العمانيون يتنفسون الصعداء مع اقتراب رحيل الإعصار "فيت"

الجمعة 21 جمادى الثانية 1431هـ - 04 يونيو 2010م

دون أن يخلف أضرارا تذكر العمانيون يتنفسون الصعداء مع اقتراب رحيل الإعصار "فيت"


شوارع مسقط خالية
حالتا وفاة
صور تحت الاعصار


جانب من الفيضانات
مسقط – عبد المعز أحمد
بدأ العمانيون يتنفسون الصعداء مع التوقعات بأن يبتعد الإعصار "فيت" عن عمان دون أضرار تذكر السبت 5-6-2010 بعد أن تراجعت قوته وتحول إلى عاصفة مدارية عند وصوله الى شواطىء عمان الجمعة 4-6-2010 حاملا معه امطارا غزيرة هطلت على المدن الساحلية العمانية.

أعرب مسئولون عمانيون عن ارتياحهم الشديد لتحول إعصار "فيت" الى عاصفة مدارية تتجه الى باكستان مؤكدين أن ذلك من شأنه التقليل من الخطورة التي توقع الخبراء أن يسببها، إذا ما استمر في طريقه كإعصار، الأمر الذى كان يشير فى حال حدوثة الى نتائج مأساوية أكبر من تلك التى خلفها إعصار "غونو" 2007، خاصة وأن تداعيات العاصفة المدارية على مختلف مناطق السلطنة كانت كبيرة، واستمرار هطول الأمطار، يشير الى أن الخسائر كانت ستصبح فادحة.

كما أوضحت المديرية العامة للأرصاد والملاحة الجوية في بيان لها إن آخر صور الأقمار الاصطناعية وخرائط الطقس تشير إلى تحول الإعصار "فيت" إلى عاصفة مدارية تتحرك نحو الشمال الشرقي وتقدر سرعة الرياح حول المركز بـ 85 كلم /ساعة، كما أن مركز الإعصار موجود جنوب ولاية صور ويتحرك باتجاه السواحل الباكستانية، مع توقع أن يستمر تأثير العاصفة المدارية على محافظتي مسقط والبريمي ومناطق الشرقية والداخلية والباطنة والظاهرة.

وكان إعصار "فيت" قد بدأ بمنخفض جوي في بحر العرب في 31 مايو (أيار)، تطور إلى عاصفة مدارية بعد 24 ساعة وتوقع خبراء الأرصاد فى السلطنة أن يكون تأثيره قليل، وأكدت الصحف اليومية العمانية، أن السلطنة بعيدة عنه، وأنه سيضرب أجزاء من الهند الشمالية الغربية وشمال شرق باكستان وسط توقعات بهطول أمطار كبيرة وفيضانات مدمرة، الا أن العاصفة اتجهت الى السلطنة وتحولت الى اعصار، وهو ما أعاد للناس ذكريات مؤلمة.

وأعلنت السلطنة الاربعاء الماضي الاستعداد للإعصار وتم إخلاء الأماكن القريبة من البحر، وألغى الطيران العماني رحلات له لينقل السكان والمقيمين، ووضعت شرطة عُمان وقوات وزارة الدفاع ووزارة التربية ووزارة البلديات الإقليمية ووزارة النقل والاتصالات في حالة تأهب قصوى وطوارئ شديدة تفادياً لأي احتمالات خطيرة قد تتعرض لها البلاد، كما أصدرت المديرية العامة للأرصاد والملاحة الجوية بيانات أشارت فيها إلى صور التوابع الاصطناعية والتنبؤات العددية تشير إلى تحول العاصفة المدارية إلى إعصار مداري يبعد عن جزيرة مصيرة العمانية 360 كيلومتراً تقريباً، مع فجر الخميس ظهرت بداية الاعصار على المناطق القريبة من البحر، واستمر الوضع حتى عصر الجمعة عندما تم الاعلان عن تحول الاعصار الى عاصفة مدارية.
شوارع مسقط خالية
جانب من الفيضانات
وشهدت مناقطق السلطنة منها خاصة ولاية صور حالة جوية سيئة، اختفت فيها الأدوال الاولى من البيوت تحت المياه، وانقطعت الكهرباء عنها، فيما انقطع البث التليفزيونى والاذاعى عن مناطق اخرى كما شهدت كافة مناطق وولايات السلطنة أمطار غزيرة جرت فيها الوديان وتسببت فى توقف حركة المرور.

وفى العاصمة مسقط ظهرت الشوارع خالية من الناس، ولم تمتلىء الا وقت صلاة الجمعة وسرعان ما اختفت مرة اخرى بعد زيادة هطول الامطار.

كما أغلقت المتاجر والمحال الكبرى نظرا لوقوع معظمها فى أودية مما يجعل الوصول اليها مستحيل، خاصة وأنها شهدت زحاما شديدا يوم الاربعاء وحتى عصر الخميس.

ورغم الامطار الشديدة التى تشهدها العاصمة مسقط وكافة المناطق الا أن هناك حالة من الارتياح بسبب تحول الاعصار الى عاصفة مدارية، الا أن الشوارع ما زالت خالية من الحركة بفعل الأمطار الغزيرة، و يسمع بين الحين والاخر أصوات سيارات الشرطة والاسعاف التى تتجه لانقاذ العالقين.

