فيروسات مدمرة تتحدى الجوال

عدد فيروسات الهاتف الجوال ازداد حاليا إلى 87 فيروسا مقابل 10 منها فقط العام الماضي

الحلم بقدوم عالم متشابك ومشبّك، حيث يمكن لاجهزة الكومبيوتر والهواتف الجوالة التواصل مع المساكن التي تنتشر فيها الاجهزة الرقمية، سيجعل الحياة اكثر بساطة ـ إن تحقق ـ ولكنها يمكن ان تجعل الحياة اكثر خطورة اذا ما تحقق لمطوري البرامج الخطيرة هدفهم.
والامر هنا لا يتعلق بمجرد ضياع رقم بطاقة ائتمان، فمع تحول الرقاقة الإلكترونية وبرامج الكومبيوتر الى جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، مثل السيارة والمنزل والهاتف الجوال، فإن التهديدات تتضاعف.

على سبيل المثال، تسمح خدمات الهاتف الجوال في بعض البلاد للناس برؤية ما يجري داخل منازلهم عبر آلة تصوير مرتبطة بمجسات لرصد الحركة، حيث يمكنها التقاط صور وارسالها الى صاحب المنزل، كي يعرف اذا ما كان الامر داخل منزله غير طبيعي. ولكن قراصنة الكومبيوتر يمكنهم استخدام نفس آلة التصوير لإلتقاط صور لمعرفة ما اذا كان هناك احد في المنزل، ثم سرقته. او اقتحام خصوصية شخص ما بالتقاط صور لما يجري في المنزل. ويتساءل الخبراء: هل سيمكن لشخص ما في المستقبل اقتحام هاتفك الجوال واستخدامه لوقف العمل بشبكة داخل سيارتك، بل وحتى بمكابحها؟

وتتزايد امكانية حدوث مثل هذه السيناريوهات مع تزايد ارتباط العديد من الاجهزة، مثل الهاتف الجوال، بالإنترنت، كما اوضح ديلون كانابهير مؤسس مؤتمر HACK IN THE BOX الذي عقد اعماله في العاصمة الماليزية كوالا لمبور في الاونة الاخيرة.

ويرجع جزء من المشكلة الى ان اجراءات السلامة القوية في اجهزة الكومبيوتر الشخصي جعلت من الصعب مهاجمة هذه الاجهزة، لذا يتوجه المتسللون نحو الحلقات الأضعف.

واوضح كانابهير ان هذا النوع من الاستغلال يقل تدريجيا، ولذا يبحث الناس عن مجالات اخرى لمهاجمتها، مضيفا ان القراصنة سيبدون اهتماما اكبر بكثير بالجيل الثالث من الهواتف لان ارتباطها بالإنترنت طوال الوقت يجعل الاتصال بها اكثر سهولة.

وقد تزايدت تهديدات الهجمات على الهاتف الجوال بصورة كبيرة في العام الاخير مع ظهور اجهزة الهاتف الذكية التي تستخدم المزيد من البرامج الإلكترونية، وتسمح بتصفح الإنترنت، التي تزايدت شعبيتها في الاونة الاخيرة.

واوضح انتوني جيمس مدير الانتاج في شركة «فورتينيت سيكيوريتي» ان الزبائن يشعرون بالقلق من تزايد فيروسات اجهزة الهاتف الذكية التي ظهرت في الاونة الاخيرة. وذكرت شركة »اف سيكيور« وهي شركة متخصصة في وسائل مكافحة الفيروسات، ان الفيروسات الخاصة بالهاتف الجوال الموجودة في الاسواق في الوقت الراهن تصل الى 87 بالمقارنة بعشرة فقط في العام الماضي. و 82 من هذه الفيروسات وضعت لتعمل مع سلسلة برامج تشغيل الهواتف المعروفة باسم سيمبيان ـ 60.

وتجدر الاشارة الى ان سيمبيان ـ 60 هو اكثر برامج تشغيل الهواتف الجوالة انتشارا. غير ان العدد الكبير من الفيروسات التي تهاجم نظـام التشغيل سيمبيان لا تعني انه اقل أمنا من غيره من برامج تشغيل الهواتف، بل هي تظهر مدى شعبية ذلك البرنامج وبالتالي فهي اكثر الاهداف شعبية بالنسبة لمطوري الفيروسات، طبقا لشركة «اف سيكيور».

ويقود برنامج سيمبيان لتشغيل الهواتف الجوالة سوق الهواتف حيث يسيطر على 62.5 في المائة تليه برامج مايكروسوفت 15.9 في المائة وبرامج بالم سورس 9.5 في المائة.

والمشكلة مع القطاعات المتصلة، هي ان زيادة سرعة التحميل بالنسبة للهواتف الجوالة وغيرها من المعدات تزيد امكانية تزايد العدوى وسرعة الانتشار، كما اوضح تود ثيمان مدير أمن المعدات في شركة TREND MICRO. واضاف ان الفيروسات التي ظهرت حتى الان من تطوير قراصنة يجربون قدراتهم ضد اجراءات الأمن في قطاع الهواتف الجوالة، وان التهديد سيزيد مع دخول المزيد من مطوري الفيروسات هذا المجال.

وآخر هذه الامثلة هو فيروس CARD TRAP الذي يستهدف الاجهزة الجوالة التي تستخدم برنامج التشغيل سيمبيان. والفيروس اكثر تقدما بعض الشيء، لان هدفه هو اصابة جهاز الكومبيوتر الخاص وليس الهاتف، فعندما يدخل الشخص بطاقة الذاكرة في جهاز الكومبيوتر الذي يستخدم برامج وندوز للتشغيل، في محاولة لتنظيف الفيروس تتولى «دودة كومبيوترية»، في بطاقة الذاكرة، تركيب وتشغيل الفيروس في جهاز الكومبيوتر.

وستصبح مثل هذه الفيروسات المتخصصة اكثر انتشارا وتدميرا مع تزايد ارتباط المعدات بالإنترنت.