خبير تربوي يدعو إلى "الخلوة الدراسية" في الاختبارات.. و "الشريف" يحذر من حبوب الوهم

تمر الأسر الآن بحالة من التوتر والقلق بسبب دخول فترة الاختبارات التي تمضي بصعوبة على كل منزل، حيث يشكو العديد من رغبة أبنائهم في المذاكرة الجماعية أو عبر الوسائل الذكية، وأبدى البعض قلقه من الارتباط الزائد لبناتهم بالمواقع الإلكترونية وخطورتها في الترويج للمنشطات الذهنية.

"سبق" تناقش المختصين حول النصائح اللازمة التي ينبغي على الأسرة أن تقدمها لأبنائها خلال فترة الاختبارات لتقلل من التوتر.

مذاكرة مع صديقاتي
في البداية قالت عبير الغامدي "طالبة جامعية": أحب المذاكرة مع صديقاتي منذ بداية العام، فمن خلال حواراتنا المختلفة ترسخ المعلومة في ذهني، وبكل بساطة، أسترجعها ليلة الاختبارات، بيد أن أمي ترفض ذهابي لصديقاتي وترفض أيضاً مذاكرتهن معي في البيت.

وتابعت: حاولت إقناع أمي بفكرتي ورغبتي، لكنها اتهمتني بتضييع الوقت، وإهمال دراستي، لافتة أنها لن تستطيع حالياً المذاكرة بمفردها.

مذاكرة البلاك بيري
أما نوف الحبيشي فأعربت عن مخاوفها قائلة: أحب مراجعة دروسي مع صديقتي على الجوال وأحياناً نتحدث عبر البلاك بيري.

مبينة أن أمها دائماً تحدد لها طريقة مذاكرتها، وتنظم جدولاً زمنياً لإنهاء مراجعة المواد.

واستكملت حديثها: عندما تحدد لي أمي طريقة مذاكرتي، أحاول ولكني لا أستطيع استرجاع المعلومة كاملة، إلا من خلال حديثي مع صديقتي وتذّكر المواقف المشتركة المرتبطة بالمعلومة.

شكل جذاب
وترى أم آسيل أن المذاكرة حالياً اختلفت عن السنوات الماضية، خاصة في ظل استخدام التكنولوجيا لتيسير المعلومة، مبينة أن ابنتها تفضل المذاكرة عبر النت، وتذاكر المواد الدراسية بشكل جذاب، وأبدت تفاؤلها بنجاح ابنتها في اختبارات هذا العام، وحصولها على المركز الأول كما في الأعوام السابقة.

فيروسات النت
فيما عبرت أم روان الهاشمي عن مخاوفها من المذاكرة عبر الإنترنت وقالت: ابنتي دائماً تجلس على الإنترنت وأشعر بالقلق كثيراً من جلوسها الدائم، وأخشى أن ينتقل إليها الكثير من الفيروسات السلبية الموجودة عبر المواقع المختلفة، إلا أنها كثيراً ما تنتقدني قائلة: إنه لغة العصر.

وأضافت: أشعر أن تلك الفترة تحتاج إلى تركيز، ولذا قررت أن أمنعها من الدخول على الإنترنت في هذه الفترة، حتى تستطيع التركيز، إلا أنها حزنت وخاصمتني، ولا أدري ما قمت بعمله خطأ أم صواب؟

مناخ مناسب
في البداية أوضحت المستشارة الأسرية الدكتورة نادية نصير أن هناك فروقاً فردية بين الطلاب في تحصيلهم الدراسي والعلمي، مبينة أن بعض الطالبات يغلب عليهن النظام البصري فتربط موضوعات المذاكرة المختلفة بالصور المناسبة لها، وهى تحتاج للمكان المريح والإضاءة الجيدة، وربما تتحرك أثناء المذاكرة، وطالبت الأهل بتوفير مناخ مناسب لمذاكرة ابنتهم، وإفساح المجال لها للمذاكرة بالطريقة المريحة لها.

وتابعت نصير: هناك طالبة يغلب عليها النظام السمعي ولها القدرة على الاستماع لغيرها وتميل للمذاكرة الجماعية والمناقشة والحوار مع زميلاتها، وترتكز المعلومة في ذهنها من خلال تخيل الصوت، داعية الأهل إلى السماح لابنتهم بالمذاكرة الجماعية مع صديقاتها.

