15/05/2008, 04:50 PM
|
|
ابناؤنا إلى أين ؟
أبناؤنا إلى أين ؟
هذا الموضوع كتب هذا اليوم في صحيفة اليوم وستعاد كتابته في صحيفة الرياض في اليومين القادمين
عزيزي رئيس التحرير
نجوب شوارع مدينة الرياض صباحا ومساء نعرفها شبرا شبرا, تعودنا المضي الى كل مكان لقضاء حاجتنا, اعتدنا اسواقها, وملاهيها, ومتنزهاتها, لا يكاد شارع من شوارعها ان يخلو من مجموعة من المراهقين راجلين او ممتطين سياراتهم مسببين في زحام شديد في شوارع عدة في المدينة رغم قناعتي بأن ليس لهم من الامر شيء إنما يدفعهم لذلك حبهم في التجوال والاستعراض وحاجات في نفوسهم يريدون قضاءها, شوارع كثيرة تمتلئ بهم لا تكاد تخلو زاوية او مطعم او محل لبيع الجوالات او غير ذلك الا وتجدهم زمرا وليتهم يحسنون تواجدهم ويخفضون من اصواتهم, لكنهم يوحون للمتسوق كما ولو كانوا في اقفاص حديدية لم يسبق لهم الخروج منها, متسكعين هنا وهناك, قد تكون ظاهرة ابتلي بها المجتمع ليست هذه المشكلة الكل يدرك هذه الظاهرة المزعجة لكن المهم هنا ما هي الاسباب التي جعلتهم يسلكون هذا المسلك المزعج هل هو البيت ام فقدان دور المدرسة, المجتمع, ام ماذا؟ الامر آخذ في الازدياد مما يتسبب في تضايق اصحاب العائلات والمارة خصوصا عند نقاط الاشارات احاينا وامام بوابات مدارس البنات فقل البيت كان سببا اكيدا لهذه الظاهرة بسبب غياب دور الاب ومع مشاغل الحياة اهمل ذلك الابن وترك الحبل على الغارب, الا يحس الاب بتبعات هذا السلوك؟ وهل دور الاب اصبح معدوما البتة ما جعل الابن يبحث عمن يوجهه الوجهة التي يريدها هو من يقوم بتوجيهه, هل كانت امية الاب سببا فيما يحدث؟ هل عاطفة الام وتدليلها لابنها سبب في هذا السلوك.
الامر الثاني: هو دور المدرسة التربوي اصبح مفقودا بحيث لم يعد يجدي في تقويم سلوكيات الطلاب وتعديلها أو ان المدرسة لم تعد قادرة على السيطرة وبلغ السيل الزبى؟ ام لم تكن المدرسة مؤهلة تربويا للقيام بهذا الدور المهم وهل المنهج المدرسي الذي من الفترض ان ينمي انسانية ذلك الابن ليعيش متحضرا قادرا على اتباع ذلك السلوك الجيد وبه من التطور ليقوم بذلك الدور الهام؟ هل المجتمع كان السبب المباشر في وصول ابنائنا الى هذا الحد وهل ما يشاهد من خلال تلك القنوات الفضائية اللعينة كان له الدور لوصول اولادنا الى هذا الحد من الجهل وهذا السلوك غير الطبيعي مما ادى الى ان هذه المشاهد التي نراها اصبحت مألوفة بالنسبة لنا وليس من احد ينتقدها كما نراه الان من بعض الشباب وشعورهم تتمايل يمنة ويسرة مما يجعلك لا تفرق بين البنت والولد وكأنها اصبحت موضة العصر حتى داخل الفصول الدراسية وكأنهم داخل بارات غربية كما اننا لم نعد نفرق بين الصالح منهم والطالح, ولا ندري الى اين ستؤدي بهم تلك الوجهة, وهل بعد فترة ستظهر لنا اشياء اخرى نمقتها وبعد ذلك نألفها ويصبح الامر عاديا ولا داعي للاستغراب, غريب بلد اسلامي وبه هذه الشريحة الهامة الواعدة في المجتمع التي تسلك هذا السلوك وتدعي انها تقلد رسول الهدى صلى الله عليه وسلم, انها دعوة للآباء ورواد التربية ان يأخذوا هذا الامر بعين الاعتبار ويعيدوا النظر في كثير من امور شبابنا التي اصبحت تنتشر فيهم كانتشار النار في الهشيم.
محمد الزهراني ـ الرياض
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12753&P=10
صحيفة اليوم
------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً }الفرقان53
|