و أعرب الفريق مالك بن سليمان المعمري المفتش العام للشرطة والجمارك رئيس اللجنة الوطنية للدفاع المدني عن ارتياحه لتحول الاعصار فت الى عاصفة مدارية لأنه من شأنه التقليل من الخطورة التي كان من المتوقع أن يسببها.

وقال في تصريح لوسائل الاعلام أنه بعد أن خفت حدة الاعصار فانه من المتوقع أن تنتشر السحب الركامية وتتوسع لتشمل مناطق أكثر من السلطنة منها بحر عمان وبذلك سوف تتأثر منطقة الباطنة وجبال الحجر الغربي بالامطار الرعدية الغزيرة.

مضيفا انه من المعروف أنه عندما يتحول الاعصار الى عاصفة مدارية يعتبر منخفضا جويا شديدا محملا بالرطوبة وبذلك تكون الفرصة مواتية اكثر لزيادة كثافة السحب وانتشارها في رقعة اكبر مشيرا الى أنه من المتوقع أن يستمر هطول الامطار الغزيرة خلال الساعات القادمة على محافظات مسقط والبريمي ومسندم ومناطق الشرقية والداخلية والظاهرة والباطنه ينتج عنها نزول الاودية.
حالتا وفاة
جانب من الأمطار
وأوضح المفتش العام انه تم تسجيل حالتي وفاة خلال تعرض السلطنة للانواء المناخية احدها لمواطن عماني حاول عبور احد الاودية بولاية ينقل وحالة اخرى لمقيم أسيوى نتيجة صعق كهربائي بولاية قريات اضافة الى بعض حالات الاصابة البسيطة التي تم نقلها الى المستشفيات وتم انقاذ عدد من الاشخاص الذين حاصرتهم مياه الاودية في مناطق مختلفة.

وتركز الجهود حاليا في اعادة التيار الكهربائي الي المناطق المتأثرة اضافة الى اعادة فتح الطرق، التى تآثرت بالرياح والأمطارنتيجه للرياح الشديدة التي بلغت سرعتها في بعض الاحيان الى 155 كم في الساعة خاصة في نيابة الاشخرة وولاية صور ورأس الحد والشويمية والرويس وولاية قريات بمحافظة مسقط.

على الجانب الاخر سجلت أجهزة القياس والرصد المائي التابعة لوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه حتى الثانية منتصف يوم الجمعة معدلات الأمطار والتى شهدت أعلى معدل لها في ولاية صور حيث بلغ أكثر من 439 ملم فيما سجلت تلك الأجهزة 117 ملم في ولاية مصيرة و 102 ملم في ولاية دماء والطائيين و100 ملم في ولاية بدية و61 ملم في ولاية الحمراء و55 ملم في ولاية العامرات و40 ملم في ولاية السويق إلى جانب عدد من القراءات الأخرى التي سجلتها أجهزة الرصد المائي في الولايات التي تأثرت بالأنواء المناخية وتشير المصادر الواردة إلى أمكانية تغير تلك القراءات خلال الفترة القادمة فى ظل استمرار هطول الامطار بغزاره.

كما أشارت بيانات أجهزة الرصد المائي الموجودة في السدود إلى امتلاء السدود بما يزيد عن 105 مليون متر مكعب من المياه من جراء الامطار أكبرها سد وادي ضيقة بولاية قريات والذي تبلغ طاقته الإستيعابية 100 مليون متر مكعب من المياه وقد فاضت المياه من فوق بحيرة السد.
صور تحت الاعصار
مياه تغطي محطة وقود
وكانت أشد المناطق تآثرا بالاعصار هى ولاية صور التى عاش سكانها ساعات من الرعب حيث لم تصمد بيوتهم امام الامطار، التى غمرت البيوت بعد منتصف الليل، حتى أن البعض وصفه بأنه أبشع من إعصار " غونو" الاشجار اقتلعت واعمدة الانارة انكسرت واعمدة الكهرباء استوت بالارض والبيوت اصبحت حبيسة الفيضانات التي جاءت نتيجة التقاء البحر بالاودية في المرتفعة وتحديدا عند البر وبالجسر القريب من فندق شاطيء صور الذي كان نقطة التقاء الاودية والبحر فلم تنفذ الاودية عللى البيوت للتكدس على القرى التي تمر عليها، واستوت قرى الجنية حسى وصباخ والبطين تحت مياه الاودية وفيضان الاعصار أما قرية العيجة فقد غمرتها المياه بما فيها المدرسة التي خصصت للايواء، وعاشت راس الحد ليلة عصيبة نتيجة استقرار مركز الاعصار فيها قرابة 6ساعات ورغم عدم وجود سكان بسبب الاجلاء الا ان الخسائر كانت كبيرة جدا نتيجة التقاء البحر ومياة الاودية ففاضت على البيوت من جهة فندق شاطيء راس الحد الى مدخل الولاية وغمرت المياه راس الحد وعاشت النيابة تحت ظل التيارات المتدفقة والزوابع التي كانت نتيجة تاثير الاعصار المداري .