حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون

كم نغفل. ؟ وكم نبتعد كثيرا عن الجادة .؟ وكم نسرح ونمرح .؟ أحياناً نبتعد عن ذلك اليوم العظيم . أيها الأخوة والأخوات اليوم نحن في مأمنٍ من ذلك اليوم ، لكن من يستطيع أن يأمن نفسه ولو العيش فيها يوم واحد ،ليست مشكلتي ولا مشكلتكم الموت ، فالموت قادم ، ولم يكن الموت محصور على فئة دون أخرى ، ولم يكن البلاء في هذه الدنيا لناس عن ناس . والله أننا في غفلة ، وأخشى أن تأخذنا الغفلة بعيدا عن المطلوب . كل بني البشر يحيدون عن الصواب إلاّ من رحم ربي . تخيل أخي وأختي الكريمين تلك الحالة ، وأنت تنازع تلك الروح وهي تريد الخروج من جسدك إلى ربها ، وأنت شاخص البصر ، والناس والأحباب من حولك يدعون لك الله بالشفاء، والملائكة الموكلون بنزعها أمام عينيك ، وأنت في غاية التأكد من وجودهم ، وتعلم جيدا مُبتغاهم منك ، لكنك لا تستطيع الحديث بما يجري ، وتقول : اسمعوا قول الحق تبارك وتعالى : {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ }المؤمنون99 وهم با سطوا أيديهم لتلقي تلك الروح وأنت تنازع خوفاً ووجل مما يحدث وماذا بعد مما يحدث .؟ اسمعوا قول الحق تبارك وتعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْقَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَمَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَا سِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَالْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}الأنعام93 أخرجت الروح من جسدك ،وكانت روح طيبة أو خبيثة والعياذ بالله أن نكون من أصحابها ،وصُعد بها إلىالسماء أما أن يُرحب بها ،وإما أن تتعوذ منها الملائكة هناك . الناس في الأرض يعدون تلك الحفرة الضيقة لتكون أول منازل الآخرة لك (البرزخ ) دُفنت وفرّ كل من حولك ولم يبق معك سوى ذلك العمل ، عادوا جميعهم وهم ينتظرون نحبهم الذي ينتظرهم. أما أنت فمُمددُ في تلك الحفرة المستطيلة والتي لو دُفعت لك كنوزالدنيا لتبقى فيها ليلة واحدة قد لا توافق خوفاً ووحشة المكوث بها ،وضيقا منها . لكنك هذه المرة رغم أنفك وضعت . حضر الملكين الموكلين بمحاسبتك وأنت تنظر إليهم وتعقل ما يقولون ، وهنا حصحص الحق . استمع أخي لتلك الأسئلة التي وردت ، وليس هناك مجال للاختيار ولا يوجد دور ثاني .
س1منربك ،؟
س2من هو نبيك .؟
س3مادينك .؟
هذه الأسئلة الثلاثة فقط تكشف موقعك ومصيرك الأبدي إلاّ أن يغفر الله لك وهو القادر على ذلك .لكن من يطمئن لذلك وذلك في علم الغيب عند ربي لا يظل ربي ولا ينسى .
الإجابة على هذه الأسئلة فورية ولا أظن هناك وقت محدد للإجابة ، ولا يوجد مجال للتظلم وطلب إعادة تلك الأسئلة ، كما أن عذرك غير مقبول وليست لديك واسطة تلتمس لك العذر أبداً. أنت وما ذكره لسانك خلال تلك الأسئلة . تعلمون جزاء كل منهما في حالة الإجابة الصحيحة والخاطئة .
تخيل أخي وأختي في الله أنه ينادى ويقال فلان فلان هذا منزلك من النار أبدله الله لك بمنزل من الجنة ،واتسع بك ذلك القبر من شبرين فقط إلى ما له نهاية . بالمقابل واسأل الله أن لا يجعلني وإياكم ممن يسمعون ذلك المنادي وهو يقول : فلان هذا منزلك من الجنة وأبدلك الله به منزلا من النار ، وزادضيقاً على ضيق بعد تلك المرزبة التي ضُربت على الهامة .
حياة البرزخ هذه أيها الأخوة والأخوات هي بين الدنيا والآخرة لا يليها سوى البعث والحساب وذلك اليوم هو يوم الفصل .