وفي الواقع إن الزيارات الرسمية لكبار المسؤولين والوفود تعمق العلاقات وتوثق أواصر الصداقة وتعزز سبل التعاون وتبادل الآراء والخبرات، والتعرف على المستوى الحضاري والثقافي للآخر.
ولاشك أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والوفد المرافق لسموه الكريم إلى مملكة النرويج في مستهل جولته الأوروبية تبرز الوجه الحضاري والمشرق للمملكة، وتؤدي إلى تفعيل العلاقات الثنائية بما يحقق الأهداف العامة ويخدم سياسة المملكة، ففي مثل هذه الزيارات إحلال لمفهوم التعاون والتفاعل بديلاً للصراع، والتفاهم بديلاً للخصام، في ظل العولمة، ولتعزيز أواصر الصداقة والتعاون وبحث قضية السلام في الشرق الأوسط، ومجالات التعاون الاقتصادي والثافي والتعليمي.
وتقديراً لسموه استقبله هارالد الخامس ملك النرويج وكبار المسؤولين، واجتمع سموه مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان النرويجي، حيث توصل الطرفان إلى تفاهمات أدت إلى قرار المملكة بفتح سفارة لها في مملكة النرويج، لتصبح النرويج رافداً جديداً يضاف إلى روافد المملكة الممتدة إلى جميع أنحاء العالم.
واستهلال سلمان الخير جولته الأوروبية بزيارة مملكة النرويج له دلالة هامة، فالنرويج دولة نشطة رائدة على الساحتين الدولية والأوروبية ولها إسهاماتها الإيجابية في مسيرة السلام في الشرق الأوسط، ففي عاصمتها أوسلو تم توقيع اتفاقية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993م حيث بدأت مسيرة مفاوضات السلام بينهما، والنرويج لها مواقفها المؤيدة للحق العربي.
وهذا هو عهدنا بالمملكة العربية السعودية دائماً في دعم الحق العربي ونصرته وتعزيز أواصر الصداقة والتعاون الدوليين للحفاظ على المصالح الوطنية والعربية وإظهار الإسلام والمسلمين بصورتهم الحضارية المشرقة التي لا يعرفها في الغرب إلا القليل منذ عهد المؤسس يرحمه الله إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -يحفظهم الله-.
وقد غادر الوجه المشرق للمملكة الأمير سلمان بن عبدالعزيز النرويج إلى ألمانيا الاتحادية، وهي إحدى الدول ذات الوزن الثقيل في الاتحاد الأوروبي والعالم ولها من المملكة علاقات اقتصادية وثقافية متعددة وعلى قدر من الأهمية وقد استقبله كبار المسؤولين وتم بحث سبل تنمية الاستثمارات الألمانية في المملكة وتعزيزالعلاقات الاقتصادية والثقافية.
وفي الحقيقة أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز رجل دولة من الطراز الفريد، له من الهيبة ما وهبه الله، ترى في عينية فطنة أهل البصيرة وعلى وجهه ابتسامة ترحيب، يتيمز بالفراسة والحكمة ويحب الحق والعدل، لذلك يلجأ إليه كل ذي حاجة بعد الله عز وجل، ولا يعود من قصده خائباً بحول الله وقدرته، نسأل الله عز وجل له التوفيق والسداد وطول العمر والتمتع بكامل الصحة العافية، وأن يعينه على مسؤولياته الجسام، إنه وجه حضاري مشرق للمملكة العربية السعودية أينما حل أو ارتحل.
الرياض