الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات


 
 

المنتدى الإسلامي على مذهب أهل السنة و الجماعة فقط

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 21/05/2009, 01:47 PM
الجابري âيه ôîًَىà
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 957
 تاريخ التسجيل : Jun 2005
 فترة الأقامة : 7256 يوم
 أخر زيارة : 10/05/2016 (11:07 AM)
 المشاركات : 4,641 [ + ]
 التقييم : 1500
 معدل التقييم : الجابري has a brilliant futureالجابري has a brilliant futureالجابري has a brilliant futureالجابري has a brilliant futureالجابري has a brilliant futureالجابري has a brilliant futureالجابري has a brilliant futureالجابري has a brilliant futureالجابري has a brilliant futureالجابري has a brilliant futureالجابري has a brilliant future
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي هل استشعر قلبك حب الله؟!



هل استشعر قلبك حب الله؟!





إن الإنسان بجبلته يحب نفسه وبقاءه وكماله..، ويحب بطبعه من أحسن إليه، وهذا يقتضي غاية المحبة لله عز وجل، إذ كيف يتصور أن يحب الإنسان نفسه ولا يحب ربه الذي به قوام نفسه، ومنه وجوده ودوامه وكماله؟ ثم كيف يتصور أن يحب الإنسان من أحسن إليه من الناس ولا يحب مَن أنواع إحسانه لا يحيط بها حصر، فلو عرف الإنسان حق المعرفة، لعلم أن الإحسان من الناس هو بالمجاز، وأن المحسن في الحقيقة هو الله تعالى..﴿وما بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فمِنَ اللهِ..﴾..{النحل:53}.
يقول الإمام الغزالي( بيان ذلك، أنا نفرض أن شخصاً أنعم عليك بجميع خزائنه وما يملك، ومكنك فيها لتتصرف كيف شئت، فإنك تظن أن هذا الإحسان منه، وهو غلط، فإنه إنما تم إحسانه بماله، وبقدرته على المال، وبداعيته الباعثة له على صرف المال. فمن الذي أنعم بخلقه وخلق ماله وخلق إرادته وداعيته؟ ومن الذي حببك إليه، وصرف وجهه إليك، وألقى في نفسه أن صلاح دينه ودنياه في الإحسان إليك، ولولا ذلك ما أعطاك، فكأنه صار مقهوراً في التسليم لا يستطيع مخالفته، فالمحسن هو الذي اضطره وسخره لك)).
فهل استشعر قلبك حب الله؟؟...
إن حب الله لا يقوى في القلب إلا بتفريغ القلب مما سوى الله، وبقطع علائق الدنيا والمخلوقين، إذ كيف يقوى حبك لله وقلبك معلق بالدنيا وما فيها، أو معلق بخلق من خلقه، وكيف يستوي حب الله في قلبك مع حب المخلوقين؟! فأنت إن دعوت الله لباك، وإن طلبت منه أعطاك، وابن آدم إن طلبت منه شيئاً غضب وما عاد يريك وجهه، وتولى عنك كأنه لا يعرفك!! فالله هو الكريم وهو المعطي وهو الرحيم، بل كما قال عليه الصلاة والسلام:" لله أرحم بعباده من هذه بولدها"[صحيح، البخاري-الجامع الصحيح:5999].
والله يغفر ويصفح ويعفو ويستر، ولكن ابن آدم لو كان الأمر بيده ما أدخل أحدنا أخاه الجنة! فالإنسان بخيل حتى بالرحمة، وهذه جبلته..﴿..وكانَ الإنسانُ قَتوراً﴾..{الإسراء:100}. هذه الآية وردت في سياق الحديث عن الرحمة، ولذلك من أراد الحج، وجب عليه استسماح الناس، فحقوق العباد مبنية على المشاححة، وأما الله.. فهو العفو واسع المغفرة وقابل التوبة.. يضاعف الحسنات، ويغفر الزلات، ويكشف ضرنا بعد كربنا، وهو ثقتنا ورجاؤنا.. فيا ربنا، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
