(مقبرة زينات).. للجميلات فقط

	تاريخها يعود الى ما قبل الاسلام (مقبرة زينات).. للجميلات فقط اعداد : علي صمان(الباحة) تطرقنا في الحلقة السابقة لبعض العادات والتقاليد المنتشرة في ربوع منطقة الباحة وما تتمتع به من موروثات اصيلة هي في النهاية عنوان الشهامة والكرم والنخوة في نفوس ابناء المنطقة اضافة الى بعض الاكلات والاطعمة الشهيرة. وفي حلقتنا الاخيرة اليوم نقف على مقومات السياحة في الباحة وبعض المواقع الاثرية فيها والجهود المبذولة لتفعيل وتنشيط السياحة بما يتماشى مع طموح المواطنين وامالهم. على بعد 25 كم تقريباً من بلدة بني كبير التابعة لمحافظة بلجرشي بمنطقة الباحة توجد مقبرة قديمة جداً تعرف باسم (الـزيـنـات) وأكد عدد من كبار السن من الأهالي أن تاريخها يعود إلى ما قبل الإسلام وأنها تتبع لقبيلة بني هلال التي كانت تستوطن ذلك المكان قبل هجرتها ونزوحها إلى نجد والشام وبلاد المغرب. ولعل الملاحظات التي شوهدت على تلك المقبرة وتركت خلفها علامات الاستفهام مما يؤكد بالفعل على أن تاريخها يعود لما قبل الإسلام , طرق بناء واتجاهات تلك القبور , فهي مرتفعة عن الأرض ومزينة بالأحجار والمرمر. أما عـن تسميـة تلك المـقـبـرة (بالزينات) فـيـقـول على بن مـسـفـر (95 عاماً) سميت بذلك نتيجة لطريقة بنائها فـهـي مرتـفعـة عـن الأرض ومبنية بالحجارة. التي تم تزيينها بأحجار المرمر وهوا ما يسمى (بالكوارتز ) ولأن المقبرة تبتعد كثيراً عن النطاق العمراني وتقع بين الأودية والغابات فقد عمدوا لرفع القبور وتسويرها وتزيينها بالحجارة خشية تعرض أصحابها لهجمات الحيوانات المفترسة التي تكثر في ذلك المكان. غير أن سعد بن عبد الله الغامدي وعمره أكثر من مائة عام له رأيٌ مغاير مشيرا إلى أنه دفن في تلك المقبرة ثلاث نساء جميلات من عائلـة واحـدة وهـي عائلة ذيـاب بن سـرحـان الهـلالي ولـذا سـمـيـت المـقـبـرة ( بالزينات ) كما يشير العم سعد أن الأمير ذياب بن سرحان شيد قصراً في قرية الأزاهرة بمحافظة بلجرشي لا يزال قائماً حتى الآن. فيما أوضح آخرون أن السبب الحقيقي في تسمية المقبرة بذلك الاسم يكمن في أن قبيلة بني هلال كانت تدفن النساء والفتيات الجميلات فقط في تلك المقبرة بينما كانت هناك مقبرة أخرى يدفن بها بقية أفراد القبيلـــة. الخلف والخليف تقع قريتا الخلف والخليف على بعد خمسة كيلو مترات تقريبا شمال محافظة قلوة ولا تـذكر احـداهــما حـتـى تـذكـر الأخـــرى مـعــها وقـد ارتبطتا ارتباطا وثيقا كونهما متجاورتين وتحملان من الآثار والنقوش ما يجعل ذكرهما أمرا لا بد منه. توجد بقريتي الخلف والخليف العديد من النقوش الإسلامية الغائرة والتي تقدر بأكثر من ثمانية عشر نقشا في عدد من أحجار البازلت تحمل البسملة وآيات قرآنية وأدعية وترجع بعض المصادر إلى أن تاريخ الخلف والخليف يعود لأواخر القرن الثامن وأوائل القرن التاسع الهجري. ومن معالم قرية الخلف المسجد الذي تقدر مساحته بنحو 324 مترا مربعا وله أربع واجهات ومئذنة واحدة تقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من صحن المسجد , وقد اعتمد في بناء المسجد على الصخور الصلبية الشديدة وتم بناؤه على هضبة مرتفعة حتى لا يتعرض لمداهمة السيول وتحف به شعاب شديدة الانحدار من الجهتين الشمالية والغربية في حين تقترب منسوبية