عليها هذا من مشاكل!! اما الناحية الاجتماعية فإن قرب عمل المرأة من بيتها يمكنها من الجمع بين مهامها داخل بيتها ومهامها خارجه بخلاف ما إذا كانت مسافرة كل يوم! فهذا اوقع المعلمة ببعض الإثم تجاه تقصيرها بحق زوجها وبيتها، هذا بالإضافة إلى خلو الزوج بالخادمة داخل البيت وقتاً طويلاً وما ترتب على ذلك من مخالفات، اما الناحية الأمنية فكم تعرضت المعلمات للعديد من حوادث السطو والخيانة ناهيك عن العديد من حوادث السير المؤلمة التي مهرت الصحف بابرازها بصفة مستمرة وكأنه من باب تعبئة الرأي العام للموافقة على قيادة المرأة للسيارة كحل واقعي لهذه المشكلة. اما ضعف التحصيل لدى الطالبات وتضررهن فلا خلاف فيه لمجيء المعلمة مرهقة متعبة ناهيك عن الغياب الجماعي أو التأخر الجماعي سيما في الاسابيع الأخيرة. اننا نأمل من مقام الوزارة ان تبحث عن حل جدي يقضي على هذه المشكلة أو يخفف منها على الأقل ومن امثل الحلول بلا شك إتاحة الفرصة أمام معلمات المناطق النائية دون غيرهن والتعاقد معهن على بند محو الأمية كما كان سابقاً لسد الاحتياج بدلاً من ايفاد معلمات من مناطق بعيدة وكأننا بذلك نحل المشكلة بمشكلة اكبر. لا بل الحلول ينبغي ان تكون منطقية مع تغليب مصلحة الطالبات في المقام الأول والله الموفق.

د.علي بن حميد بن مسلم السناني - المدينة المنورة

ما نقول الا الله يكون في عونهم .