كسر الروتين
ورفضت شكوى كثير من أولياء الأمور من مذاكرة البعض عن طريق التليفون أو الإنترنت مع أن هذا ليس بمستغرب على الجيل الجديد، حيث إنهم يميلون إلى كسر الروتين والطرق التقليدية في المذاكرة علي المكاتب وفي غرفة منعزلة، موضحة أنه إذا عرف الأهل نظام أبنائهم التمثيلي لما خافوا عليهم، فالنظام السمعي يميل إلى المذاكرة من خلال التليفون والبصري والحسي يفضلون الإنترنت، ومع هذا وذاك فهم يستخدمون كل ما هو حديث، وطالبت الأهل بالتخفيف من حده توتر أبنائهم وتركهم يذاكرون بالطريقة التي تعجبهم.

وعن تناول المشروبات المنبهة ومشروبات الطاقة في فترة الاختبارات، أوضحت أنه إذا كانت الطالبة غير معتادة عليها، فلا داعي لها وتستبدلها بالعصير الطازج، لافتة إلى أن المنع في وقت الاختبارات يضرها ويشتت ذهنها، فيجب أن يكون المنع من قبل وليس وقت الاختبار، وشددت على عدم الإكثار منها لأنها تحتوي علي مادة الكافين التي تؤدي إلى القلق وعدم انتظام النوم، وفقد السوائل من الجسم خاصة إذا كان تناولها بكميات كبيرة مع وجود السكر بها فيشعر الإنسان بالشبع، محذرة من عدم تناول الطالبة للغذاء المتوازن الذي تكون في أشد الاحتياج إليه، كالأنواع التي تساعد علي تقوية الذاكرة، مثل: التمر والعسل والبروتينات والنشويات والعصير الطازج.

الخُلوة الدراسية
من جهة أخرى، أشار الخبير التربوي نزار رمضان إلى ضرورة تهيئة الأسرة تربوياً لكيفية التعامل مع أبنائها في فترة الاختبارات بتبديل المفاهيم السلبية بأخرى ايجابية، مؤكداً على دور الأسرة في توفير بيئة هادئة بعيدا عن الأزمات الأسرية للأبناء، وأوضح أن الأبناء في فترة الاختبارات يحتاجون للشعور بالطمأنينة من خلال سرد قصص واقعية إيجابية تغرس الثقة وتشحن الطاقة الإيجابية لديهم.

ولم يفضّل رمضان المذاكرة الجماعية أثناء فترة الاختبارات، مبيناً أنها مرحلة تركيز ومرحلة ختامية، وإعادة لترتيب الأوراق، ووصف هذا بالخلوة الدراسية التي يحتاج فيها الطالب إلى أن يختلي بمناهجه ومذكراته من خلال تركيز عميق وفهم دقيق، وربط بين المعلومات واستنتاج واستنباط، ولفت إلى أن كل تلك العمليات من الصعوبة أن تتحقق من خلال المذاكرة الجماعية.

واقترح أن يكون هناك بديل للمذاكرة الجماعية وهي المناقشة والحوار من خلال أب دارس أو معلم المادة أو منتدى تعليمي، موضحاً أن هذه الطريقة تجمع بين ميزتين الروح الجماعية وبين العمق التعليمي، ووجّه رسائل تربوية للطلاب قائلاً: استخدم أكثر من وسيلة وحاسة بالمذاكرة، استخدم وسائل التواصل الحديثة الإلكترونية بالمذاكرة والبحث.

كما وجّه رسائل للأسرة بتأهيل نفسية الأبناء للتعامل مع الأزمات والضغوط، والتخلي عن المثاليات في توجيه الأبناء الضعاف والمستهترين والقلقين، مؤكداً أن هؤلاء يحتاجون لمعاملة خاصة من الطمأنة والأمان واختيار الأهم بالمهم، مع التركيز على الأكثر أهمية بل وأحياناً التصويب والتنقية لبعض الدروس والمفاهيم، وأوضح أهمية التغذية المتوازنة والمحتوية على جلوكوز وبروتينات لتنشيط الذاكرة ومتقاربة.

منتجات وهمية
من جهته، أكد مساعد مدير مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبد الإله الشريف أن فترة الاختبارات دائماً ما تكون فترة توتر للجميع، وهناك بعض المروجون للمخدرات يبثون معلومات خاطئة عن أهمية حبوب التركيز في المذاكرة، ويزداد نشاطهم في الترويج في فترة الامتحانات، مضيفاً أن العديد من الدراسات تشير إلى أنه يتم استغلال الأطفال والمراهقين في بيع وترويج المخدرات.

وأشار إلى خطورة غرف الدردشة ومواقع التواصل، التي أصبح بإمكان الفرد أن يصمم غرفة أو صفقة ويعرض أو يطلب ما يحلو له دون رقيب، مشدّداً على أهمية دور الأسرة في مراقبة أبنائها وعدم ترك الحرية المطلقة لهم في استخدام الإنترنت، والتأكد من نوعية المواقع التي يرتادونها والتحذير من مواقع الدردشة.

الله يوفق جميع الطلاب والطالبات....العلم الاخضر