أرضية المسجد مع أرضية القرية من جهتيه الجنوبية والشرقية 0كما يتوسط فناء المسجد بركة مائية يقدر عرضها بمترين ونصف بشكل مربع وبعمق ثلاثة أمتار أو تزيد قليلا مبنية بالحجر المحلي الصلد بهدف توفير المياه الصالحة للشرب للمصلين وأهالي القرية. وقد ساهمت عوامل التعرية وهجرة أهالي الخلف والخليف لتهدم أبنية تلك المساكن التي لم يتبق منها سوى أطلال مهترئة. منتزه القمـع وتلفريك اثرب يمثل منتزه غابة القـمع الذي يبعد عن مديـنـة بلجرشي باتجاه طريق أبها بحوالى25 كيلومترا إلى جانب محطة تلفريك اثرب أهم عوامل الجذب السياحي , ليس على مستوى المحافظة فقط وإنما على مستوى منطقة الباحة بشكل عام.فمنتزه القمع يعد من أكبر المنتزهات إن لم يكن أولها على مستوى المملكة والذي شملته كافة الخدمات البلدية من إنارة وسفلتة وفتح العديد من الطرق الرئيسية والفرعية بالإضافة لما تم بناؤه من الاستراحات العائلية ومظلات الجلوس التي زودت بصهاريج المياه وألحقت بها مناقل للشوي إضافة لبناء العشرات من دورات المياه الإضافية في أماكن متفرقة من المنتزه وزرع مجموعة كبيرة من المراجيح ولعب الأطفال بكافة الأشكال والأحجام إضافة لذلك فقد أتيحت الفرصة للقطاع الخاص باستثمار بعض المساحات لبناء مطاعم واستراحات حتى أصبح منتزه القمع أشبه ما يكون بمدينة سياحية فارهة. أما عن تلفريك اثرب فقد حقق نجاحاً كبيراً وأصبح يستحوذ بشكل كبير على اهتمامات الزوار والمصطافين والذي يشهد توافد أعداد كبيرة منهم خلال موسم الصيف ويمتد من أعلى قمم جبال منتزه القمع وحتى أسفل وادي الخيطان بتهامة وتقدر المسافة التي تـقـطـعـها الـعـربـات الـمـعـلـقـة بـ ( 3010 ) أمتار, تمر عبر العديد من الأوديـة والـجـبال والمناظـر الطبيعية, كما توجد في نهاية المحطة السفلية عدد من البوفيهات والمطاعم وكذلك المسابح والحدائق والجلسات العائلية ذات الخصوصية التامة التي يجد معها رب الأسرة الطمأنينة وراحة البال في قضاء أفضل أوقات الراحة والاستجمام بصحبة أفراد عائلته. وفي غابة السكران ثاني أهم غابات محافظة بلجرشي التي تحظى بتوافد الزوار على مدار العام وكذا المصطافين في أوقات الصيف وبشكل كبير وكثافة عالية نجد نفس الاهتمام قد شمل كافة أرجائها وفي مختلف اتجاهات الغابة حتى أضحت وكأنها قرية سياحية , وكان لبلدية محافظة بلجرشي جهود كبيرة في تنظيم وتدعيم المنتزه بكافة الخدمات البلدية المماثلة لمنتزه القمع مع الأخذ بالاعتبار فرق المساحة بين المنتزهين.تلك الجهود البلدية كانت محل تقدير وثناء المواطنين وكذا الزوار والمصطافين وما لمسوه من إضافات نوعيـة جديدة كما وكيفا في شتى الخدمات , جعلت الإقبال على تلك المنتزهات يزداد كثافة لقضاء أوقات ممتعة لا سيما الأطفال الذين يجدون بغيتهم في اللهو واللعب مع ما تم توفيره لهم من ألعاب متعددة الأحجام والأشكال وبأعداد كبيرة . وتفعيلا لدور السياحة في منطقة الباحة بدعم وتوجيهات سمو أمير المنقطة وسمو وكيل الإمارة تجرى الاستعدادات حاليا لبناء محطة تلفريك في أعلى عقبة الملك فهد بمدينة الباحـة وصولا لقرية ذي عين الأثرية بمحافظة المخواة , ويتوقع أن تحقق نجاحا كبيرا كون استخدام العربات المعلقة سيصبح بشكل يومي وعلى مدار العام لاسيما في أوقات الشتاء التي يبحث فيها أهالي السراة عن الأجواء الدافئة.