يا من إذا قلت يا مولاي لبانــي يا واحداً ما له في ملكه ثانــي
أعصي وتسترني، أنسى وتذكرنـي فكيف أنساك يا من لست تنساني
أوبعد هذا، لا يملأ قلبك حب الله؟!!...
قال الشبلي(..إذا علقت نار المحبة بالقلب، أحرقت منه كل شيء ما سوى الرب عز وجل، فطهر القلب حينئذ من الأغيار..)).
ثم إن حب الله لا يقوى إلا بمعرفة الله تعالى، فلذة القلب لا تكون إلا بمعرفته سبحانه، ولا يوصِل إلى هذه المعرفة إلا –كما قال الإمام الغزالي-( الفكر الصافي، والذكر الدائم، والتشمير في الطلب، والاستدلال عليها بأفعاله سبحانه، وأقل أفعاله الأرض وما عليها، وملكوت السماوات... فوجود الله سبحانه وتعالى وقدرته وعلمه وسائر صفاته يشهد له بالضرورة كل ما نشاهده من حجر وشجر ومدر ونبات وحيوان وأرض وسماء وكوكب وبر وبحر، بل أول شاهد علينا أنفسنا وأجسامنا، وتقلب أحوالنا، وتغير قلوبنا، وجميع أطوارنا في حركاتنا وسكناتنا)).
فإذا حصلت المعرفة تبعتها المحبة، وليت شعري..هل في الوجود أجل وأعلى وأشرف وأكمل وأعظم من خالق الأشياء ومبدعها، ومبديها ومعيدها ومدبرها؟!.
قال الحسن البصري( إن من عرف ربه أحبه، ومن عرف الدنيا زهد فيها))، وقال( من عرف ربه أحبه، ومن أحب غير الله تعالى، لا من حيث نسبته إلى الله، فذلك لجهله وقصوره عن معرفته. فأما حب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فذلك لا يكون إلا عن حب الله تعالى، وكذلك حب العلماء والأتقياء، لأن محبوب المحبوب محبوب، وكل ذلك يرجع إلى حب الأصل، ولا محبوب في الحقيقة عند ذوي البصائر إلا الله تعالى، ولا مستحق للمحبة سواه)).
إن من أحب خالقه اجتهد في طاعته وعبادته والتقرب إليه، دون كلل أو ملل، وقد يتعب البدن، ولكن لا يفتر القلب.
قال فرقد السبخي( قرأت في بعض الكتب: من أحب الله لم يكن عنده شيء آثر من هواه، ومن أحب الدنيا لم يكن عنده شيء آثر من هوى نفسه. فالمحب لله تعالى أمير مؤمر على الأمراء، زمرته أول الزمر يوم القيامة، ومجلسه أقرب المجالس فيما هنالك. والمحبة منتهى القربة والاجتهاد، ولن يسأم المحبون من طول اجتهادهم لله تعالى، بحبونه ويحبون ذكره ويحببونه إلى خلقه، يمشون بين عباده بالنصائح، ويخافون عليهم من أعمالهم يوم القيامة يوم تبدو الفضائح، أولئك أولياء الله وأحباؤه وأهل صفوته، أولئك الذين لا راحة لهم دون لقائه)).
وقال بعض أصحاب معروف( قلت له: أي شيء أهاجك على العبادة؟ فسكت. فقلت: ذكر الموت؟ فقال: وأي شيء الموت؟ قلت: ذكر القبر؟ قال: وأي شيء القبر؟ قلت: خوف النار ورجاء الجنة؟ فقال: وأي شيء هذا؟ إن ملكاً كل هذا بيده، إن أحببته أنساك جميع ذلك، وإن كانت بينك وبينه معرفة، كفاك جميع ذلك)).
ومن أحب الله اشتاق إليه، فالشوق ثمرة من ثمار المحبة، ألا ترى أن من أحب شيئاً اشتاق إليه؟. قال أحمد بن الفتح( رأيت بشر بن الحارث في منامي، فقلت له: ما فعل معروف الكرخي؟ فحرك رأسه ثم قال: هيهات، حالت بيننا وبينه الحجب، إن معروفاً لم يعبد الله شوقاً إلى جنته، ولا خوفاً من ناره، وإنما عبده شوقاً إليه، فرفعه الله إلى الرفيق الأعلى، ورفع الحجب بينه وبينه)).
