بدون حرج
هذا اليوم وبصحبة عائلتي فتحت الراديو وإذا ببرنامج يتكلم عن هذا الموضوع ( العاطفة الزوجيّة ) استمعت إلى ما دار من حوار ، لكنّي لم أدرك عنوان الموضوع كما هو، ولكن من خلال الحديث عرفت أن الموضوع حول هذا الأمر . راق لي الحديث ولحاجة في نفسي قضيتُها . عادات وتقاليد تأصلت فينا رجال ونساء ،ليس هنا فحسب بل في غالبية المجتمع السعودي . الزوجة قد لا تمارس عاطفيتها المشروعة مع زوجها ، وقد لا تستطيع ترجمة تلك العواطف والأحاسيس التي شرعها الإسلام . قد تكبتها في صدرها وتمُت وهي تجلجل في صدرها ، وإن صارت من حور العين وهو من أهل التقوى هناك تُفشى الأسرار، أمّا هنا فلا. هكذا تعودت عليها الزوجة وترعرعت . ورثٌ توارثتها البنات عن أُمّهاتهن وكذلك الأمهات عن الجدات حتى الأصل . في مدينة الرياض وحدها لا أذكر الرقم كما هو لكنّه ما يقارب 18000الف حالة من حالات الطلاق حدثت والسبب فقدان العاطفة بين الزوجين . وهنا سنأخذ كل واحد منهما على حده ، وحتى لا يُشك فينا ونتهم بالانحياز سنبدأ بالرجال .
!ـ الرجل : يدخل بيته مزمجر وغاضب وكأن الجبال على عاتقه ، ولا يتحمل حتى كلمة وعليكم السلام . وجهه يتوارى . إن دخل المنزل كانت الأسرة كلها في حالة استنفار قصوى من الدرجة ذات اللون الأحمر . في هذه الحالة إمّا أن يتجه إلى غرفة نومه لقضاء قيلولته وإمّا أن يصيح بأعلى صوته ( الطعااااام ) يلتهمه وكأنه لأول مرة يراه . في نومه رسمي لا يتحدث إلاّ همسا و تمتمات غير معروفه وبدون مقدمات ، وحتى الأحاديث الشريفة أذكرها أوصت بالمداعبة ولا حياء في الدين ، لكنّه يريد أن يقضي وطره وهذا المهم . الحياة والأحاسيس مشتركه بين الزوجين ، الرسول عليه الصلاة والسلام كان يداعب زوجاته ويلاطفهن قبل وبعد .والواقع لا ينبغي التحرج من مثل هذه الأمور لكونها مهمة وبدت تطفو على السطح وتظهر النتائج السلبية التي كانت تغيب عن الكثير .
2ـ الزوجة : الكثير منهن لا تبادل زوجها تلك المشاعر والأحاسيس وتظن ذلك ينقص قدرها أو أنها تخشى أن يفهم أنها غير صالحة وهنا الخطأ . بعض الزوجات تبحث وتتعمد الوقت الغير مناسب للحديث في أمر ، والبعض منهن تُنغص عيشه حتى يود لو أنه خارج المنزل . لذا أقول لأختنا ألا تخشين أن هذا الزوج سيبحث عن أخرى .؟ ألاّ تخشين أن هذا الزوج قد يُصاد من غيرك وتقومين أنتي بالبحث عنه بدلاً أن كان بين يديك ؟ الزوج يرغب في كلمات عاطفية تُزين شجونه وتنعش أحاسيسه التي تكبت داخله وكذلك الزوجة . قد تقول بعض النساء أخشى أطفالي يسمعون ما أقول له، بالعكس دعي الأطفال يسمعون ليعلموا أنكما سعيدين ، دعي البنت ترى مودتكما لتبقى في ذاكرتها حتى يتم تزويجها وتعيش بسعادة هي الأخرى . قد يلومني البعض عن هذا القول لكنها الحقيقة شئنا أم أبينا ، وينبغي أن نخلق في أولادنا وبناتنا مودتنا وحبنا لبعضنا ليكونوا معدين للمستقبل . لكم تحية وتقديري
د/ محمد الزهراني