مجهولو الإقامة والمتسللون يرتكبون الجرائم ويثيرون الفزع في القرى والهجر

مجهولو الإقامة والمتسللون يرتكبون الجرائم ويثيرون الفزع في القرى والهجر

محمد آل ناجم - الباحة

يقطعون المسافات الطويلة سيرًا على الأقدام يهرولون في الأودية ويتسلقون الجبال حتى وصولهم منطقة الباحة ذات الطبيعة الجبلية الصعبة التي تساعدهم في التسلل والهروب..



لاهمّ لديهم إلا الحصول على لقمة العيش من خلال تواجدهم بالمملكة، هم من مختلف المراحل السنية رجال ونساء، يصطدمون مباشرة بالحملات التفتيشية من قبل الجهات الأمنية التي باتت تكثف حملاتها في الفترة الأخيرة، خصوصًا عند حلول شهر رمضان الكريم الذي يكثر فيه التسول من المجهولين والمتسللين والمخالفين لأنظمة الإقامة..

تعالت أصوات أهالي منطقة الباحة يشكون من تزايد عدد المجهولين الذين يشكلون قلقًا وخوفًا وخطرًا كبيراً على الجميع بالمنطقة، فيما أكدت الجهات الأمنية بمنطقة الباحة على استمرار حملات المداهمة في جميع محافظات المنطقة وبالذات القرى والهجر النائية والبيوت المهجورة ''المدينة'' قامت بجولة رصدت فيها آراء عدد من المواطنين حول ظاهرة مجهولي الإقامة والمتسللين.

* منصور أحمد الزهراني أحد سكان القرى التابعة لمدينة الباحة قال: لقد أصبح وجود المجهولين والمتسللين يشكل ظاهرة خطيرة بالمنطقة يجب التصدي لها من الجهات المعنية إذا علمنا كذلك أن هناك عدداً كبيراً من المنازل المهجورة خصوصًا القرى القديمة التي أصبحت تشكل خطرًا كبيرًا على الجميع حيث أنها تحولت إلى أوكار للمخالفين والمتسللين والشباب المنحرفين والعابثين وهي كذلك مصدر خوف وقلق ونظرًا إلى تلك الأسباب وغيرها ندعو الجهات المعنية بالتحرك قبل وقوع كارثة قد يدفع الموطن ثمن التأخر في معالجة مثل هذه القضايا.

* ويقول عبدالله الزهراني من محافظة القرى: لا يكاد يمر يوم حتى نرى بعض المتسللين أو المقيمين غير الشرعيين الذين تتزايد أعدادهم في شهر رمضان المبارك يخرجون من تلك المنازل القديمة حيث يسكنون بها طول الليل ثم يتحركون مع الصباح الباكر والبعض يرجع إليها وبذات تلك المنازل التي يوجد بها تيار كهربائي ونظيفة نوعًا ما وأعتقد أن ذلك يشكل خطراً على سلامة الأهالي الذين يسكنون بالقرب من تلك المنازل المهجورة وخصوصًا في شهر رمضان وفترة الدوام الذي يغادر الموظفون والموظفات ويتركون نساءهم وأطفالهم في بيوتهم ويحملون معهم الخوف والقلق على أسرهم من أولئك المتسللين الذين يصدر منهم كل شئ، فلابد من تحرك الجهات المعنية وخصوصًا الأمنية منها لمتابعة تلك الظاهرة الخطيرة قبل أن يقع ما لا تحمد عقباه.

تكثيف التفتيش

* ويؤكد المواطن عطية سعيد من إحدى قرى منطقة الباحة الذي طالب بتكثيف الحملات التفتيشية والمداهمة المستمرة أن بعض هؤلاء المجهولين يتسللون من الجبال ويختبئون في الأودية والمنازل القديمة والكهوف الذين يزرعون القلق والخوف في نفوس المواطنين ويقومون بالتسول وطرق الأبواب مع ساعات الصباح الباكر والقيام بجرائم السطو والسرقات وأشار إلى أنه لابد من إيجاد مكتب لمكافحة التسول بالمنطقة في ظل تزيد عدد المتسولين من أولئك المخالفين والمتسللين وخصوصا مع حلول شهر رمضان المبارك حيث تمتلئ المساجد بهم لأن المخالفين والمتسللين تتضاعف أعدادهم في رمضان.

