![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
إهداءات |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
المنتدى العام للمواضيع العامه التي لايوجد لها قسم معين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ونجهل فوق جهل الجاهلينا
قبل أن تقلع الطائرة، مرت المضيفة لتتأكد من أن جميع أحزمة الأمان مربوطة. وما إن استوت الطائرة على المدرج، وأعلن قائد الطائرة بأنها سوف تقلع، حتى قام زميلي بفك حزام الأمان ومد رجليه. سألته عن السبب فقال لي:"وهل تصدق هذه الترهات. لو تعرضنا إلى حادث فلن يفيدنا الحزام" فقلت له:"وهل تعتقد بأن الذين وضعوا قانون ربط حزام الأمان وقت الإقلاع والهبوط فعلوا ذلك تنغيصاً (أو غلاسة) على المسافرين؟" فما كان منه إلا أن أعاد ربط حزامه وبدأ يفكّر بالأمر. كلّما ركبت السيّارة مع أحد الأصدقاء أراه يستنكف عن ربط حزام الأمان، وإذا أراد أن يستدير بسيارته، فإنه لا يستخدم الإشارات المخصصة لذلك، بل يفاجئ السائقين الآخرين بهجوم مباغت ويجبرهم على التقهقر إلى مواقعهم لكي يتمكن هو من الاستدارة. وعندما ينزل أحدهم من سيارته، فإنه يستنكف أيضاً عن استخدام الإشارات الأربع التي تشير إلى أن وقوفه مؤقت. حتى وهو يقف في مكان ممنوع الوقوف فيه، يرى أنه من حقه عدم استخدام الإشارات، وعلى الآخرين أن يفهموا بأنه وقف هنا مؤقتا! قد تبدو هذه المظاهر سطحية ولا أهمية لها، ولكنها في الحقيقة حالة اجتماعية، وانعكاس لمفاهيم مجتمعية معينة، تنم عن مدى ثقافة أفراد مجتمع ما ومدى نضجهم الفكري. إن معظم المجتمعات العربية تنظر إلى القوانين والأنظمة على أنها أمور وضعت لمصلحة الحكومة وليس لمصلحتها، ولأن بعض تلك الشعوب ترى بوناً شاسعاً بينها وبين الحكومة، فإنها تصنّف نفسها دائماً في معسكر مناوئ للحكومة وإن كان بالطرق السلمية، أو بأضعف الإيمان. وفي المقابل، يلتزم العربي بالقانون - إلى حد ما - إذا ما سافر إلى إحدى الدول الشرقية أو الغربية، التي تحترم القانون وتطبّقه بصرامة. وبدون فعل ذلك، فإنه يتسبب بفوضى - وإن كانت بسيطة - من حوله قد تعرضه للمحاسبة أو على الأقل لنظرات أقسى من الحجر يرمقه بها الناس. إن استهتارنا بالقانون له جذوره وأسبابه، حيث يذكر "نوبوأكي نوتوهارا" في كتابه "العرب، وجهة نظر يابانية" أنه زار صديقاً له في إحدى الدول العربية. وفي الطريق كانت الشوارع مليئة بالقاذورات التي لم يخل منها مدخل البناية التي يسكن بها صديقه، وعندما دخل شقّة صديقه بدا له الوضع مختلفاً. حيث شعر وكأنه في مدينة أخرى غير التي مر عليها قبل قليل، فهي نظيفة وأنيقة، وعندما حلل الوضع، وجد أن الشعب في تلك الدولة لا يشارك الحكومة أي شيء، وليس له رأي في شؤون الدولة، ولذلك، فإنه لا يشعر بانتماء تجاه بلده كالانتماء الذي يحمله تجاه شقّته. ففي شقّته له رأي، أما الشارع فيفتي في شأنه ناس آخرون، وبالتالي انعدم إحساس المسؤولية لديه، وأصبح القانون بالنسبة له وسيلة يستخدمها ناس آخرون لتحقيق مصالح معينة. قد يكون هذا التحليل صحيحاً بعض الشيء، ولكنني أعتقد بأن الالتزام بالقانون هو ثقافة تبنى في المجتمع على مر السنين. ففي بريطانيا مثلاً، لم يكن الناس قبل ستين سنة يقفون في طوابير منظمة في