الحياة الطبيعة عادت للمجمع السكني والصخب مستمر حول رؤية "الحور العين"

مشهد من مسلسل "الحور العين" الذي يؤرخ للحدث الأثم




مجمع المحيا السكني يسوده الهدوء الأن

"المحيا" بعد عامين.. وجوه لا تمحوها الذاكرة وحقائق مفزعة لا تخطئها العين

الحياة الطبيعة عادت للمجمع السكني والصخب مستمر حول رؤية "الحور العين"

مشهد من مسلسل"الحورالعين" الذي تعرضه
قناة إم بي سي وآثار جدلاً واسعا

أبها, الرياض: الوطن, عبدالله فلاح
فيما يتذكر سكان العاصمة السعودية اليوم حادث تفجير مجمع المحيا السكني على يد مجموعة إرهابية آثمة يترقب مشاهدو "قناة MBC" كيفية تفجير المجمع من خلال المسلسل الشهير "الحور العين".
والحاصل أن ما أثاره المسلسل قبل وأثناء عرضه يشبه إلى حد بعيد تلك الضجة التي صاحبت وقوع الانفجار الآثم الذي أودى بحياة نحو 18 شخصاً وإصابة 122 آخرين بينهم 35 طفلاً.
ومنذ الإعلان عن حلقات المسلسل الذي أخرجه السوري نجدت أنزور لم يتوقف سيل النقد الحاد الذي وصل إلى حد التشكيك في الهدف من إنتاج هذا العمل الدرامي الضخم.
وكان من أبرز الملاحظات على المسلسل تسميته بهذا الاسم "الحور العين" وما يحمله المعنى القرآني من قيمة نبيلة، كذلك فإن بعض المنتقدين يرون أن الفن ليس أهلاً لمعالجة الظواهر الإرهابية بل يكرسها ويزيدها، إضافة إلى أن القائمين على هذا العمل في ظن هؤلاء المنتقدين ليسوا أهلاً لهذه المهمة بل إن المسلسل في نظرهم يسعى لتشويه سمعة الدعاة والعلماء.
أمام ذلك اضطرت إدارة المحطة إلى إصدار بيان أوضحت فيه أن "الحور العين" معنى إسلامي يؤمن به جميع المسلمين والهدف من اختياره عنوانا للمسلسل هو تطهير هذا المعنى من محاولة الإرهابيين لاختطافه وتشويهه.
أضافت القناة أن الفن يعد أهم وسائل التوجيه ونشر الوعي ومن ثم حاولت القناة توظيفه في مواجهة الإرهاب وفي ضوء ذلك حرصت كذلك على توفير اللجان والمستشارين في كل المجالات التي يتعرض لها المسلسل.
وشددت الـMBC على أن المسلسل لا يهدف بأي شكل من الأشكال إلى تشويه سمعة أحد بل العكس هو الصحيح لافتة إلى أنها لا تخفي استغرابها مما أسمته بوسيلة "الرجم بالغيب" ومهما يكن من أمر فإن بشاعة ما حدث في المحيا في يوم 8/11/2003 لا يمكن لعمل فني مهما كانت دقته أن يجسدها تماماً أمام المشاهدين ومن ثم فإن الدخول في هذا الطريق الوعر لن يسلم من الغمز واللمز وقد كان المهاجمون يتهمون المسلسل بتشويه سمعة الإسلام وأن العمل "كلمة حق يراد بها باطل" والمدافعون وفي مقدمتهم المخرج وكاتب الجزء الديني يؤكدون أنهم يستهدفون دحض علاقة الإسلام بالإرهاب ودحض ادعاءات المتطرفين بالاستشهاد بالقرآن.
فنياً رأى البعض أن المسلسل ابتعد كثيراً عن حقيقة وظيفة المجتمع السعودي وتقوقع داخل مجمع المحيا فقط، بحيث لم يظهر في المسلسل من السعوديين سوى نفر من الإرهابيين.
بدوره يقول أنزور إن الإرهاب واقع سياسي نعيشه اليوم ولا يصح أن نتغافل عنه فقط لأنه يرتبط بالإسلاميين المتطرفين.. وما أردت تقديمه في هذا العمل هو الجانب الإنساني لمعاناة الناس نتيجة هذه الظاهرة وتداعياتها. أردت إبراز الواقع على الضحايا الأبرياء ممن وجدوا أنفسهم فجأة أمام الموت والتفجيرات دون أن يكون لهم فيما يجري أي دور.
ميدانياً شهد المجمع حراسات مشددة وأبوابا متحركة للدخول على شكل حائط متحرك، حيث يقع خلف الباب الرئيسي للمجمع كابينة بداخلها حارس أمن ومساعد له يتأكدان من البيانات، ولا يسمح بالدخول إلا لسيارات شركات الإمداد الغذائي وسيارات السكان وزائريهم.
ومنع المسؤولون عن المجمع "الوطن" من التصوير داخله بدعوى منع دخول الغرباء ومن ضمنهم الإعلام.
وبدا السكان أمس في وضع طبيعي حيث يدخلون المجمع من الجهة الجنوبية وهم يلوحون لحارس الأمن ووجوههم تعلوها الابتسام، فيما بدت بعض منازل المجمع خالية ومهجورة خصوصا تلك التي تقع في مقدمة المجمع والتي تركز فيها الهجوم الإرهابي منذ عامين، أما الجهة الخلفية فبدت مسكونة بالكامل.
وكان المجمع في الذكرى الأولى مهدماً وغير مأهول، لكن رغبة المستثمر في إعادة الحياة إلى مجمعه دفعته إلى إصلاحه و استخدامه، وقد رفض مسؤولو المجمع التعليق نهائيا مبررين بأن الموضوع أخذ حقه إعلاميا.
وكانت "الوطن" قد التقت العام الماضي بعدد من السكان السابقين لمجمع المحيا السكني والذين أكدوا أن المجمع لم يكن به سوى عرب مسلمين حين أقدم الإرهابيون على فعلتهم الآثمة، ووصفوا حادث التفجير بأنه سبب لهم ولأولادهم صدمة بعد أن راح ضحيته أصدقاء وجيران لهم.
وقال عماد خليل ( لبناني الجنسية ): إن أكثر ما يؤلمني في الموضوع هو سؤال ابني "10 سنوات" والذي كان مسافراً للخارج عن أحد أصدقائه وهل هو على قيد الحياة أم لا؟ .. فما بالنا بعائلات كاملة ذهبت مع التفجير الذي لم يترك أحداً وإلا قد تأذى.
ورفض خليل فكرة الرحيل من السعودية بعد تلك الأحداث وقال أنا أعتبر بقائي رداً لجميل هذا البلد الذي أعتبره بلدي الثاني فالهروب ليس من شيم العربي المسلم، وأعرب عن رغبته في العودة إلى المجمع من جديد بعد عودة الحياة الطبيعية إليه.
ووصف الحادث بأنه صدمة نفسية كبيرة ولم يكن متوقعاً خاصة وأن السكان كانوا مترابطين مهما اختلفت الأديان والأعراق والعادات، حيث كان المسلمون يجتمعون يوم الجمعة لأداء الصلاة في جو روحاني.
كما التقت "الوطن" بأحد السكان السابقين ويدعى نضال فائق كدو "سوري الجنسية" ويعمل في مجال الاستشارات القانونية، والذي تذكر الترابط بين السكان, قائلاً: في رمضان عملنا مشروع إفطار صائم وكانت المشرفة على المجمع تقوم بجمع التبرعات لعمل إفطار خيري خاص بالمجمع ووجدنا أن أكثر من كان يتعاون معنا هم المسيحيون. وقال: لو أعيد إعمار المجمع فسأعود نكاية فيمن دمر أسرة المجمع التي تضم 200 فلة وغيب بعض أفرادها مدى الحياة.

وشددت الـmbc على أن المسلسل لا يهدف بأي شكل من الأشكال إلى تشويه سمعة أحد بل العكس هو الصحيح لافتة إلى أنها لا تخفي استغرابها مما أسمته بوسيلة "الرجم بالغيب"
مشكور الاخ صقرالجنوب والله انهم يقصدون المطاوعة الله يخارجنا منهم