وقال الإمام الغزالي( اعلم أن أسعد الناس وأحسنهم حالاً في الآخرة أقواهم حباً لله تعالى، فإن الآخرة معناها القدوم على الله تعالى ودرك سعادة لقائه. وما أعظم نعيم المحب إذا قدم على محبوبه بعد طول شوقه، وتمكن من مشاهدته من غير منغص ولا مكدر، إلا أن هذا النعيم على قدر المحبة، فكلما ازداد الحب ازدادت اللذة)).
ومن ثمار المحبة، الأنس بالله ومناجاته، وتلاوة كتابه، واغتنام هدوء الليل وصفائه بانقطاع العوائق، فإن أقل درجات الحب التلذذ بالخلوة بالحبيب، والتنعم بمناجاته.
يا غافلاً والجليل يحرسه من كل سوء يدب في الظلم
كيف تنام العيون عن ملك تأتيه منه فوائد النعـــم
وأما الرضا بقضاء الله فهو من أعلى مقامات المقربين، وهو أيضاً من ثمار المحبة. قال عمر بن عبد العزيز( ما بقي لي سرور إلا في مواقع القدر))، وقيل له( ما تشتهي؟ فقال: ما يقضي الله عز وجل)).
وقال الحسن( من رضي بما قسم له، وسعه، وبارك الله له فيه، ومن لم يرض، لم يسعه، ولم يبارك له فيه)). وعن مكحول قال( سمعت ابن عمر-رضي الله عنهما- يقول: إن الرجل يستخير الله فيختار له، فيسخط، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة، فإذا هو قد خير له)).
وهذا كائن، لو أننا نفهم عن الله، فكم من أمر قضاه الله كان فيه اللطف والرحمة وكل الخير؟! وكم من محنة وابتلاء كان فيها منحة ورفعة؟! وكم من بلاء كان فيه علو في الدرجات؟!.
فيا الله ما أكرمك، وما أرحمك، وما أحلمك، وما أوسع فضلك...
يا من رحمتك وسعت كل شيء، ويا من أرحم بنا من أمهاتنا اللاتي ولدننا...
(( يا من إذا بارت بنا الحيل، وضاقت علينا السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت بنا الحبال، وضاقت صدورنا، واستعسرت أمورنا، وأوصدت الأبواب أمامنا.. نادينا: يا الله!.. فإذا اللطف والعناية، والغوث والمدد، والود والإحسان..إليه تمد الأكف في الأسحار، والأيادي في الحاجات، والأعين في الملمات، والأسئلة في الحوادث.. باسمه تشدوا الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي، وبذكره تطمئن القلوب، وتسكن الأرواح، وتهدأ المشاعر، وتبرد الأعصاب، ويستقر اليقين..الله لطيف بعباده)).
أوبعد كل هذا لم يستشعر قلبك حب الله؟!!!...
رُوي عن خلق من أهل البلاء، أنهم كانوا يقولون( لو قطعنا إرباً إرباً، ما ازددنا له إلا حباً)).
اللهم إنا نسألك الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، وشوقاً إلى لقائك...آمين، والحمد لله رب العالمين.


منقووول




رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها الجابري
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
حسن الابرق في ذمة الله أخبار قرية رباع 1 7332 10/05/2016 11:07 AM
في ذمة الله صحيفة رباع 8 18164 10/05/2016 11:05 AM
انتقل الي رحمة الله المنتدى العام 3 4953 08/03/2015 06:35 PM
هل أنت راض عن الله ؟ المنتدى الإسلامي 2 4136 23/12/2012 02:21 PM
«الشعيرية سريعة التحضير» هل هي آمنة صحياً؟ منتدى الأسرة والطفل 0 4375 23/12/2012 01:53 PM

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w