ثواب القوة الحسنة،وإثم القدوة السيئة:

الأخ في الله أبو عبد المحسن جزاك الله خير على ما تقوم به من مواضيع تهم الجميع
وتعود عليهم بالنفع الكثير ، وأنا أحد هؤلاء الأشخاص الذين أستفيد من كلامك ،

وإذا تسمح لي سأعلق على الموضوع على حسب ما فهمت منه وأضيف عليه من رأيي
الشخصي وما أريد الخروج عن الموضوع ، وتزداد المواضيع جمالا عند المناقشة
والتفاعل معها .

من ناحية القدوة الصالحة ، لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، وجميع
المسلمين ، وسبحان الله العظيم ، الجميع على الفطرة ، لو سألنا أحد المسلمين حتى ولو
كان عاصيا لله تعالى ومذنبا من قدوتك في هذه الحياة ؟

فإما أن يقول لك قدوتي ، والدي ووالدتي ، أو يقول لك قدوتي الأستاذ الفلاني لأخلاقه
وطيبته ، مع طلابه ، أو يقول لك قدوتي محمد صلى الله عليه وسلم ، لماذا ؟ حتى
ولو كان عاصيا لأن الله وهبه العقل ، ويعلم يقينا داخل قرارة نفسه أن هذا هو الصحيح

لأنه مسلم ومهما بلغ به العصيان والذنب والتمرد ، فيستحيل أن يقول لك قدوتي المطرب
فلان أو المغني فلان ، أو قدوتي المطرب الإنجليزي أو الأمريكي إلا إذا كان الله قد طبع
على قلبه والعياذ بالله .

لأنه هذا المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله يعلم تمام العلم أنه الرسول
صلى الله عليه وسلم هو قدوة كل المسلمين ، طائعهم وعاصيهم ، فالمسلم العاصي
عندما تمر به أزمات وعوائق وعقبات ، وتجارب ومحن ومصائب ، بسرعة فائقة
يعود إلى رشده للحق والصواب وأن ما كان يفعله ويعتقده كان مجرد لهو ونزوة
شيطانية . هذه النقطة الأولى .

الشيء الثاني : من ناحية الصدقة التي جاءت في الحديث الشريف ، ( ولو بشق تمره )
قد يكون البعض منا يتهاون في الشيء القليل ولا يعلم انه عند الله تعالى فيه الأجر
والثواب الكبير ، حتى ولو كانت حبة من التمر أو رغيفا من الخبز ، لأن الإنسان
يتصدق على حسب ما يملكه من قليل أو كثير . فكله يقبله الله تعالى ويكون متبوعا
بإخلاص النية في صدقته .

كذلك لو كل شخص تصدق ولو بالشيء اليسير ، وجاء آخر وتبرع بشيء يسير
لاجتمعت كل هذه الصدقات الصغيرة ، وأصبحت عند الله صدقة كبيرة ، يرحم الله
بها عباده يوم القيامة حتى ولو كانت صغيرة .

كذلك في الموضوع حث على الاهتمام بالمسلمين والضيق لضيقهم كما كان من رسول الله
عندما رأى هؤلاء الناس الذين جاءوا من مصر وكانت حالتهم بؤس وفقر ، وبعد أن تصدق
الصحابة لهم فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتهلل وجهه .

اخيرا : جزاك الله خير أبو عبد المحسن ، ويعلم الله تعالى أننا نحبك في الله تعالى ونحن أصغر
من ان نعلق على هذا الموضوع ، لأن هناك من امثالكم هو صاحب التخصص في هذا المجال .
وإن لسنا من طلبة العلم ، لكن أحببت المشاركة في موضوعك الهادف المفيد لكل المسلمين
جعل الله تعالى ذلك في موازين أعمالكم الصالحة اللهم آمين .

المـوج الجندبي