حرائق عديدة!!

* ويقول عبدالله محمد إن المنطقة تشهد حرائق عديدة في مختلف محافظات منطقة الباحة خصوصًا فصل الشتاء وحقيقة أعتقد أن وراء وقوع تلك الحرائق التي تشكل خطرًا كبيرا علينا جميع هو أولئك المجهولين والمتسللين.

حلقة وصل

التقينا بمدير عام جوازات منطقة الباحة العقيد محمد سعد الشهري الذي قال: لعل من يتابع الشكل الجغرافي الذي تظهر عليه منطقة الباحة المختلفة يتبادر إلي ذهنه مجموعة من الأسئلة من أبرزها كيف يمكن للجهات الأمنية أن تصل إلى كل تلك المواقع لمتابعة ما يخل بالأمن والحفاظ على حياة المواطنين والمقيمين من أيدي العابثين والمخالفين وحقيقة أن هناك جهوداً أمنية كبيرة تقوم بها كافة قطاعات وزارة الداخلية ونحن في المديرية العامة للجوازات بمنطقة الباحة نشكل حلقة الوصل ضمن المنظومة لمتابعة أوضاع المتأخرين المغادرة ومخالفي أنظمة الإقامة والوصول إلى تلك المواقع التي تعرف لدى هولاء بالأماكن المهجورة من سكانها أو الذين تشكل لهم جزءاً من حياتهم السابقة وأشار العقيد الشهري أن الحملة التفتيشية التي تقوم بها الجوازات تشمل كذلك أصحاب الدور أو المباني الذين يقومون على إيواء المتخلفين والسكوت على بقائهم فيها وعدم الإبلاغ عنهم الجهات الأمنية في حالة وجود متسللين أو مخالفين من خلال تجاربنا السابقة في التعامل مع حملاتنا الأمنية كان المواطن والمقيم النظامي محوران أساسيان في تحقيق تلك البرامج والحملات لأهدافها مؤكدًا في ختام حديثه على خطورة المباني المهجور المتخالفين والمتسللين والمخالفين أنظمة الإقامة على أمن البلاد وسلامة المواطن والمقيم وأهمية تفاعل الجميع مع الجهات الأمنية لأن العمل الأمني مسؤولية جماعية لا تقتصر على رجال الأمن بل يشاركهم في ذلك المواطن الذي نعمل جميعًا من أجله ولخدمته في أي موقع يكون فيه.

على مدار الأسبوع

وقال قائد الدوريات بمنطقة الباحة الملازم أول مساعد سعيد القحطاني إن حملات المداهمة لأوكار المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل والمتسللين والمتخلفين بجميع محافظات منطقة الباحة مستمرة وتشمل الأودية والمباني المهجورة وغيرها حيث تحدث لـ (المدينة) قائلاً: نقوم بعدة حملات تفتيشية على مدار الأسبوع تشمل جميع المحافظات مثل المخواة وقلوة والمندق والقرى وكذلك العرضية الشمالية والتركيز خصوصًا على المناطق النائية بالإضافة إلى أن هناك مركز دوريات بمحافظة بلجرشي وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة حيث تم خلال الأشهر الماضية التي تزيد عن ستة أشهر تم خلالها القبض على أكثر من 3202 متخلف حج أو عمرة ومتسلل ومخالف للأنظمة رجال ونساء وأطفال فقد بلغ عدد النساء المتسللات والمخالفات أكثر من 207 نساء خلال حملات المداهمة المستمرة وعلى سبيل المثال تم القبض على (1118) خلال حملات التفتيش التي قامت بها دوريات الجوازات في شهر صفر من هذا العام وعلى أكثر من 641 مجهول ومخالف شهر رجب الماضي. حيث يتم تسليمهم بعد التحقيق وضبط المخالفات إلى إدارة الوافدين.

مشيدًا بالمتابعة المستمرة من مدير عام جوازات منطقة الباحة العقيد محمد الشهري كما أنه يحذر المواطنين من التستر على المخالفين أو ترك العمالة بدون مراقبة بالإضافة إلى أهمية المساهمة في إنجاح هذه الحملة من قبل المواطن من خلال التبليغ عن المتسللين والمخالفين فهو رجل الأمن الأول.

الاثنين 29/8/1426

المصدر جريدة المدينة