جدة: «لعبة العقارات» تنخفض بالطلب وتطير أسعار الأراضي

جدة: «لعبة العقارات» تنخفض بالطلب وتطير أسعار الأراضي



عكاظ ـ جدة
"لعبة العقارات في السعودية، كما في أي بلد، لا أحد يستطيع إتقانها بسهولة"، وهي عبارة ربما تفسر بقاء أسعار الأراضي في مدينة جدة متماسكة سعريا، فيما تشهد سوق الإيجارات انخفاضا ملحوظا للمساكن ذات المستوى العادي.
ويعتقد عقاريون يسوقون لمخططات تحدثت إليهم (عكاظ) أن سبب بقاء أسعار الأراضي مرتفعة في ظل انخفاض إيجارات المساكن، أن أحد أصحاب المخططات يطرح جزءا من الأراضي التي يمتلكها ولنقل 30 في المائة على الجمهور بسعر 100 ألف ريال مثلا للقطعة الواحدة، وبعد أسبوع أو أسبوعين يطلب صاحب المخطط من أصحاب المكاتب العقارية شراء القطع المباعة بسعر 150 ألف ريال مثلا، ويشيع في الأسواق أن المنطقة التي يوجد فيها المخطط ارتفعت أسعارها بدرجة كبيرة، ويطرح في الوقت نفسه 40 في المائة من المخطط للبيع، وبهذا يرتفع الطلب.
وعلى رغم الانخفاض الكبير في أسعار الأراضي الواقعة في ضواحي جدة، مثل منطقة خليج سلمان التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني بعد حرب الخليج، إلا أن أسعار الأراضي المتوافرة فيها الخدمات الأساسية وهي المياه، الكهرباء، والهاتف خصوصا غرب طريق المدينة، ما زالت محتفظة بقيمتها الاستثمارية.
يقول غسان بخاري: تكدست ملايين الريالات بعد حرب الخليج في منطقة خليج سلمان فارتفعت أسعار أراضي المنح بنسب كبيرة بسبب المضاربات العقارية، لكنها عادت وانخفضت بنسب تصل إلى 60 في المائة بعد تأكد معظم أصحاب الأراضي هناك أن الخدمات لن تصل قبل عشرة أعوام على أحسن تقدير. ويضيف: إن المناطق التي تقع غرب طريق المدينة والمتوافرة فيها الخدمات الأساسية ما زالت محتفظة بقيمتها الاستثمارية.
وكانت أسعار الأراضي ارتفعت بعد نهاية أزمة الخليج بشكل كبير، وعادت، بحسب أكثر من عقاري، إلى المستويات التي كانت سائدة أيام الطفرة الأولى في بداية الثمانينات، ثم انخفضت عموما في العام الماضي بسبب الوضع الاقتصادي العام، إلا أن سوق الإيجارات خصوصا ذات الجودة العالية لم تتأثر.
ويقول عبدالرحمن المطوع الرئيس التنفيذي لشركة مدائن الخليج: الكثيرون من الذين قدموا إلى جدة أثناء أزمة الخليج استطابوا جو المدينة وتحركت رغبتهم في امتلاك أو استئجار منازل لقضاء إجازاتهم، خصوصا إجازة نصف العام الدراسي.
وتقدم الزيادات الحادة التي شهدتها أسعار الأراضي والعقارات في مناطق مختلفة من جدة، صورة واضحة عن الظاهرة التي حيرت العقاريين، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن سعر المتر المربع في المنطقة الغربية من شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية سابقا) ارتفع إلى أكثر من خمسة آلاف ريال، مقابل 2500 ريال قبل نشوب أزمة الخليج.
وهنا يعلق المطوع بالقول: هذه المنطقة أصبحت جذبا استثماريا بعد إنشاء العديد من المراكز التجارية الكبيرة في الشارع، وغيره وافتتاح عدد من المخازن الكبرى، إضافة إلى أن الشارع أصبح امتدادا طبيعيا لوسط البلد، وحيا تجاريا راقيا نظرا للعدد الكبير من المراكز السكنية الفخمة التي يضمها.
وتتراوح أسعار المنطقة القريبة من مطاعم "بيتزاهت" في الشارع نفسه من ثلاثة آلاف ريال للمتر المربع قبل بداية الأزمة إلى ستة آلاف ريال حاليا، علما بأن سعر المتر المربع كان يبلغ 500 ريال عندما طرحت هذه المخططات للبيع قبل عشرة أعوام.
ويقول: إن هناك الكثير من المخططات طرحت بالسعر نفسه في السابق، لكن أسعارها بقيت على ما هي عليه حتى الآن. أما في شارع حراء الذي يقع في شمال غرب المدينة، فيصل سعر المتر المربع إلى أكثر من ألفي ريال بعد افتتاح عدد من المراكز التجارية الجديدة فيه. والطريف في الأمر أن المحال التجارية في هذه المراكز التي تقدر مساحة الواحد منها بنحو 30 مترا مربعا، عرضت في بداية الأمر بسعر 25 ألف ريال فقط للمحل الواحد، إلا أن الطلب المتزايد أدى إلى ارتفاع "خلو" المحل الواحد على 70 ألف ريال في بعض الحالات، تبقى منطقة الكورنيش التي يتراوح سعر المتر المربع فيها بين ثلاثة وأربعة آلاف ريال، وذلك لأن المنطقة المسموح فيها بالبناء محدودة جدا.