الأماكن العمومية كما هو الحال اليوم، فقامت الحكومة في خمسينات القرن الماضي بفرض غرامة قدرها مئة جنيه إسترليني - كان هذا المبلغ يعد ثروة في تلك الأيام - على كل من لا يقف في الطابور، وفعلاً بدأ أفراد المجتمع يلتزمون بالقانون خوفاً من العقوبة. أما اليوم، فلقد أصبح الوقوف في الطابور وانتظار الدور ثقافة في المجتمع البريطاني انتقلت لتعم معظم دول الغرب. وبما أنها ثقافة، فإنها تحتاج إلى جهود مجتمعة ومنظمة للوصول إليها، والأهم من ذلك أنها تحتاج إلى "نفس طويل" من قبل صنّاع القرار حتى يروا النتائج على أرض الواقع. إن الالتزام بالقانون يدعو إلى الرقي بالذوق العام، وإعطاء كل ذي حق حقّه. فيصنع مجتمعاً مستقرا لا يسعى أفراده للقضاء على بعضهم البعض لكي يحصل كل شخص على قطعة من الكعك أكبر من الآخرين، فقطع الحلوى في المجتمعات "القانونية" مضمونة للجميع، ومقسمة بالتساوي بينهم، اللهم إلا من بذل جهداً مضاعفا؛ وفي إطار القانون، فإنه يحصل على قطع مضاعفة، دون أن يُحرم غيره من الحلوى. الالتزام بالقانون هو دليل نضوج المجتمع وبلوغه مراتب من العلم والمعرفة أهّلته ليعتلي سلّم الحضارة، وذلك ليس عيباً كما يظن بعض الشباب، وليس منقصة أو علامة ضعف، بل العيب كل العيب أن نعتقد بأن حزام الأمان دليل خوف، وأن نعتقد أيضاً بأننا إن وقفنا في الطابور فإن ذلك يعني بأننا أصحاب شخصيات ضعيفة لا تستطيع أن تقتحم صفوف المراجعين، وتهجم على الموظف لتحقق النصر وتنهي المعاملة. إن مخالفة القوانين جهل واتّباعها معرفة، والمأساة الحقيقية هي أن نقتنع بأن الجهل قوة، وأن المعرفة ضعف، والمأساة أيضاً تكمن عندما نقتنع بأن مخالفة القوانين رجولة واتباعها هوان... فنعود بذلك إلى أكثر من ألف وخمسمئة عام إلى الوراء لينطبق علينا قول الشاعر: ألا لا يجهلن أحد علينا، فنجهل فوق جهل الجاهلينا. * كاتب إماراتي:ياسر سعيد حارب. ![]() |
![]() |
|||||
المواضيع | المنتدى | اخر مشاركة | عدد الردود | عدد المشاهدات | تاريخ اخر مشاركة |
![]() |
المنتدى العام | 5 | 3410 | 09/10/2009 01:01 PM | |
![]() |
منتدى اليوتوب والمقاطع | 9 | 5561 | 26/09/2009 01:38 PM | |
![]() |
المنتدى الإسلامي | 7 | 3608 | 26/09/2009 12:39 PM | |
![]() |
المنتدى الإسلامي | 5 | 3019 | 23/09/2009 12:09 PM | |
![]() |
المنتدى العام | 4 | 2813 | 21/09/2009 07:40 AM |
![]() |
#2 | |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
طرح رائع ومتميز
استمتعت بقرائته . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . اخوك المحب |
|
![]() [table1="width:70%;background-color:black;border:8px ridge silver;"]
| [/table1]لظروف خااااصة استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعة واطلب الجميع " السماح " على كل خطأ أو زلة ارتكبتها في حقهم بدون قصد ..& مع دعواتي لكم بالخير والسعادة ولمنتدى رباع بالمزيد من التألق والابداع . اخوكم ومحبكم في الله سطور السنين ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
|
|
![]() الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية ) |
|||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |