شهد العراق المزيد من أعمال العنف، في وقت كشفت فيه السلطات أن عدد المدنيين الذين قتلوا العام الماضي بلغ أرقاما قياسية.
فقد لقي ثلاثة عراقيين مصرعهم وأصيب سبعة آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفت مدنيين في منطقة كمب سارة شرقي بغداد، وفق ما أعلنت مصادر أمنية عراقية.
كما عثرت الشرطة على 15 جثة قرب مسجد في حي الأعظمية الذي تقطنه أغلبية سنية شمال بغداد. كما وجدت خمس جثث بها آثار تعذيب وطلقات رصاص في بلدة النهروان جنوب شرقي بغداد.

المدنيون في العراق يدفعون ثمن الوضع الأمني المتردي
(الفرنسية-أرشيف)
في تطور آخر قتلت القوات الأميركية ثلاثة مسلحين وأصابت آخر واعتقلت شخصين في غارة على محل لبيع للسلاح في بغداد.
في السياق نفسه قالت مصادر وزارة الداخلية إن مسلحين قطعوا الطريق على حافلة صغيرة وأجبروها على التوقف وخطفوا أفراد أسرة في بلدة المدائن جنوبي بغداد ولم يعرف عدد الأفراد المفقودين بالتحديد.
من جهة أخرى قال الجيش الأميركي إن جنديا من مشاة البحرية الأميركية قتل جنديا عراقيا بما وصفه بمشاحنة عند موقع أمني في الفلوجة السبت، وقال بيان للجيش إن الجندي الأميركي كلف بمهام إدارية وإن تحقيقا جنائيا يجري حاليا.
إلى ذلك أعلن الجيش الأميركي اليوم مقتل أحد جنوده وجرح ثلاثة آخرين في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم جنوب غرب بغداد ليكون أول جندي أميركي يقتل في العام 2007. وقال بيان عسكري إن من بين جرحى الهجوم الذي وقع أمس مترجما كان يريد التحدث مع بعض الناس حول العنف الطائفي في العراق.
وبلغت الخسائر الأميركية في العراق في ديسمبر/ كانون الأول الماضي 112 قتيلا ليصبح بذلك هذا الشهر الأعنف منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 حين قتل 137 جنديا أميركيا. كما ارتفع عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا منذ غزو العراق في مارس/ آذار 2003 إلى 3003، بينهم 822 عام 2006 المنصرم.
رقم قياسي للقتلى
من ناحية أخرى شككت الأمم المتحدة في دقة الأرقام التي نشرتها وزارة الداخلية العراقية عن إجمالي عدد القتلى من المدنيين العراقيين خلال السنة المنقضية جراء الهجمات والتفجيرات.
وقالت الأجهزة الأممية إن العدد الحقيقي لضحايا أعمال العنف في العراق يتجاوز ما أعلنته الداخلية العراقية.
وكانت البيانات الرسمية العراقية أوردت أن عدد المدنيين العراقيين الذين قتلوا خلال العام المنقضي بلغ 12 ألفا و320 شخصا نتيجة ما تصنفه كعنف إرهابي.
وتظهر أرقام الداخلية العراقية أيضا أن نصف القتلى كان خلال الأربعة أشهر الأخيرة من العام. غير أن أرقام الداخلية العراقية تخصّ القتلى جراء التفجيرات والطلق الناري فقط، ولا تشمل الوفيات المصنفة جنائية.

جيش المهدي متهم بتنفيذ الكثير من أعمال القتل الطائفي
(الفرنسية-أرشيف)ولا تشمل الأرقام موت الكثير من المدنيين جراء إصابتهم بحراح في هجمات سابقة، كما لا تشمل مختطفين بقي مصيرهم مجهولا.
جيش المهدي
على صعيد آخر رجح مسؤولون عراقيون كبار أن تشن القوات الأميركية هجوما محدودا خلال أيام ضد جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر على غرار العملية التي قتل خلالها مساعد كبير للصدر في النجف الأسبوع الماضي.
وقال مسؤول شيعي كبير لرويترز إن عمليات مركزة ستشن ربما في الخامس من هذا الشهر ضد أعضاء بجيش المهدي، وتوقع حدوث كثير من المفاجآت على الأرض.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية وصفت جيش المهدي في تقرير الشهر الماضي بأنه يمثل أكبر تهديد لأمن العراق. كما يقول عدد من مسؤولي الأحزاب السياسية الشيعية إن صبرهم بدأ ينفد إزاء أتباع الصدر الذين يعرضون جميع جهودهم وإنجازاتهم للخطر.
