طاش ما طاش» يتحول إلى «كاش ما كاش» الشرق الاوسط

طاش ما طاش» يتحول إلى «كاش ما كاش»

المعلنون يتهافتون على رعاية المسلسل السعودي الشهير.. والدعايات اقتحمت مشاهد العمل نفسه


جدة: ناهد أنديجاني
الإقبال المتزايد من قبل المشاهد العربي على المسلسل السعودي الكوميدي «طاش ما طاش»، وفقا للإحصائية الأخيرة التي أجرتها شركات أبسوس للأبحاث التسويقية، بحصوله على أعلى نسبة مشاهدين تجاوزت 50% من مجموع المشاهدين في المملكة العربية السعودية في كل عام، جعل المعلنين يتسابقون للحصول على حصة من كعكة هذه المشاهدة الرمضانية، لتسويق منتجاتهم من خلالها ورعايتها المباشرة مع شركة الهدف المنتجة للمسلسل أو مع المحطة الفضائية التي تعرضه بعرض إعلانات الشركة المعلنة في فترة الفاصل الإعلاني، وهذا حفز بعض المعلنين بالاتفاق مع الشركة المنتجة للمسلسل لتوظيف منتجاتهم الاستهلاكية عبر سياق سيناريو المسلسل، ليتحول كما يراه الكثير من النقاد إلى إعلان تلفزيوني طويل.
وعن سبب دفع المعلنين للمبالغ الكبيرة لشركة الإنتاج كما فعلت «بايسن مشروب الطاقة» يقول مدير عام شركة ابو الجدايل للمرطبات عبد الله أبو الجدايل «طاش ما طاش حقق نجاحا كبيرا، ومعظم السعوديين يشاهدونه، إن لم يكن جميعهم، فتمرير منتجنا من خلال العمل الفني هو لصالح شركتنا، ولزيادة المبيعات»، ويضيف أبو الجدايل الذي تعاقد وللمرة الثانية مع شركة الهدف المنتجة متحفظا على ذكر قيمة التعاقد مكتفيا «علاقتي مع أصحاب العمل ممتازة، لذلك هم وظفوا منتجنا بطريقة مبدعة، وهم قدوة للكثير من المراهقين والشباب».

ويرى ميشال قسطندي مدير تطوير الأعمال بمجموعة إم بي سي والمراقب للحركة الإعلانية بالمجموعة أن توظيف المادة الإعلانية في «طاش ما طاش» كان مقبولا ومعقولا على خلاف من يرى عكس ذلك، ويقول «الإقبال الشديد لبرنامج طاش ما طاش، من قبل المشاهد العربي جعل المعلنين يتسابقون للحصول على هذه الكعكة الغنية والدسمة، فالتآلف الحاصل بين القناة ذات الـ15 ربيعا مع شقيقها الذي يصغرها عاما (طاش)، جعلنا نحضر له منذ عام، ومن تلك التحضيرات جذب المعلنين للبرنامج»، ولا يرى قسطندي أن طاش اخفق في توظيف المنتجات الإعلانية الراعية له مثل مشروب فيمتو وبايسن، ويقول «جاءت ضمن سياق العمل، وليست دخيلة أو متطفلة، وهي ليست إلا لإضافة مصداقية للعمل بمحاكاة الواقع». ويختلف معه الكاتب والناقد السينمائي بجريدة الرياض محمد با يزيد، ويرى إخفاق طاش في توظيف تلك المنتجات الإعلانية في عملهم الكوميدي، أو ما يسمى «إقحام المنتج»، product placement في العمل الفني، ويقول «الظاهرة موجودة منذ 3 سنوات أو أكثر، وكل عام تزيد تلك المنتجات خلال العمل ويزيد وضوحها»، ويرى با يزيد أنها قُدمت بطريقة مباشرة جدا خالية من أية إبداع أو فكرة ذكية، ويقول «تحول العمل إلى عمل تجاري، فصار المسلسل فقرة إعلانية مطولة هذا غير باقات الإعلانات قبل وأثناء وبعد المسلسل الرمضاني، وتحول العمل الدرامي إلى عمل إعلاني في وجود فواصل إعلانية بالجملة».

ويذكر بايزيد حلقة العام الماضي في «طاش ما طاش» كانت تتحدث عن أزمة الخليج، وتدور أحداثها في تلك الحقبة إلا أن مشروب الطاقة كان موجودا بين أيدي الممثلين ويقول «ضعف في التركيز، فمشروب الطاقة لم يكن موجودا في تلك الحقبة الزمنية، وهذا دليل على إدخال المنتج الإعلاني بأية طريقة».

ويرى المخرج المصري أحمد صقر، الذي لم يوظف إلى هذا اليوم أي منتج إعلاني ضمن العمل الفني الذي يخرجه، أن توظيف العنصر الإعلاني داخل العمل الفني مسلسلا أو فيلما يكون عن طريق المخرج وليس وكالة الإعلانات أو العلاقات العامة لها، ويقول «على المخرج أن يتولى زرع الإعلان في العمل الفني، أو طرحه بطريقة مناسبة لقصة العمل، دون أن يتدخل الوكيل الإعلاني ويختار المشاهد المثيرة لإقحام منتجه، واختيار الممثلين الذين يعلنون عن منتجه من خلال العمل الفني».

وحول رأيه عن توظيف هذه المنتجات خلال الأعمال العربية يقول صقر متأسفا على تأخر العالم العربي عن الغرب في هذا المجال قائلا «دائما ما نركض مستعجلين لعمل المسلسل، خاصة الرمضاني، وكله في اللحظات الأخيرة، وبالتالي نفتقر إلى التنسيق بين الإعلان والعمل الدرامي، وهذا ما يجعل البعض يخفق في توظيف العنصر الإعلاني في عمله ويقدمه بطريقة مباشرة دون أي إبداع، وقد يؤدي الوقوع في خطأ بالإخلال بالعادات والتقاليد العربية بتقديم مشروب طاقة أو غيره مثلا بدل القهوة العربية». أما عن عدم موافقته لتوظيف المنتج الإعلاني في أعماله التي يخرجها فيقول «لم تحن الفرصة بعد، لأنني عندما أقدم مثل هذه الحركة في أعمالي لا بد من إضافة رصيد جديد في خبرتي».