إحباط ترويج مليون دولار مزيفة بأسواق جدة

665 رجلاً وامرأة استدرجوا العشرات وسقطوا في قبضة الشرطة

إحباط ترويج مليون دولار مزيفة بأسواق جدة

محمد عبده النوساني (جدة)-تصوير: عبدالسلام السلمي

كاد ستة محتالين نيجيريين ان يسوقوا نحو مليون دولار مزيفة في البلاد, بعدما استغلوا احلام الباحثين عن الغنى والطامعين في وداع الفقر بين يوم وليلة.

وبين عشية وضحاها تحولت الاحياء العشوائية الى مأوى للعديد من عصابات النصب والاحتيال والشعوذة والتزوير, فيما كانت الاحياء الراقية الموقع الملائم لتمرير العمليات واصطياد الضحايا.

ولأن عيون الشرطة لا تنام كان رجال الأمن السريون يمشطون تلك المناطق, بعدما تطايرت الانباء حول وجود عصابة افريقية تخطط لتسويق ما بحوزتها من دولارات مزيفة, فيما هناك عصابة أخرى تعتمد على مزاعم الزئبق الأحمر في ترويج (تجارة النصب والاحتيال) واصطياد الضحايا.

وبعد تحقيقات جادة وسريعة اشرف عليها مدير شرطة جدة العميد مسفر الزحامي ومساعده للامن الجنائي العميد عارف الحارثي ومدير البحث الجنائي العقيد حسن النفيعي, تم تحديد المناطق الشعبية التي يقطنها افراد العصابة, ووضعت خطة محكمة شملت (11) حياً هي غليل والثعالبة والقريات والكرنتينة والمصفاة وكيلو ستة والجامعة والكندرة والشرقية والبوادي والرويس, وتم القبض على النيجيريين الستة الذين يعرفون باسم عصابة الزئبق الاحمر.. ووجد بحوزتهم نحو مليون دولار مزيفة كانت في طريقها للاسواق.

وبالتحقيقات كشف المحتالون ان خطتهم تهدف لبيع الدولار المزيف بنحو ريالين بدلا من السعر الحقيقي الذي يصل الى 3,75 ريالات, وان المستهدفين هم المسافرون والمغادرون للبلاد.

واتضح ان العصابة تستأجر منازل وشققا في أحياء متفرقة من المحافظة لأصطياد الضحايا وحتى لا تعرف الجهات الامنية مكان وجودها.

وفي اطار الرغبة في سرعة توزيع ما بحوزتهم من دولارات حددوا سعر الصرف بنحو ريالين للدولار الواحد (المزيف) ليعتقد الضحية ان في امكانه كسب نحو 1,75 ريال المتمثلة في فارق السعر.

واعترف عناصر العصابة ان هناك من أبناء جلدتهم من يساعدهم سواء في التنقل من حي لآخر او في ترويج العملة المزيفة واستدراج الضحايا الى الشقق المستأجرة.

كما إعترفوا انهم يوهمون الضحايا بالمقدرة على غسل الاموال والدولارات البيضاء بالكيماوي (الزئبق الأحمر) بطرق احتيالية تعلموها في بلادهم.

ولم تكن حالات النصب الجريمة الوحيدة التي اعتادت هذه العصابة على ارتكابها بل وكان افرادها من أرباب السوابق في عدة جرائم منها الاعتداء على ضحايا والسلب بالاكراه وتصويرهم مع نساء في مناظر تخدش الحياء كضغوط يسلطونها على أي ضحية يحاول إبلاغ السلطات المختصة لفضحه أمام أسرته وعائلته.

وبسقوط العصابة النيجيرية ترتفع حصيلة المحتالين والنصابين الذين سجلتهم الوقوعات الأمنية بشرطة جدة خلال الستة أشهر الماضية الى نحو 665 شخصا من بينهم 120 إمراة.

وتتواصل الجهود الأمنية لتعقب العديد من العصابات التي تختار نطاق تنقلاتها بين اربعة أحياء هي الكرنتينة والكندرة والبوادي وكيلو ستة وذلك بواسطة 72 من رجال الأمن السريين.